ميشيل كيلو يوجه رسالة الى زهران علوش بخصوص العبد الله وزيتونة ومستقبل سورية

ميشيل كيلو: المدن

صاحب الفضيلة الشيخ زهران علوش حفظه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد

ربما كنت لم تسمع من قبل باسم “ريم العبد الله” ، الفتاة التي انخرطت في الثورة منذ اول يوم ، وشاركت في المظاهرات ضد النظام واعتقلت مرات متعاقبة ، ثم تفرغت للإغاثة في الغوطة الشرقية ، وفي مدينة عدرا العمالية ، وباعت مصاغها وكومبيوتركها الشخصي كي تشتري طعاما ودواء للناس ، قبل ان تتبرع بجهاز التنفس الخاص بها كمريضة ربو إلى مشفى ميداني . هذه الفتاة اعتقل والدها الطاعن في السن قبل ايام في عدرا ، ربما لأنه قيم على كنيسة البلدة ، واعتقل معه بعض اخوتها واصدقاء اهلها من آل حنون والفرهود .

اعتقد انك سمعت بالمحامية رزان زيتونة ، التي اختطفت وثلاثة من الناشطات والناشطين في مدينة دوما ، واختفت آثارها ، رغم انكم القوة الرئيسة في المدينة ، التي منعت النظام وجيشه من دخولها ، واتمنى من كل قلبي ان لا تكون حالكم العسكرية خيرا من حالكم الامنية ، كي لا يستغل النظام نقاط ضعفكم ويقع لكم – لا سمح الله – ما لا يحمد عقباه . لن احدثك عن رزان ، لاعتقادي ان السوريين يعرفون من هي ، وان جهودها لخدمة الثورة معروفة لجميع من شاركوا فيها ، ومعلومة ايضا مساعيها الحثيثة لاطلاقها ونشرها في طول بلادنا وعرضها ، ومتابعاتها اليومية لمختلف احداثها ، ليس من اجل ان تؤرخ لها وحسب ، بل كي تشارك في توجيهها وتقديم التضحيات الشخصية والسياسية الضرورية لانتصارها .

فضيلة الشيخ

انت لا تعلم بالتأكيد انني كنت وبعض زملائي في سجن عدرا اول من اوصل اخبار اعتصامكم في سجن صيدنايا الى الرأي العام . ذات يوم ، جاء سجين من عندكم ، وحكى لشريكه في المهجع الدكتور احمد طعمة ، رئيس وزراء الحكومة المؤقتة الحالي، قصة تمردكم، فطلبنا اليه السهر إلى وقت متأخر من الليل معه وكتابة ما يرويه له ، كي نوصلها إلى خارج السجن . عندما اكتمل تأريخ عصيانكم، ارسلنا الصفحات السبع عشرة التي كتبها الدكتور احمد بخط يده إلى خارج السجن، فصورها رفاقنا وارسلوها إلى المؤسسات المعنية بحقوق الانسان في اربع اقطار الارض . حين سمعت باسمك كقائد للواء الاسلام ، اعتقدت اننا شركاء بالضرورة في الكفاح ضد الاستبداد ، من اجل حرية الشعب السوري كله ، بلا تمييز او استثناء . وتوقعت ان يدفعك حدسك الى اعتبار مقاومي النظام ومعارضيه شركاء لك تحميهم دون طلب منهم، ان هم احتاجوا الى حماية . واعتقدت صادقا انك فهمت في السجن درس الاستبداد ، وعلمت ان له وجوها غير اسدية ، وانك كضحية له ستعمل المحال كي تمنع تجدده في سوريا الحرة ، تحت اي شكل ولاي سبب . وبصراحة ، انا ، كغيري من مواطنيك ، اعلق عليك آمالا ارجو ان لا تتناقص بمرور الوقت ، واظن انك ستوقف التدهور الاخلاقي والديني الذي يتعرض له الاسلام الجهادي على يد غزاة وافدين الى وطننا ، يقيمون فيه باسم الدين الحنيف وثنية همجية لا يقرها شرع او دين ، تقتل بالباطل نفوسا حرم الله قتلها الا بالحق ، وتنصب امراءها أربابا لا راد لاهوائهم ، قد ياخذونكم الى الهلاك بايديهم او بسياساتهم وجرائمهم ، فلا بد ان يدفعك ايمانك الى موقف واضح ومعلن مما يفعله هؤلاء بدينك واخوتك في الايمان ، مسلمين كانوا ام مسيحيين ام يهودا ، وان تحمي من انت مؤتمن على سلامتهم من هؤلاء ، وتضع يدك في ايدي شركاء لا تعرفهم من امثالي إلى أن نتخلص من النظام ، فان شئت قاتلنا معا بعد سقوطه ضد الاستبداد الذي يعدنا به قتلة المسلمين بحجة اسلمتهم ، والا كان بيننا وبينك ارادة شعب سورية الحر الذي يجب ان تقبل ما يختاره، إن كنت مؤمنا حقا بانه يقف الى جانبك ولن يخذلك !.

About ميشيل كيلو

كاتب ومحلل سياسي سوري معارض لنظام حكم عائلة الأسد الاستبدادي تم سجنه من قبل الطاغية بشار الاسد من ابرز وجوه الثورة السورية المسيحية
This entry was posted in ربيع سوريا, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.