بقلم : عضيد جواد الخميسي
“يهوه” Yahweh
هو اسم الإله لمملكة إسرائيل القديمة ، ومملكة يهوذا التي جاءت بعدها . يتكون اسمه من أربعة حروف عبرية ساكنة
(יְהֹוָה ـ YHWH ،وتُلفظ: يِهْوڤَ أو يَهْڤِ)
، التي قيل أن النبي موسى قد أوحى بها لشعبه.
طالما اسم الكائن الأسمى يُعتبر مقدساً جداً بحيث لا يجوز النطق به ؛ لذا تم استخدام الحروف الساكنة (יְהֹוָה ) لتذكير المتعبّد بقول كلمة (أدوناي) Adonai
بدلاً من يهوه ، وهذا النعت قد جرى استخدامه بالإشارة إلى يهوه عند يهود الشرق الأدنى . كما ليس من الواضح تماماً متى بدأت عبادة يهوه لأول مرة ، ومِن قِبَل مَنْ ، أو كيف ! .
كتب العالمان (ج.ماكسويل ميللر) ، و(جون هـ. هايز) ، التعليق التالي حول عبادة يهوه :
“أصول اليهودية كما هو معروف موغلة في الشّك والغموض . و حتى المفهوم الثابت لأصل اليهودية الذي جاء في سفري التكوين والملوك الثاني؛ قد طرح وجهات نظر متباينة حول تلك المسألة. وبالتالي، فإن النّص الذي ذكره مؤلف سفر التكوين والذي يشير إلى عبادة يهوه ؛ كانت عند بداية الخلق . وما يسمّى بالمصدر [اليهودي] في نصوص أخرى عن هذين السفرين ( التكوين والملوك)؛ يُشارإلى ألوهية يهوه وعبادته ؛ كانتا قد ابتدأتا في عهد موسى”(ص 111)
عالم الآثار اليهودي وأستاذ جامعة بن ـ گوريون البروفيسور (نسيم أمزلاگ) ، لا يتفق مع فكرة أن أصول يهوه مجهولة . ويرى أن يهوه كان في الأصل “إلهاً للحدادة” ، وراعياً للمعدّنين ( المنقبون عن المعادن) خلال العصر البرونزي (عام 3500-1200 قبل الميلاد) . ويستدل أمزلاگ على وجه التحديد بمناجم النحاس القديمة في وادي تمناع ( جنوب إسرائيل) ، وبالنصوص التوراتية وغير التوراتية ، وكذلك البحث عن أوجه الشبه بين الإله يهوه وآلهة المعادن في الثقافات الأخرى .
على الرغم من أن الكتاب العبري وتحديداً سفر الخروج الذي طرح اسم يهوه على أنه إله بني إسرائيل ، إلاّ أن هناك العديد من النصوص التي تبيّن أن هذا الإله كان يُعبد أيضاً عند شعوب أخرى في كنعان . كما يرى البروفيسور أمزلاگ أن الأدوميين والكنعانيين و الموآبيين (مملكة قديمة على أرض الأردن) والمديانيين ؛ كانوا جميعاً يعبدون يهوه بصورة أو بأخرى ، وأن هناك دليلاً على أن الأدوميين الذين اكتشفوا المناجم في (تمناع)؛ قد جعلوا معبداً مصرياً سابقاً للإله (حتحور) ؛ معبداً للإله يهوه .
أيّاً كان الأمر ؛ فأن الروايات المنصوصة تصوّر يهوه باعتباره الإله الخالق الوحيد ، ورّب الكون ، وإله بني إسرائيل على وجه الخصوص ، إلا أنه في البداية يبدو كان إلهاً كنعانياً في الأصل ، وخاضعاً لسلطة الإله الأكبر (إيل) . و تذكر النقوش الكنعانية اسم يهوه على أنه إله أصغر، وكذلك الكتاب التوراتي في سفر التثنية ( 9،8:32) الذي ينص “حِينَ قَسَمَ الْعَلِيُّ لِلأُمَمِ، حِينَ فَرَّقَ بَنِي آدَمَ، نَصَبَ تُخُوماً لِشُعُوبٍ حَسَبَ عَدَدِ بَنِي إِسْرَائِيلَ . إِنَّ قِسْمَ الرَّبِّ هُوَ شَعْبُهُ. يَعْقُوبُ حَبْلُ نَصِيبِهِ.”.
ويعكس مثل هذا النصّ المعتقدات المبكرة للكنعانيين والعبرانيين في الشرك بالآلهة ، أو بتعبير أدق بما يسمّى بـ “الهينوثية ” (الإيمان بالعديد من الآلهة مع التركيز على إله واحد رئيسي) . والزعم أن اليهود قد آمنوا دائماً بإله واحد فقط ؛ هو اعتقاد جاء متأخراً ، ويعود إلى الأيام الأولى من رسوخ العبرانيين في كنعان .
