نحو حل معضلة من معضلات المصالحة

adibelshaarنشرت أول البارحة على الفيس السطر التالي:
“الأمة السورية بحاجة إلى قائد نزيه رمز تلتف حوله كما التف الفيتناميون حول هوشي منه.”
أثارت الفكرة وراء ذلك السطر العديد من الاستجابات البناءة. أهمها تلك الخاصة بأحد آفاق المصالحة الوطنية وهو مصير القادة المشاركين في الحرب عندما تضع الحرب أوزارها. أستعرض فيما يلي أهم تلك الاستجابات ثم أضع مقالتي هذه على شكل تمهيد لخاطرة الدكتور خلدون أسود التي تتوافق مع طروحاتنا وتقدم حلاً لأحد الإشكاليات.
الأستاذ محمد خير ندمان: أكثر شي عجبني استخدامك عبارة “الامة السورية” …ما عاد بدنا لا امة عربية ولا غيره …ما اجانا البلا غير منهم…
رد أحمد أـديب شعار: خلينا نثبت أننا جديرون باسم وهوية “أمة سورية” وبعدين بنحكي بشي أكثر عمومية.
عقب الدكتور موسى الحالول: ونحن بحاجة إلى حبل يلتف حول رقبة المذكور الذي حول سوريا إلى مقبرة.
رد أحمد أديب شعار: من الممكن أن يكون التسامح سمة من سمات الحل احتراماً لمجموعة طيبة أحبته مخطئة (من وجهة نظرنا).
رد الدكتور موسى الحالول: ليس لي ثأر شخصي معه أو مع جماعته التي أحبته بالرغم من إجرامه. والمسامحة يجب أن تأتي من أولياء الدم وليس مني. فأنا لا أملكها.
عقب أحمد أديب شعار: لاشك في ذلك.

عاد الحوار بعد ذلك بيني و الأستاذ محمد خير ندمان كما يلي:
الأستاذ محمد خير ندمان: الحل في بلدنا بحاجة أولا لقبول مبدأ “االقرار للأغلبية”…دون استثناء أو فرض أحد…إذا لم نقبل بقناعة هذا المبدأ ونطبقه عندما تتاح الفرصة المناسبة فلن تقوم لسوريا قائمة.
أحمد أديب شعار: أنا أعتقد أنه مهما حقق صاحب الأغلبية من نسبة في الانتخاب، يجب ألا تكون يداه ملوثتين بالدماء.
الأستاذ محمد خير ندمان: المشكلة في تفسير هذه العبارة ..ولكن اعتقد انها ستكون مثيرة للجدل وستقف عائقا امام الحل لانه لا يوجد احد حاليا الا وغطس في الدم السوري بشكل او باخر…لذلك اقول انه الاغلبية يجب ان تقرر في ظروف انتخابات حقيقية وباشراف دولي حقيقي…المهم في هذه المرحلة الحفاظ على وحدة سوريا ارضا وشعبا..وفي المستقبل يكون للناس راي اخر..
أحمد أـديب شعار: من أبسط حقوق المواطن السوري أن يطالب بقيادة جديدة ويكفي القيادة الحالية 15 عاماً.
الأستاذ محمد خير ندمان: اتفق معك تماما …ولكن هذا في الظروف العادية…وليس هناك قيادة قادرة على تجديد نفسها والعطاء أكثر من هذا … ولكن في الظروف الحالية المهم هو وحدة سوريا ولذلك يجب القبول بأي قيادة قادرة على تحقيق هذا الهدف دون استثناء أي طرف…المهم القدرة على الحفاظ على وحدة سوريا حاليا.
أحمد أـديب شعار: هل الأمة السورية عاقر؟
الأستاذ محمد خير ندمان: لا طبعا…ولكنن الكثيرين تم تغييبهم عمداً في السابق وهذا شيء متفق عليه..وسوريا حاليا في غرفة الطوارئ ولا مجال للانتظار والبحث…بعد أن يستقر الوضع يمكن لنا أن نبحث عن بدائل…المهم حالياً أن لا تصبح سوريا أربع أو خمس دول…ليس هناك هدف أهم من هذا .
أحمد أـديب شعار: قد يكون رأيك صحيحاً بالمطلق ولكن هنالك شخصيات تسبب الحساسية وتمنع التوافق.

