ودخلت أطراف اسلامية اللعبة السياسية العربية. أصبحت عضوا في نادي التدليس والخداع واللامبادئ على الإطلاق. أشياء تتعارض مع أهل الدين لكنها لا تتعارض مع الحالمين بالعرش. أصبحوا أعضاء رسميين في نادي السلطة بعدما كانوا أعضاء غير شرعيين وملاحقين لكن مرحب بهم داخلياً لمواجهة أي مد فكري حر.
هي بداية النهاية. صحيح أن مجدهم استمر ثمانين سنة لكنه مجد ارتبط بمعارضة الحكومة من جهة وتوزيع الخبز والحلم على المجتمعات من جهة أخرى(حلم أو كابوس الخلافة ).
هي بداية النهاية. فحتى الآن لم يسمعنا إسلاميو البلدان الثورية غير خطب عن فوائد تقليل النوم لساعات قصيرة ودعوات على المتهمات.
الذي سمع منكم إصلاحاً أو طرحاً إيجابياً صادماً يخص أي بلد حلت به الثورات فليقصه علينا الآن.
ألفاظ التكفير وتشويه الأعراض تتردد على ألسنتهم دائما. بين كل جملة وجملة هناك قذف لغافلة. ونحن، لم نكن ننتظر الكثير. معروف جداً فكر التشدد المحصور بزاوية الاتهامات الأخلاقية.
باقون في دولهم لأربع سنوات. قد لا يصوت لهم أحد بعدها. لأني أراها كما يراها غيري بداية رقصتهم الأخيرة.
لا يهم متى يخرجون، المهم كم الخسائر التي سيخلفونها. يتصورها المنطق خسائر فادحة بالحضارة والثقافة وحتى التقدم العسكري، مقابل صفر تماماً لأي خزعبلات عن التنمية الإسلامية، وصفر لأي خزعبلات عن تقوية الوجود الإسلامي، وصفر لأي خزعبلات عن عسكرة العالم الإسلامي وإخافة الغرب.
أي عسكرة وأي جيش إسلامي؟
طالما أن صراع الأيديوجيات قد بدأ يقرع أبواب الجيوش، فحرب أهلية قد بدأت تقرع الأبواب. وسنسمع الهوائل عن تحول الجيش من ثكنة رصينة لحماية الداخل إلى ثكنة يتجسد بها انتقام الثمانين عاما، وستنشغل الثكنة بتآكل صفوفها حين تطغى على مهمة حماية الوطن، مهمة أخرى هي أسلمة كل المؤسسات.
خذوا إيران مثالا. ماذا قدمت الثورة الإسلامية منذ 1979 من إنجازات اقتصادية وسياسية وتنموية للشعب غير أسلمة الجيش وتبذير الموارد لسلاح نووي مشكوك بقدرته ووجهته. نتيجته المحتومة استعادة الخارج للمنطقة.
وها هما تونس وليبيا تتحول ثورتاهما إلى تمرد على الحضارة وإنهاء لعقود من النضال النسوي والإنساني.
لا يتدارسون ما أنتجه التاريخ الثوري الديني، فإلهام شاهين سلبتهم عقولهم.
حتى صراعهم مع الفن لم يبدأوه باتهام فنان بل فنانة، لم يجرموا الرجل أولاً لأن لا وعيهم الداخلي مؤمن بأحقية الرجل بما يشاء من الملذات والمحرمات. بدأوا حربهم ضد الثقافة مع المرأة التي تتجسد صورتها في لا وعيهم الداخلي أيضاً بشيطان مثير يعشقونه وينقمون عليه، لذا جاء حكمهم عليها أنها شيطان ملوث ممنوع من ممارسة الحلال قبل الحرام.
يأتي للبرنامج الحواري ومعه مستنده، يطلب بث المشهد لتتسنى له إعادة مشاهدته.
ينتهي الداعية من الاستمتاع بالمجتزئ، فيكشر ويتوعد قائلاً (كافرة).
هؤلاء المحصورون بالزوايا الضيقة، تصوت لهم الشعوب ويستولون على كل المناصب، لأن مراهقاً قال (لنمنحهم الفرصة).
آمل لبلدان الثورات النجاة، وأصلي لئلا يصل لبلدي أي فكر ثوري ديني. مقابل ذلك سأقبل بأي واقع، أقله اننا نحاول الاستيقاظ ولم نبدأ الغفلة للتو.
منقول عن الراينادين البدير – مفكر حر؟