فُسِّر معنى اسم “يهوه” على أنه “من صنع ما تم صنعه” أو “جلب إلى الوجود ما هو موجود”، وهناك تفسيرات أخرى طرحها العديد من العلماء. وفي أواخر العصور الوسطى أخذ الرهبان المسيحيون بتغيير كلمة (يهوه) إلى (جهوڤا) ، وهو اسم يشيع استخدامه لغاية الآن عند إحدى الطوائف المسيحية ( شهود يهوه) ايماناً منهم بما جاء في سفر إشعياء:
“أَنْتُمْ شُهُودِي، يَقُولُ الرَّبُّ، وَعَبْدِي الَّذِي اخْتَرْتُهُ، لِكَيْ تَعْرِفُوا وَتُؤْمِنُوا بِي وَتَفْهَمُوا أَنِّي أَنَا هُوَ. قَبْلِي لَمْ يُصَوَّرْ إِلهٌ وَبَعْدِي لاَ يَكُونُ .” (إشعياء 43: 10) .
وقد دُوّنت شخصية وقوة يهوه في الكتاب العبري بعد السبي البابلي في القرن السادس قبل الميلاد ، لتشمل مفهوم المسيح الذي سوف يرسله يهوه إلى الشعب اليهودي لقيادته وتخليصه . ثمّ أضاف المسيحيون الأوائل فيما بعد صفات إلى الرّب على أنه الخالق والقوي والمخلّص ، حيث أرسل ابنه يسوع باعتباره المسيح الموعود ، وفسّر المسلمون نفس الرّب بـ (الله) في مفهوم عقيدتهم .
يهوه في النقوش القديمة
كان أقدم ذكر ليهوه في حجر ميشع (المعروف أيضاً باسم النُصب الموآبي) الذي نقشه الملك ميشع الموآبي للاحتفال بانتصاره على مملكة إسرائيل عام 840 قبل الميلاد. ويذكر النقش كيف أن ميشع وبعد هزيمة الإسرائيليين ، “أخذ أواني يهوه إلى كموش” (كموش ؛الإله الراعي لمملكة موآب) ، وهو يعني الأشياء المقدسة لعبادة يهوه في المعبد ، وعلى الأرجح كانت من معبد في السامرة عاصمة مملكة إسرائيل. (كريجان ،ص 78-79).
أُكتشف الحجر الموآبي عام 1868 ميلادي في الأردن ، وتم نشر الاكتشاف عام 1870 ميلادي باعتباره أول نصّ مكتوب يرد فيه ذكر يهوه من خارج التوراة . وجاء في النقش الموآبي ؛الهجوم الذي شنّه الملك ميشع ضد مملكة إسرائيل ، والمذكور أيضاً في سفر الملوك الثاني .
من الملاحظ أن هناك تناقض كبير ما بين النقش الحجري الذي زُعم فيه انتصار الموآبيين، وما جاء في سفر الملوك الثاني عن هزيمتهم ؛ “وَأَتَوْا إِلَى مَحَلَّةِ إِسْرَائِيلَ، فَقَامَ إِسْرَائِيلُ وَضَرَبُوا الْمُوآبِيِّينَ فَهَرَبُوا مِنْ أَمَامِهِمْ، فَدَخَلُوهَا وَهُمْ يَضْرِبُونَ الْمُوآبِيِّينَ.”( الملوك الثاني:24:3).
كما أن الطريقة التي فُسّرت بها توجه يهوه؛ دعمت مفهومه كإله لبني إسرائيل فقط ؛لأن ميشع زعم أنه نهب أواني إله إسرائيل باعتبارها غنائم حرب .
في عام 1844 ميلادي ، أخذ عالم الآثار (كارل ريتشارد ليپسيوس) في البحث عن أطلال مدينة صوليب القديمة ( النوبة) في السودان وأجرى دراسة نظرية مفصلّة عن الموقع . وفي عام 1907 ميلادي، قام عام الآثار (جيمس هنري برستد) بتصوير الموقع وتهيئته ، إلاّ أنه لم يشرع في التنقيب أيضاً . أخيراً وفي عام 1957 ميلادي ؛ بدأ فريق آثاري تحت إشراف عالمة الآثار (ميكيلا شيف جورجيني ) بالتنقيب في الموقع ، وعثر الفريق على بعض النقوش تصف مجموعة قبائل باسم “شاسو يهوه” عند أسفل عمود من أعمدة أحد المعابد في قاعة الأنوار . إذ شُيّد هذا المعبد من قبل الملك أمنحتب الثالث (عام 1386-1353 قبل الميلاد) . وأشارت تلك النقوش إلى الرّب يهوه ، حيث كان يُعبد من قبل شعب آخر؛ قبل زمن بعيد من التاريخ الذي يُعتقد فيه أن أحداث الروايات التوراتية قد حصلت .
كان الشاسو (يُطلق عليهم أيضاً اسم شاشو)؛ وهم البدو الرّحل الذين وصفهم المصريون بأنهم لصوص وقطّاع طرق . وقد جاء ذكرهم ضمن نقش عمود المعبد في صوليب ؛ لأنهم أعداء مصر من بين آخرين . كما ورد وصفهم بأعداء الملك في معركة قادش ، وذلك من خلال نقش يعود إلى عهد الملك رمسيس الثاني (عام 1279-1213 قبل الميلاد) .