الأستاذ محمد خير ندمان: ولذلك قلت يجب قبول رأي الأغلبية حتى ولو على مضض كمرحلة انتقالية…ولكن يجب وضع قواعد تؤسس لنظام ديمقراطي حقيقي في المستقبل وتحت إشراف دولي وتوافق سوري – سوري …يجب أن نحب بلدنا أولاّ أخي ابو الحكم…الدواء مرّ ولكن على المريض أن يتناوله حتى يشفى.
أحمد أـديب شعار: هنالك نسبة ولو كانت غير أكثرية تؤمن بالموت إذا بقي الحاكم الحالي فيجب أن يتنحى الحاكم الحالي حفاظاً على وحدة الأمة.
الأستاذ محمد خير ندمان:
وإذا لم يتنحى؟ هل تبقى سوريا غارقة في الدم وتواجه خطر التقسيم في أي لحظة؟ أعود وأقول أنه في رأيي -وأعتقد أنك تتفق معي- المهم حاليا هو الحفاظ على وحدة سوريا …في المراحل القادمة لن يقبل الشعب باستمرار الأمور على ما كانت عليه قبل الأزمة…هذه فقط مرحلة انتقالية طارئة…والضرورات تبيح المحظورات حتى في الدين..
أحمد أـديب شعار: وبنفس المنطق تماماً: وإذا لم يقبل الطرف الآخر به قائداً للمرحلة الانتقالية… هل تبقى البلد في حالة صراع دموي.؟
الأستاذ محمد خير ندمان: الطرف الآخر يحاول الإطاحة بالرئيس الحالي منذ خمس سنوات دون فائدة وليس هناك في المدى المنظور أي فائدة ترجى من السلاح…ليس هناك طرف قادر على فرض الحل بالقوة، واذا لم نقبل بحل يضمن الأولويات بالنسبة لنا كسوريين ستبقى سوريا في بحر من الدم الى ما شاء الله …لا اريد أن أضرب أمثلة من التاريخ حتى لا يعتقد البعض أنني أشبه فلان بفلان…علينا أن نقبل بحل يفتح لنا أفقا على المستقبل حتى لو لم يكن هذا هو الحل الذي نبحث عنه…نحن في سوريا ليس لدينا حلول جيدة وحلول سيئة…جميع الحلول سيئة وعلينا أن نقبل بالأقل سوءاً..
أحمد أـديب شعار: هل تعتقد أن الرئيس الحالي سيقدم تنازلات حقيقية مثل التشارك على السلطة؟
الأستاذ محمد خير ندمان: اعتقد أنه سيضطر لتقديم تنازلات…ليس هناك طرف في سوريا يملك قراره…هناك أطراف دولية ستضغط عليه وعلى غيره في حال حدوث توافق دولي.
أحمد أـديب شعار: هلق ضاقت الفجوة الفكرية كثيراً.
الأستاذ محمد خير ندمان: ليس هناك فجوة بين المخلصين أخي ابو الحكم..
أحمد أـديب شعار: عراسي حارتك..ههه
الأستاذ محمد خير ندمان: ابوس روحك وج وقفا.

على الرغم من موافقتي للدكتور موسى على موضوع أصحاب الدم إلا أن الموضوع بقي إشكالياً: هل يعني ذلك أنه لن يكون تسامح ما لم يوقع جميع المتضررين، خصوصاً أولياء الشهداء من الطرفين، على صكوك المسامحة؟ ماذا لو وقعوا جميعاً باستثناء شخص واحد رفض التوقيع؟ جاء الحل من خلال خاطرة الدكتور خلدون أسود أدناه: يستطيع قائد الأمة أن يفرض التسامح، لمصلحة الأمة، مقابل تعويضات مادية.

About أحمد أديب شعار

الدكتور المهندس أحمد أديب شعار .. عاشق تراث حلب...له اهتمامات أدبية... سولزبري
This entry was posted in ربيع سوريا, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.