نحن
نحن الذين كبرنا في ورشات البناء والدهان والمشاحم الفقيرة،
لم نفكر بالكتابة يوماً على قصاصات الأسمنت
كنا نشعل بها النيران فقط.
***
نحن من لا يفسر الحنين سوى بضربات الأهل الموجعة وشتائمهم التي لا تنتهي،
لا يستطيع أحد منا أن يسعد فتاة أحبّها منذ أيام إلا بالقول:
سأتزوجك قريباً.
***
نحن أصحاب الحكايات الإعدادية،
منا من مارس العادة السرية بينما كانت المدرّسة الجديدة تكتب على السبورة،
وآخرٌ قدّم لمعلمته في عيد المعلّم
ربطة خبز.
***
نحن الذين إذا ما تألمنا، ضربنا رأسنا بالحائط
وقلعنا أضراسنا بالـ”بانسة”
نحن من كان يشعر بقيمة العلم إذا ما قال أهالينا لمدرسينا:
“اللحم لإلك والعضم لإلنا”.
***
نحن الذين تعلّمنا السباحة في خزانات المياه،
صدّقنا مفاعيل حجابات السحرة
مثلما صدّقنا ظهور وجه صدّام في القمر ووجه حافظ.
***
نحن الذين حسدنا الرجل الجالس على طاولة أنيقة أمام دورات المياه العامة،
تذوّقنا شعور الأغنياء عندما رمينا في صحنه قطعة نقدية،
ونحن أيضاً من جعل من الأعراس والمآتم سواء،
لوفرة الطعام فيهما
***
حفظنا أفلام باصات “الهوب هوب” عن ظهر قلب،
ومن الجرائد صفحات الحوادث والجرائم،
أكثر ما كان يعنينا من الكتب؛
دفتر الديون في بقّالة حارتنا
***
نحن حفظة الأغاني العراقية كلها
إذا ما ابتغينا الفرح؛
بكينا
Ahmad Basha