لقد ثُبت أن شاسو يهوه هم من البدو الرّحل ، وقد جرت محاولات ربطهم مع العبرانيين و الهبيرو (مجاميع من المناهضين للحكومة في بلاد الشام) ، لكن تلك الأفكار قد تم دحضها .
وبغض النظر عن هوية الشاسو ، فهم لم يكونوا من العبرانيين . أمّا الهبيرو؛ فقد كانوا من الثوّار الكنعانيين ، وحتى أنهم ليسوا من المجاميع العرقية الانفصالية .
اكتشاف معبد أمنحتب الثالث ، والتعرّف على قبائل الشاسو من خلال النقوش ؛ قد وضع الرّب يهوه تاريخياً في زمن أبكر بكثير عما كان معروف في السابق ؛ وقد تبيّن أيضاً إلى أن يهوه ربما لم يكن موطنه كنعان . ويتوافق ذلك مع النظرية القائلة بأن يهوه هو إله الصحراء الذي تبناه العبرانيون خلال فترة خروجهم من مصر إلى كنعان . وقد فسّر بعض العلماء أوصاف ظهور يهوه ؛ على أنه عمود من النار ليلاً وسحابة في النهار. كما جاء في سفر الخروج أيضاً على أنه إله العواصف أو إله الطقس ، وعلى وجه الخصوص إله الصحراء، لأنه كان قادراً على توجيه موسى إلى مصادر المياه كما ورد في سفر الخروج :
“هَا أَنَا أَقِفُ أَمَامَكَ هُنَاكَ عَلَى الصَّخْرَةِ فِي حُورِيبَ، فَتَضْرِبُ الصَّخْرَةَ فَيَخْرُجُ مِنْهَا مَاءٌ لِيَشْرَبَ الشَّعْبُ . فَفَعَلَ مُوسَى هكَذَا أَمَامَ عُيُونِ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ.”( 17: 6).
من المقبول عموماً في العصر الحديث أن يهوه قد برز في جنوب كنعان كإله صغير في البانثيون الكنعاني ، ومن المرجّح أيضاً أن قبائل شاسو البدوية قد اكتسبت عبادتها له خلال فترة مكوثها في بلاد الشام . كما أعيد ترجمة نصوص الحجر الموآبي في ضوء الدراسات الحديثة التي توضح ؛ أن شعب الموآبي كان يعبد يهوه أيضاً ، وبالإشارة إلى أن الملك ميشع عندما استولى على أواني يهوه وجلبها إلى كموش؛ ربما تعني ؛ أنه استعاد ما شعر أنه ينتمي إلى الموآبيين ، وليس أنه قد غزا مملكة إسرائيل باسم مملكته.
يهوه في التوراة
يرد في الكتاب العبري أن أمماً أخرى كانت تعبد يهوه ، وعن كيفية وصول يهوه من (أدوم) لمساعدة العبرانيين في الحرب (تثنية 33: 2 )
: “فَقَالَ: «جَاءَ الرَّبُّ مِنْ سِينَاءَ، وَأَشْرَقَ لَهُمْ مِنْ سَعِيرَ، وَتَلأْلأَ مِنْ جَبَلِ فَارَانَ، وَأَتَى مِنْ رِبْوَاتِ الْقُدْسِ، وَعَنْ يَمِينِهِ نَارُ شَرِيعَةٍ لَهُمْ”، (القضاة 5: 4-5) : “يَا رَبُّ بِخُرُوجِكَ مِنْ سِعِيرَ، بِصُعُودِكَ مِنْ صَحْرَاءِ أَدُومَ، الأَرْضُ ارْتَعَدَتِ. السَّمَاوَاتُ أَيْضًا قَطَرَتْ. كَذلِكَ السُّحُبُ قَطَرَتْ مَاءً. تَزَلْزَلَتِ الْجِبَالُ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ، وَسِينَاءُ هذَا مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ.”
ولكنها ليست تلك هي الرواية الرئيسية. حيث في الكتاب العبري ؛ يهوه هو الإله الحقيقي الوحيد الذي خلق السماوات والأرض، ثم اختار شعباً معيناً وهم بني إسرائيل ، ليكونوا من عباده .
كما جاء في سفر التكوين ، فإن يهوه قد خلق الأرض ورفع الشمس والقمر في السماء. كما خلق الانسان والحيوان والنبات ، وقضى على جميع البشر في طوفان كبير، ما عدا نوح وعائلته والحيوانات التي أنقذها نوح . واختار أبرام (والذي عُرف فيما بعد باسم إبراهيم ) ليقود قومه إلى أرض كنعان ويستقر فيها .
” فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ. وَكَانَتِ الأَرْضُ خَرِبَةً وَخَالِيَةً، وَعَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ ظُلْمَةٌ، وَرُوحُ اللهِ يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ.” (تكوين 1: 2،1 )
تشعّب قوم إبراهيم وزاد في عهد ابنه إسحاق وصولاً إلى حفيده يعقوب (المعروف أيضاً باسم إسرائيل) . وفي غفلة من يعقوب الأب باع أولاده أخاهم يوسف المحبّب إلى قلبه لجماعة من العبيد الذين بدورهم أدخلوه مصر . وبسبب مهارته في تفسير الأحلام ؛ حظي يوسف بمنزلة رفيعة في القصر الملكي لتمكّنه من إنقاذ شعب مصر من مجاعة مهلكة . ويختتم سفر التكوين بوفاة يوسف بعد أن أخبر إخوته أن الرّب سيُخرِجهم من مصر الى الأرض التي وعد بها إبراهيم وإسحق ويعقوب .
بعد مضي سنوات عدة ، زاد نفوس الاسرائيليين كثيراً في مصر، فأمر الملك المصري ( لم يُذكر بالأسم) باستعبادهم ، وجعل حياتهم قاسية : “فَاسْتَعْبَدَ الْمِصْرِيُّونَ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِعُنْفٍ، وَمَرَّرُوا حَيَاتَهُمْ بِعُبُودِيَّةٍ قَاسِيَةٍ فِي الطِّينِ وَاللِّبْنِ وَفِي كُلِّ عَمَل فِي الْحَقْلِ. كُلِّ عَمَلِهِمِ الَّذِي عَمِلُوهُ بِوَاسِطَتِهِمْ عُنْفًا.”(خروج 1: 13 ـ 14).
ومع ذلك ، فقد استمّروا في زيادة نسلهم . عندئذ أمر الملك بقتل جميع الأطفال الذكور: “ثُمَّ أَمَرَ فِرْعَوْنُ جَمِيعَ شَعْبِهِ قَائِلًا: كُلُّ ابْنٍ يُولَدُ تَطْرَحُونَهُ فِي النَّهْرِ، لكِنَّ كُلَّ بِنْتٍ تَسْتَحْيُونَهَا.” (خروج 1: 22).
أخفت امرأة من سبط اللاويين وليدها عند جماعة من قومها، ثم وضعته في سلّة من قصب البردي لتطفو عند أسفل نهر النيل . وبعد مدة ؛أنقذته ابنة الملك التي كانت عند حافة النهر؛ ومن ثمّ تبنّته . هذا الطفل كان هو النبي موسى :
“وَلَمَّا لَمْ يُمْكِنْهَا أَنْ تُخَبِّئَهُ بَعْدُ، أَخَذَتْ لَهُ سَفَطًا مِنَ الْبَرْدِيِّ وَطَلَتْهُ بِالْحُمَرِ وَالزِّفْتِ، وَوَضَعَتِ الْوَلَدَ فِيهِ، وَوَضَعَتْهُ بَيْنَ الْحَلْفَاءِ عَلَى حَافَةِ النَّهْرِ. فَنَزَلَتِ ابْنَةُ فِرْعَوْنَ إِلَى النَّهْرِ لِتَغْتَسِلَ، وَكَانَتْ جَوَارِيهَا مَاشِيَاتٍ عَلَى جَانِبِ النَّهْرِ. فَرَأَتِ السَّفَطَ بَيْنَ الْحَلْفَاءِ، فَأَرْسَلَتْ أَمَتَهَا وَأَخَذَتْهُ.”(خروج 2: 3-5).
فيما بعد عرف موسى هويته الحقيقية أنه من بني إسرائيل . وبعد أن قام بقتل أحد المصريين؛ هرب إلى أرض “مديان” ، حيث قابل يهوه الذي اتخذ ملاكه شكل شجيرة مشتعلة:
“وَأَمَّا مُوسَى فَكَانَ يَرْعَى غَنَمَ يَثْرُونَ حَمِيهِ كَاهِنِ مِدْيَانَ، فَسَاقَ الْغَنَمَ إِلَى وَرَاءِ الْبَرِّيَّةِ وَجَاءَ إِلَى جَبَلِ اللهِ حُورِيبَ. وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ بِلَهِيبِ نَارٍ مِنْ وَسَطِ عُلَّيْقَةٍ. فَنَظَرَ وَإِذَا الْعُلَّيْقَةُ تَتَوَقَّدُ بِالنَّارِ، وَالْعُلَّيْقَةُ لَمْ تَكُنْ تَحْتَرِقُ.” (خروج1:3-2).
