صورة ارشيفية للنجف وفيها يظهر المعممون وهم يحصون نقود التبرعات والندور
ايليا الطائي
نادر قلي وسليمان القانوني وحكاية زيارتهم لمدينة النجف ومرقد الامام علي.
على الرغم من ان مكة الحالية هي المدينة الاولى في الإسلام وهي المدينة التي نشأ منها الإسلام وهي المدينة التي ولد فيها النبي محمد والامام علي وباقي الخلفاء الراشدين ، الا ان العثمانيين والصفويين وثم نادر قلي الذي احتل المشرق والمغرب لم يذهبوا لها للحج ، ولم يهتموا لها نهائياً ، صحيح ان العثمانيين اعادوا بنائها مرات عديدة لكن عدم ذهاب سلاطينهم اليها باعتقادي كان بسبب ان مكة الحالية لم تشكل لهم قدسية كبيرة على عكس العراق خصوصاً .
– زيارة سليمان القانوني الى النجف : عندما أتم السلطان العثماني سليمان القانوني سيطرته على بغداد ، استراح بها لمدة اربعة ايام ثم ذهب لزيارة مراقد الائمة في مدينة الكاظمية في بغداد وثم ذهب الى مدن كربلاء والنجف للزيارة المراقد المقدسة فيها ، ويحكي انه حين اصبح على بعد اربعة فراسخ من مدينة النجف ولمح قبة الضريح المقدس فيها ، ترجل عن فرسه وأخذ يمشي على قدميه قائلاً ان اعضاءه اهتزت لمرأى القبة ، وتروي عنه ابيات من الشعر في تمجيد الامام نطق بها وهو يمشي نحو النجف .
وقد أمر السلطان باتمام البناية التي بدأ بتشييدها الشاه اسماعيل الصفوي في الكاظمية في ضريحي الامامين موسى والجواد ، وكذلك أمر بدفع مرتبات خدم الاضرحة من خزانة بغداد ، ثم اشرف على تعميق مجرى نهر الحسينية في كربلاء وتوسيع بحيث صارت مياه الفرات تصل الى كربلاء بانتظام ، وقد عد الناس ذلك كرامة للأمام الحسين تمت على يد السلطان .
– زيارة نادر قلي الى النجف : عند اقتراب نادر قلي من سور مدينة النجف يقال انه وضع سلسلة من الذهب في عنقه على شكل قيد وهو اشار بذلك الى عبوديته للامام علي ، ولما وصل الى الضريح المقدس لثمه وعلق السلسلة في مدخل الضريح ، ثم تقدم نديمه مرزا زكي فانشد بيتين من الشعر قائلاً ما معناه ” نم في تراب النجف مطمئناً ولا تسأل عما يجري يوم القيامة فإن الارض التي ينقلب فيها الخمر الى خلاً لابد ان تقلب السيئات فيها الى حسنات” ، وكان الشاعر يشير بهذا الى كرامة الامام علي التي تناقلها الخلف عن السلف وهي ان احد الفساف ادخل زجاجة خمر الى النجف فانقلبت خلاً .