في خطبة الجمعة في مكان ما بالعراق, صعد الخطيب المنصة ونادى:
“يا امة محمد, يا ايها المومنين: يقول الأسلام لنا بأن مال الحلال ما يضيع بل يعود الى صاحبه… ولو بعد حين”. واليكم هذه الرواية اثباتا لذلك:
كان ياما كان في بلاد المسلمين رجل صالح وتقي وورع يؤدي كل تعاليم ألأسلام ووصاياه وكان الله انعم على هذا الرجل بالرزق الوفير حتى صار من اثرى اهل مدينته. في يوم من الأيام تآمر ثلاثة من الأشرار وقرروا سرقة دار الرجل الثري المؤمن. فذهبوا في ليلة الى داره وفيما هو واهله نائمون دخلوا الدار بهدوء وسرقوا كل ما وقعت عليه ايديهم من المجوهرات والمال ووضعوها في كيس ثم وضعوا الكيس على ظهر بغل كان الثري يملكه وغادروا الدار به مثلما دخلوها.
سلك السراق طريقا زراعيا وساروا طوال تلك الليلة ونهار اليوم التالي حتى وصلوا جبلا شاهقا في اول الليل. ولآنهم اصبحوا بعيدين عن مدينتهم شعروا ببعض الأمان ولأنهم كانوا متعبين ايضا اتفقوا ان يناموا حتى الصباح ليعاودوا المسير.
ما ان نام الثلاثة حتى استيقظ واحد منهم وبهدوء شديد قام وذبح صاحبيه طمعا في المسروقات كما يفعل الأشرار عادة. بعدها قرر القاتل الأبتعاد عن مكان الجريمة فورا فأقتاد البغل وبدءا بصعود الجبل. لكن شاء الله ان تزل قدم السارق ويعثر بصخرة فيسقط من فوق الجبل الى الوادي ويموت على الفور.
بقي البغل في مكانه يوما او يومين يقتات على ما تيسر له من حشيش. لكن ما ان اتى على الحشيش كله حتى جاع وحين اشتد به الجوع التف راجعا الى المكان الوحيد الذي يعرفه…نعم بيت الرجل الثري حيث العلف الوفير. بعد يومين من السير وحيدا وصل البغل بيت صاحبه محملا بالكيس بكل ما كان فيه المال والمجوهرات حلال الرجل المؤمن. فرح المؤمن بعودة البغل بحلاله واحتفل مع اهله واصدقائه بعودة ماله اليه.
وهكذا يا ايها المؤمنين مال الحلال ما يضيع بل يعود الى صاحبه برعاية الله وحفظه.”
وهنا بدأ المصلون بالتكبير بالله والتذكير برسوله ولكن وهم يتهيؤون للصلاة انبرى احد الحضور للخطيب سائلا بأعلى صوته:
“ياجناب الخطيب القصة كلش حلوة بس اذا الحرامية واحدهم ذبح الباقين وبعدين هو وگع من فوق الجبل ومات. متگولي منو الحچة القصة؟ معقولة الجحش هو اللي حچاها!!”
* رواها لي صديق اليوم