ويوضّح باقي سفر الخروج بالتفصيل الضربات العشر التي أنزلها يهوه على مصر ، وكيف قاد موسى قومه إلى أرض الميعاد . إلاّ أن موسى لم يصل إليها أبداً ؛ بسبب معاقبة يهوه له ؛ وذلك عندما ضرب موسى الصخرة من أجل الماء ؛ وما كان منه فعل ذلك:
“وَرَفَعَ مُوسَى يَدَهُ وَضَرَبَ الصَّخْرَةَ بِعَصَاهُ مَرَّتَيْنِ، فَخَرَجَ مَاءٌ غَزِيرٌ، فَشَرِبَتِ الْجَمَاعَةُ وَمَوَاشِيهَا. فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى وَهَارُونَ: مِنْ أَجْلِ أَنَّكُمَا لَمْ تُؤْمِنَا بِي حَتَّى تُقَدِّسَانِي أَمَامَ أَعْيُنِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، لِذلِكَ لاَ تُدْخِلاَنِ هذِهِ الْجَمَاعَةَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا.” (العدد 11:20ـ12) .
موسى تنازل عن القيادة إلى أحد رجاله (يشوع) ، لكي يصل بالاسرائيليين إلى أرض كنعان حسب أوامر يهوه . وبمجرّد احتلال الأرض ، قسّمها يشوع بين القبائل ، ثم جاء إعلان مملكة اسرائيل لاحقاً .
يهوه في البانثيون الكنعاني
تتضمن نصوص كتاب التوراة وبشكل غير مباشر إشارة إلى الإله الكنعاني (إيل) . وكما هو واضح في كلمة “إسرائيل “( راعي طريق يهوه أو المثابر مع يهوه). إذ كان إيل ربّ الآلهة الكنعانية الأعلى ، والذي منح يهوه المُلْك على بني إسرائيل :
“حِينَ قَسَمَ الْعَلِيُّ لِلأُمَمِ، حِينَ فَرَّقَ بَنِي آدَمَ، نَصَبَ تُخُوماً لِشُعُوبٍ حَسَبَ عَدَدِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. إِنَّ قِسْمَ الرَّبِّ ( يهوه) هُوَ شَعْبُهُ. يَعْقُوبُ حَبْلُ نَصِيبِهِ.”سفر التثنية ( 9،8:32)
كان الكنعانيون مثل جميع الحضارات القديمة يعبدون العديد من الآلهة ؛ ولكن كان أهمّهم إله السماء إيل . وفي النص المذكور أعلاه من سفر التثنية ؛ يمنح إيل كل واحد من الآلهة سلطة على جزء من شعوب الأرض ، وقد خصّص للعبرانيين الرّب يهوه ، حيث وفي الوقت المناسب سوف يجعلونه إلههم الوحيد والأعلى ؛ لكن من الواضح أنه كان موجوداً بالسابق كإله كنعاني أصغر .
يهوه إله المعادن
حسب رؤية البروفيسور نسيم أمزلاگ ، كان يهوه إلهاً للمعادن . وقد كانت هناك صلة أساسية بين يهوه والنحاس في نصوص سفر زكريا ، حيث يُرمز إلى مسكن إله إسرائيل عند جبل من النحاس . كما في النّص :
“فَعُدْتُ وَرَفَعْتُ عَيْنَيَّ وَنَظَرْتُ وَإِذَا بِأَرْبَعِ مَرْكَبَاتٍ خَارِجَاتٍ مِنْ بَيْنِ جَبَلَيْنِ، وَالْجَبَلاَنِ جَبَلاَ نُحَاسٍ . فِي الْمَرْكَبَةِ الأُولَى خَيْلٌ حُمْرٌ، وَفِي الْمَرْكَبَةِ الثَّانِيَةِ خَيْلٌ دُهْمٌ، وَفِي الْمَرْكَبَةِ الثَّالِثَةِ خَيْلٌ شُهْبٌ، وَفِي الْمَرْكَبَةِ الرَّابِعَةِ خَيْلٌ مُنَمَّرَةٌ شُقْرٌ. فَأَجَبْتُ وَقُلْتُ لِلْمَلاَكِ الَّذِي كَلَّمَنِي: «مَا هذِهِ يَا سَيِّدِي؟» فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لِي: «هذِهِ هِيَ أَرْوَاحُ السَّمَاءِ الأَرْبَعُ خَارِجَةٌ مِنَ الْوُقُوفِ لَدَى سَيِّدِ الأَرْضِ ( يهوه) كُلِّهَا. الَّتِي فِيهَا الْخَيْلُ الدُّهْمُ تَخْرُجُ إِلَى أَرْضِ الشِّمَالِ، وَالشُّهْبُ خَارِجَةٌ وَرَاءَهَا، وَالْمُنَمَّرَةُ تَخْرُجُ نَحْوَ أَرْضِ الْجَنُوبِ».”(زكريا. 6: 1-6).
وفي نبوءاته ؛ يصف سفر حزقيال كائناً إلهياً ، الذي هو يهوه على هيئة رجل لونه نحاسي :
“وَلَمَّا أَتَى بِي إِلَى هُنَاكَ، إِذَا بِرَجُل مَنْظَرُهُ كَمَنْظَرِ النُّحَاسِ، وَبِيَدِهِ خَيْطُ كَتَّانٍ وَقَصَبَةُ الْقِيَاسِ، وَهُوَ وَاقِفٌ بِالْبَابِ. فَقَالَ لِي الرَّجُلُ: «يَا ابْنَ آدَمَ، انْظُرْ بِعَيْنَيْكَ وَاسْمَعْ بِأُذُنَيْكَ وَاجْعَلْ قَلْبَكَ إِلَى كُلِّ مَا أُرِيكَهُ، لأَنَّهُ لأَجْلِ إِرَاءَتِكَ أُتِيَ بِكَ إِلَى هُنَا. أَخْبِرْ بَيْتَ إِسْرَائِيلَ بِكُلِّ مَا تَرَى».” ( حزقيال. 40 :3 ).
