الواضح لجميع دول المنطقة، ان المشكلة الاهم و الاكبر التي تعاني منها دول المنطقة و تؤثر على أوضاعها من مختلف الجوانب و على مختلف الاصعدة، هي مشكلة التطرف الديني الذي يتفرع عنه الارهاب و الجريمة المنظمة أيضا.
التطرف الديني الذي بدأ ينمو و يترعرع في المنطقة بصورة ملفتة للنظر منذ ثلاثة عقود و قد صار الان ظاهرة لايمكن لأحد إنكارها، أهم وباء فكري ـ سياسي يهدد السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة و لم يعد ينفع إلتزام الصمت او اللاموقف ازاء هكذا مشكلة بالغة الخطورة تختبأ خلفها أهداف و أجندة سياسية خاصة لأن هكذا تعامل مع مشكلة خطيرة كهذه وعدم تداركه و التصدي له، من شأنه يمهد له الارضية لكي يكتسح الجميع في نهاية.
(الدكتاتورية الدينية في إيران بؤرة الحروب الطائفية في الشرق الاوسط)، تحت هذا الشعار، أقيم حفل إفطار من جانب المقاومة الايرانية في باريس في 26 تموز الجاري، وحضرته وفود من 31 دولة من سائر أرجاء العالم، وقد عادت السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية لتسلط الاضواء مجددا على مشكلة التطرف الديني و تلفت الانظار الى خطورته و تؤكد في نفس الوقت على العمل المشترك من أجل القضاء عليه، وقد إعتبرت السيدة رجوي في كلمتها التي ألقتها في الحفل أن’ نظام ولاية الفقيه في ايران حامل بدعة التطرف تحت راية الاسلام وعدته العامل الرئيسي للمصائب والأزمات المفروضة على العالم الاسلامي منها في العراق وسوريا وفلسطين ولبنان واليمن.’، والحقيقة أن إتهام السيدة رجوي للنظام الايراني لم يأت إعتباطا او عبثا وانما مبني على أساس حقيقة ماثلة للعيان، وهي أن التطرف في المنطقة لم يكن موجودا قبل مجئ هذا النظام وانما جاء الى الوجود معه و عقب تأسيسه.
الرؤية و المنظور الذي تعتقد السيدة رجوي بأنه من الممكن حل و معالجة مشكلة التطرف من خلاله و القضاء عليه، تكمن في تمهيد الارضية المناسبة لإجتثاث جذوره الاساسية من خلال إقامة جبهة في المنطقة لمواجهة التطرف و الوقوف بوجهه، وإعتبار أن ‘الحل العملي لتحقيق السلام والتسامح والديمقراطية في المنطقة يكمن في قطع دابر النظام الايراني وقالت ان المقاومة الايرانية هي ضمان لتحقيق هذا الحل.’، ذلك أن بقاء و إستمرار النظام الايراني يعني بقاء بؤرة التطرف الديني و إستمرارها في تهديد شعوب و دول المنطقة، وان السيدة رجوي عندما تقوم بطرح المقاومة الايرانية كضمان لهذا الحل انما تطرح ذلك لسببين رئيسيين هما:
اولاـ ان المقاومة الايرانية هي الطرف الوحيد الذي إكتشف بدعة التطرف هذه وحذر منها منذ ثلاثة عقود و كشف عن كل المخططات التي وضعها النظام ضد دول المنطقة.
ثانياـ ان المقاومة الايرانية هي البديل العملي و الجاهز من مختلف الجوانب لكي يستلم زمام الامور في طهران بعد إسقاط او إزاحة هذا النظام، وانها تدعو الى مواجهة كل أسباب و مقومات التطرف الديني و الارهاب في المنطقة.