موقفي من الشيخ عدنان ابراهيم كنت على خطأ

adnanibrahimأعترف للأصدقاء الذين عارضوا موقفي من الشيخ عدنان ابراهيم … أنهم كانوا محقين باعتراضهم وانا كنت على خطأ …
د.عبد الرزاق عيد
الحلقة التي اعتمدت عليها في تعليق (عائشة في النار) وهو عنوان يقوم على الدلالة المعاكسة للجملة …أي لا يقصد أن عائشة في النار، وفي حلقة أخرى ذهب في االاتجاه التاريخي ذاته عندما يسخر من مقولة (الإمام المعصوم الثاني عشر ) بل وينكر وجوده بالأصل، وبأن العسكري لم ينجب الولد الذي سموه الشيعة (الامام الثاني عاشر….
ولهذا ما كنا نصدق أن يكون عدنان ابراهيم على هذه الدرجة من العداء السياسي والديني الساذج لمعاوية، كما أخبرني عدد من القراء، حتى استمعت أخير إلى هذه الحلقة ( المفاجئة والصدمة ) عن معاوية ….حيث ذكرتني بفترات يفاعنا وشبابنا وانحيازاتنا السياسية والدينية إلى علي، بوصفه ابن عم النبي، وزوج فاطة ابنة النبي ..وكنا نصدق التسريبات الشيعية عن البطولة الأسطورية لعلي، وكيف حمل باب الحديد لخيبر وتترس به ….ولحق اليهود كما سيفعل اليوم حزب الله وإيران، بعد الضربة (الاحتقارية ) التي وجهتها إسرائيل لحزب الله وسيدته ايران، بل وقتل لابن الحزب (ابن مغنية ) المدلل الذي هدد بعد اغتيال أبيه، بأن إسرئيل لن تبقى على خارطة الوجود ، ويبدو أنه تعلم هذه اللغة التهديدية
الكاريكاتورية من المدرسة البعثية الأسدية، التي هدد وزير خارجيتها بإزالة أوربا من الوجود….
لم أستطع أن أن أتقبل أن الرجل العقلاني الموسوعي بحسه التاريخي البعيد عن فهم التاريخ رغائيا وامنيات، وفق حمولاتنا الفكرية والايديولوجية ، ورغباتنا أن يكون التاريخ كما نرغبه ونشتهيهه…ولهذا كان من الغربة بمكان أن (تشتريه إيران وقنواتها) !!!
لكن الطريقة الرغبوية الهجائية والقدحية في تقديم معاوية هجائيا، جعل من الشيخ جزءا من المشكلة واكتظاظها بالأهواء والمشاعر ، وجعلنا نستصغر عقله ،لكونه يريد من التاريخ أن يسير وفق مشيئته (المشيخية الدينية الشيعية، بينما كنت أنظر إلى هذه اللحظة عن أن الرجل رجل معرفة وثقافة وعلم، وانه يبحث الموضوع بحيادية ، وليس على أسس دينية وقرابية لعلي مع بيت النبوة، وقد استثمر الامام (علي) موضوع قرابته من الرسول، أكثر بكثير مما استثمر معاوية أو عائشة موضوع (دم عثمان وقميص عثمان …
فالذريعة الأولى القائمة على القرابة والحق في وراثة آل بيت النبي ، هي وراء انقسام العالم الاسلامي وانشقاقه خلال كل هذه القرون ، سيما عندما استثمرت الشعبوية الفارسية هذا الموضوع لتضيف على قضيتها بعدا قوميا مع البعد الديني …..
سمعت خطبة عدنان ابراهيم عن معاوية ،فلم أفهم حقيقة سر هذا العداء والكره الشديد لمعاوية، إلا الكره (الطائفي الشيعي ) للرجل الذي أسس للعرب والمسلمين واحدة من أهم الامبراطوريات في العالم…
وليس مهما الجانب الوراثي والحكم العضوض بالنسبة لعصرهم المحكوم بنسق عصرهم وقوانينه، لأنه ما كان من الممكن في ذلك الزمن أن يكون هناك (نظام ديموقراطيا) …إذ أن النظام الوراثي كان معتمدا بالنسبة لأنصار علي أكثر من أنصار معاوية، حيث كان توريث معاوية لابنه (يزيد) تدبيرا إجرائيا مدنيا، بوصفه الأكثر علما بعلوم السياسة وليس بعلوم الفقه وقيام الليل والتهجد.. أي استنادا إلى فرضية شرعية لأمر الواقع سياسيا وليس غلى شرعية القرابة والدم والدين،أي أنه لم يؤسس على منظومة عقائدية ايدجيولوجية تستخدم عنصر القرابة والدين في مطامعها السياسية …
بعد سماعي لخطبة (معاوية ) العشوائية للسيد عدنان ابراهيم ،أعلن للأصدقاء الذين عاتبوني لتسرعي أنهم على حق ، لأني من سوء الحظ لم أطلع على هذه الخطبة ، وذلك لأني لم أعتقد أن (الشيزوفرينيا ) يمكن أن تبلغ أصحاب عقل سديد ومحكم إلى هذه الدرجة من العبث والتشوش ..

About عبد الرزاق عيد

كاتب ومفكر وباحث سوري، وعضو مؤسس في لجان إحياء المجتمع المدني وإعلان دمشق. رئيس المجلس الوطني لاعلان دمشق في المهجر.
This entry was posted in ربيع سوريا, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.