وفي نصّ آخر من سفر حزقيال ؛ ذُكر يهوه صراحةً على أنه مُسبك (مُصهِرْ) :
“جَمْعَ فِضَّةٍ وَنُحَاسٍ وَحَدِيدٍ وَرَصَاصٍ وَقَصْدِيرٍ إِلَى وَسْطِ كُورٍ لِنَفْخِ النَّارِ عَلَيْهَا لِسَبْكِهَا، كَذلِكَ أَجْمَعُكُمْ بِغَضَبِي وَسَخَطِي وَأَطْرَحُكُمْ وَأَسْبِكُكُمْ. فَأَجْمَعُكُمْ وَأَنْفُخُ عَلَيْكُمْ فِي نَارِ غَضَبِي، فَتُسْبَكُونَ فِي وَسْطِهَا.” (حزقيال. 20:22 ،21).
وفي سفر إشعياء ، ورد ذكر يهوه على أنه خالق كل من الحدّاد ومهنته :
“هأَنَذَا قَدْ خَلَقْتُ الْحَدَّادَ الَّذِي يَنْفُخُ الْفَحْمَ فِي النَّارِ وَيُخْرِجُ آلَةً لِعَمَلِهِ، وَأَنَا خَلَقْتُ الْمُهْلِكَ لِيَخْرِبَ.” (إشعياء 16:54) .
ولم يتم ذكر يهوه في أي صنف آخر من الحِرَفْ أو المِهن والأنشطة البشرية الأخرى .
يرى البروفيسور أمزلاگ أيضاً ؛ أن هناك أوجه تشابه بين يهوه وآلهة المعادن في الثقافات الأخرى، وكما في المقطع التالي :
” يظهر إله المعادن بشكل عام كإله متميّز. فهو يشارك في خليقة الكون والبشر. حيث تعكس الأهمية الكبيرة لإله المعادن الدور الرئيسي الذي تلعبه مسابك النحاس في ظهور جميع حضارات العالم القديم .” (ص 31)
ويقارن أمزلاگ صفات الإله بتاح المصري ، والإله إنكي الرافديني ، والإله نابير العيلامي ، وجميع آلهة المعادن (من بين صفاتهم الأخرى) ؛ مع الإله يهوه ، ويجد بذلك أوجه تشابه مذهلة. كما يرى أمزلاگ :
” أن اسم إله الأدوميين (قوص) ، هو لقب للرّب يهوه ، وأن الأدوميين هم شعب مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالمعادن ؛ فقد كانوا هم العمّال الرئيسيون والمسؤولون عن مناجم النحاس في تمناع . علاوة على ذلك ، حيث لا يرد ذكر أدوم في التوراة على أنها تتحدى إسرائيل باسم إله أجنبي . مما يشير إلى أن الشعبين كانا يعبدان نفس الإله” (ص 39-40) .
على الرغم من الطعن في نظرية البروفيسور أمزلاگ من قبل بعض العلماء ، إلا أنه لم يتم دحضها. فهي مقنعة بشكل خاص ؛ كونها مدعمة بالحجج والبراهين الواردة في النصوص التوراتية ، والأدلة الأثرية من أطلال مناجم تمناع .
يهوه من إله للمعادن إلى الإله الأكبر
لقد حوّل العبرانيون الإله يهوه وفق رأي البروفيسور أمزلاگ ، من إله صغير بين الآلهة إلى الإله الأكبر في العصر الحديدي (حوالي عام 1200-930 قبل الميلاد) ، وذلك عندما حلّ الحديد محل البرونز ومسابك النحاس ، والذي اعتُبر تحولاً سحرياً بفقدانهما بعض الاهتمام .
في هذا العصر الجديد ، سعى العبرانيون في كنعان إلى النأي بأنفسهم عن باقي المكونّات المجتمعية من أجل تعزيز قوتهم السياسية والعسكرية ، كما رفعوا منزلة يهوه فوق رّب الآلهة إيل ، واعتباره الإله الأكبر ليخصّهم وحدهم .
