مو احسن تروح – تكشر- بصل؟

الممرض في وزارة الدفاع قال أمس كلاما يجعل شعر العجوز الأشيب اسود كالحا تصب منه قطرات الزيت بعد ان تم تصفيتها في آبار حسين الشهرستاني النفطية.
وبما ان هذا الممرض نصير المرأة الأوحد في هذا العالم فقد امر جنوده المغاوير أمس بأداء التحية الى الضابطات في الشرطة العراقية ومن يخالف الاوامر سيتعرض للضرب المبرح.
ياعيني على “الحنين”.
قال ذلك في الاحتفال بيوم المرأة العالمي امس.
لم يشر في خطابه الموسوم”الرقيق في بلاد الدقيق” للمرأة الارملة وكيف تعيش الان ولا الاميات اللواتي يتسولن في الشوارع العامة ولا اللواتي باعن حتى ملابسهن لشراء لقمة الخبز ولا تلك الفلاحة التي تدري منو هذا اللي اسمه نوري المالكي.
ماعلينا…
ما ان سمع بعض عرفاء الشرطة اصحاب الشوارب الكثة هذا الامر حتى بعثوا برسالة تهديد مبطن الى صاحبنا قالوا له فيها:
اسمع أيها الممرض،اذا كانت الصدفة ،الخائبة،هي التي جعلتك في هذا المنصب فهذا لايعني تعديك على اختصاص بعض المرجعيات ،قدس سرهم،اذ كيف تريد منا ان نؤدي التحية الى المرأة العورة ونحن الذين اذا مشينا في الاسواق العامة جعلناها وراءنا مسافة حتى لايعيرنا القوم وإذا ضحكت بصوت عال قلنا انها فطيرة وتبقى عانس طول عمرها،اما اذا أرادت ان تطلب شيئا من زوجها فيجب ان تطلبه في مخدع الزوجية وحرام شرعا ان تفعل ذلك في مكان اخر،اما اذا رأيناها تدخن فالويل لها ولأبيها وعشيرتها وكل من له صلة بها.
كيف تريدنا ان نؤدي لها التحية وانت نفسك لم ترد على تحيتها لك خلال مرورها او مرورهن امام منصة الاحتفال بيوم المرأة العالمي امس، ثم تعال، كيف تريدنا ان نحتفل بهذه المرأة التي خرجت من ضلع آدم، تخيل أيها الممرض لو ان آدم بدون قفص صدري ماكان أحسن وكان خلصنا من طلايبهن، لكن بيننا وبينك الفتيات الصغيرات لهن مذاق خاص خصوصا حين شجعنا أمامنا الخميني حفظه الله على إرضاعهانومفاخختهن الى ان يبلغن سن الرشد بعد الأربعين.
اننا ناسف لرفض طلبك بأداء التحية للنسوان رغم ان ذلك سيصيبك بالصداع،فنحن يا سيدي نقاتل الأعداء في الأنبار والمسيب وديالى والموصل ومطار بغداد،العامرية،الدولي ولاوقت لدينا لهذه الدلاعات.
وأخيرا كيف تريدنا ان نؤدي التحية لها في النهار وفي الليل تتعارك معنا بعد ان “تطلع” لسانها علينا مترين بالليل.
أتق الله يارجل وشوف شغلة ثانية أحسن لك.
فاصل متعب:ارجوكم ابحثوا في كل المواقع ووسائل الاعلام العراقية لتجدوا نص الخطاب والرجاء الاتأخذوا تحية للسيد البار عضو دولة القانون لأنكم لستم عورة.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.