إن ارتباط يهوه بالحدادة وتشبيهه بالنار والدخان والضرب ، وتوصيفه بإله العواصف والحرب ، عمل ذلك على تغيير شخصيته من إله للتحوّل إلى إلهٍ للغزو . ولعل أبرز سمات يهوه في الشعر والأدب التوراتي هي ؛ “جهاده في نصرة قومه”. وإن ما يسمى “نشيد البحر” في سفر الخروج (15: 11،2):
“الرَّبُّ قُوَّتِي وَنَشِيدِي، وَقَدْ صَارَ خَلاَصِي. هذَا إِلهِي فَأُمَجِّدُهُ، إِلهُ أَبِي فَأُرَفِّعُهُ.مَنْ مِثْلُكَ بَيْنَ الآلِهَةِ يَا رَبُّ؟ مَنْ مِثْلُكَ مُعْتَزًّا فِي الْقَدَاسَةِ، مَخُوفًا بِالتَّسَابِيحِ، صَانِعاً عَجَائِبَ؟” .
و”نشيد دبورة” في سفر القضاة (5: 3،2،1 ) : “فَتَرَنَّمَتْ دَبُورَةُ وَبَارَاقُ بْنُ أَبِينُوعَمَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ قَائِلَيْنِ:«لأَجْلِ قِيَادَةِ الْقُوَّادِ فِي إِسْرَائِيلَ، لأَجْلِ انْتِدَابِ الشَّعْبِ، بَارِكُوا الرَّبَّ.اِسْمَعُوا أَيُّهَا الْمُلُوكُ وَاصْغَوْا أَيُّهَا الْعُظَمَاءُ. أَنَا، أَنَا لِلرَّبِّ أَتَرَنَّمُ. أُزَمِّرُ لِلرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ.”
في هذين النموذجين في مدح يهوه ؛ حيث يهوه هو المحارب الإلهي الذي يمكن الاعتماد عليه للتدخل نيابة عن أتباعه .
ربما كان السبب الرئيسي في حروب إسرائيل ؛ هو أن يهوه قد اكتسب مكانة الإله القومي عند بني إسرائيل . حيث في أوقات السلم ؛ اعتمدت القبائل بشكل كبير على الإله (بعل) بصفاته المحلية المختلفة لضمان الخصوبة. لكن عندما يتفقون على شّن حرب ضد أعدائهم المشتركين ، كانوا يتحولون إلى يهوه ؛ المحارب الإلهي الذي يمكن أن يجلب لهم النصر !.
يظهر يهوه المحارب في الكتاب المقدّس العبري الذي أصبح بما يسمّى العهد القديم ، كما وُصف أيضاً بالمحارب في نصوص العهد الجديد ، والتي استندت في الأصل إلى النصوص السابقة . وعلى سبيل المثال: الرسالة إلى أهل أفسس هي إحدى رسائل العهد الجديد التي تُنسب إلى الرسول بولس (أفسس: 6:11 ) :
“الْبَسُوا سِلاَحَ اللهِ الْكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تَثْبُتُوا ضِدَّ مَكَايِدِ إِبْلِيسَ.”، ورسالة بولس إلى أهل فيلبي ( 2:25 ) :”وَلكِنِّي حَسِبْتُ مِنَ الّلاَزِمِ أَنْ أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ أَبَفْرُودِتُسَ أَخِي، وَالْعَامِلَ مَعِي، وَالْمُتَجَنِّدَ مَعِي، وَرَسُولَكُمْ، وَالْخَادِمَ لِحَاجَتِي.” .
كما أن الفترة التاريخية التي كُتبت فيها تلك الأعمال وغيرها ؛ كانت عبادة يهوه قد خضعت لتحوّل كبير عما كانت عليه في الأيام الأولى من وجود بني إسرائيل في كنعان .
المعتقدات والممارسات الدينية المبكرة والمتأخرة
في البداية ، مارس شعب كنعان بما في ذلك العبرانيين ، شكلاً من أشكال عبادة الأسلاف ، حيث يكرّمون فيها “إله الأب” أو “إله البيت” ، بالإضافة إلى تكريم أقاربهم من المتوفين؛ في محاولة لتأسيس آصرة اجتماعية تربط الأفراد مع عوائلهم وبالتالي مع قبائلهم (فان دير تورن ، ص177). وبمرور الزمن ، تطورت تلك الممارسة إلى عبادة الآلهة مثل؛ إيل ، عشيرة ، بعل ، أوتو ـ شمش ( إله الشمس) ، يهوه ، وغيرهم .
عندما تغلغل العبرانيون في كنعان ، سعوا بالابتعاد عن المكوّنات الكنعانية الأخرى ، وذلك عندما جعلوا يهوه أعلى من الإله الكنعاني إيل . بيد أنهم لم يعتنقوا عقيدة التوحيد في ذلك الوقت . وقد ظل العبرانيون شعباً هينوثياً خلال زمن القضاة ، الذي سبق ظهور الملكية ، وطوال فترة مملكة إسرائيل (حوالي عام 1080 – 722 قبل الميلاد ) .
وفي عام 931 قبل الميلاد ، وبعد وفاة الملك سليمان ، انشطرت مملكته إلى كيانين سياسيين جديدين ؛ مملكة يهوذا وعاصمتها أورشليم في الجنوب ، ومملكة اسرائيل عاصمتها السامرة في الشمال . وكانت الحروب تنشب بين المملكتين في كثير من الأحيان ، إلاّ أنهما تتحالفان عندما يكون هناك عدو مشترك بينهما . واستمّر الحال بهما هكذا حتى عام 722 قبل الميلاد عندما دمر الآشوريون مملكة إسرائيل . وتماشياً مع سياساتهم العسكرية المعروفة ، قاموا بترحيل السكان واستبدالهم بآخرين من إمبراطوريتهم . أمّا مملكة يهوذا ، فقد كانت قادرة على تخطّي الحملات العسكرية الآشورية وذلك عن طريق تبجيل الإله أشور ! .
سقطت الإمبراطورية الآشورية بأيدي البابليين والميديين وحلفائهم عام 612 قبل الميلاد ،وطالب البابليون بأرض كنعان . وفي عام 598 قبل الميلاد ، قاموا بغزو مملكة يهوذا ونهبوا عاصمتها أورشليم ، ودمروا هيكل سليمان ، كما قاموا بأسر كهنتهم وأصحاب المهن والمراتب الرفيعة وجَلْبِهم إلى بابل . هذه الفترة من التاريخ اليهودي عُرفت باسم “السبي البابلي” (عام 598 ـ 538 قبل الميلاد).
ثم غُزيت بابل من قبل الملك الاخميني كورش الكبير (المتوفى عام 530 قبل الميلاد) والذي سمح للأسرى اليهود بالعودة إلى أوطانهم عام 538 قبل الميلاد .
كما هو الحال مع جميع الأديان القديمة (بالإضافة إلى الحديثة) ، كان إيمان الناس مبنياً على مفهوم المقايضة (هذا من أجل ذاك) ؛ حيث يكرّمون الإله بالنذور والقرابين ويؤدون له جميع فروض القداسة ، وفي المقابل يحصلون على حمايته ورعايته . وعندما دُمّر الهيكل ونُهبت المملكة ، كان على رجال الدين اليهود أن يجدوا سبباً مُقنعاً لتلك المأساة ؛ وخلصوا إلى أن السبب كان ؛ في أن الناس لم يولو اهتماماً كافياً لإلههم يهوه ، وقد أثاروا غضبه من خلال الإيمان بآلهة أخرى وعبادتها .
خلال فترة الهيكل الثاني (حوالي عام 515 قبل الميلاد – 70 ميلادي) تمت مراجعة العقيدة اليهودية وتقديس التوراة ، و جعل التعريف الجديد للدين هو ” التوحيد ” أي الإيمان بإله واحد. وعن تلك الفترة ، توصل علماء التاريخ إلى أن الروايات والنصوص القديمة التي أصبحت في النهاية بما يسمّى (الكتاب المقدس العبري) ؛ تم تنقيحها من خلال الحذف والاضافة ، لتعكس فكرة الإيمان بالتوحيد بين اليهود في وقت أبكر بكثير مما كان يُمارس بالفعل .
لقد أُستعيرت فكرة التوحيد من الكتاب المقدس العبري فيما بعد من قبل أتباع المسيحية الذين استمروا في تبجيل يهوه ، والذي عُرف في النهاية باسم (جهوڤا) ، ثم تحول ببساطة إلى اسم ” الرّب ” . كما جعل الإسلام في القرن السابع الميلادي إلهه باسم ” الله “.
ومهما كان الإله يهوه في الأصل ، وكيف كان يُعبد ؛ فهو اليوم يشكل أساس نشوء الديانات الثلاث (اليهودية ،المسيحية ، الإسلامية ) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أرييل ديڤيد ـ الرب اليهودي يهوه نشأ في كنعان كما تزعم نظرية جديدة ـ مقال نُشر في صحيفة هآرتس الإسرائيلية ـ 11 نيسان / أبريل 2018 .
الكتاب المقدّس للعائلة اليهودية ـ جمعية النشر اليهودية الأمريكية ـ مطبعة مينورا ـ 2022 .
مايكل كريجان ـ القدماء في أقوالهم ـ مطبعة فول ريفر ـ 2022 .
ماكسويل ميلر و جون هـ. هايز ـ تاريخ اسرائيل القديمة ويهوذا ـ مطبعة وستمنستر ـ 1986 .
توماس نيلسون ـ الكتاب المقدس ، نسخة الملك جيمس الجديدة ـ توماس نيلسون للنشر ـ 2005 .
مارتن لوينبيگر ـ حول أصول يهوه ـ مقال نُشر في مجلة الدين والأدب في فلسطين القديمة ـ 18 كانون الثاني/ يناير 2022 .
كارل ڤان دير تورن ـ ديانة الأسرة في بابل وسوريا وإسرائيل: الاستمرارية والتغيّر في أشكال الحياة الدينية ـ أس بي أل للنشر ـ 2017 .
نسيم أمزلاگ ـ هل يهوه إله المعادن ؟ ـ بحث منشور في مجلة صحافة سيج لدراسات العهد القديم ـ 11 أيار/ مايس 2009 .
أسفار العهد القديم والجديد ـ موقع الأنبا تكلا هيمانوت .