موسكو ٢ .. تم التوافق على امور جوهرية في مسار الحل.

lamaalatasiموسكو ٢ .. تم التوافق على امور جوهرية في مسار الحل.
عن نفسي لا اتنصل من الاتفاق الذي تم على تقييم الوضع المشترك اي النقاط العشر التي نشرتها وسائل الاعلام و اعتبر انه من التصرف الغير مسؤل امام الشعب السوري التنصل منها .. نعم توصلنا لشيء ايجابي ممكن ان ننطلق منه
ومن ناحية ادارية جدول الاعمال الذي قبل به الجميع كان يضع مسألة مخاطر الارهاب على سوريا قبل مسألة بناء الثقة و هذا سبب مشكلة و السؤال لماذا قبل المتنصلون فيما بعد بهذا الجدول مسبقا و بهذا التسلسل و لم يعترضوا عليه قبل المباشرة بالعمل ؟ اقصد هنا المخضرمون الذين لهم باع طويل و خبرة عقود بالمناورات لا ادعي امتلاكها..
بناء الثقة كانت النقطة الثالثة بعد الارهاب و نحن كمعارضات بعد الاتفاق على مسالة تقييم الوضع مع النظام بتوحيد الرؤية توافقنا فيما بيننا على عدم احترام التسلسل و تجاوز الجدول.. انا هنا وقفت مع الجميع ليس جبنا و خوفا من التمرد فأظن ان هذه النقطة واضحة لست ممن يخشون في حب سوريا لوم أحد, و لكن لاني ارى بان الثقة اساسية بين السوريين و بان الجدول ليس قرآن و كان يحق لنا تعديله .. الجعفري من جهته تمسك بموقفه باسلوب بيروقراطي منهجي و له كما للاخرين من المعارضة وجهة نظره .. و هنا احتد الخلاف بيننا اذ ان مبادرات بناء الثقة كتنازلات من قبل النظام هي حاليا من الأشياءالمطلوبة بالحاح من وجهة نظر الجميع.. لاننا لا يمكننا ان نتخذ موقف جاد و ملزم معه ان لم نبني الثقة و ان لم يتوقف هذا النظام عن اعتبارنا اعداء و فريسة لاجهزته الأمنية و القصف … قد يعتبر الجعفري بان الورقة التي توصلنا لها معه فيها نوع من التنازل من طرفه و يجب ان نثمن تنازلاته ..و لنكن ايجابيين نعم هناك تنازل قد تم هنا من طرف النظام و يجب ان نثمنه لكي نشجعه على تنازلات اكبر.. اليس هذا الهدف؟. أم اننا نريد الوصول لما اتفق مع الجعفري عليه و هو الوصول للدولة الفاشلة..لكن الحيلولة لعدم الوصول للدولة الفاشلة هو مسؤلية مشتركة و بيد النظام في موسكو كانت خيوط لم يستعملها جديا.. هل لان بشار الاسد متشبث و عنيد و لم يعط  للجعفري صلاحيات و سقف اعلى من ورقة و كلام ام لأن الجعفري لم يشأ؟
كان بامكان هذا النظام ان يبدي بوادر حسن نية لكي يكسب القليل من ثقتنا و ان يعلن مثلا بانه سيقدم شيئاً ملموساً يستفيد منه الناس في الداخل …
و لكن الحقيقة ان هناك كان عاملان معيقان ايضا للتوصل لنتيجة ملموسة اكثر و اهم, الاول ضيق الوقت و الثاني ضيق الصدر..
الحقيقة, لنكن واقعيين ان الاجتماع القصير هذا لم يكن الهدف منه الخروج بحل لأن الحل لا يوجد فقط بيومين بين جزء من المعارضة و النظام و الروس هناك اطراف لا بد من مشاركتها للوصول لحل و لهذا يجب ان نقول كالتالي :
هناك شي ايجابي تم و يجب ان نثمنه و نتفق على هذا و لا ننسفه احتراما للجهود التي بذلت من جميع الاطراف و للشعب السوري الذي يريد ان يبني على الايجابي و ليس السلبي.
اما فيما يخص اسلوب الجعفري بالتعامل و الحوار مع المعارضة اظن انه هو ايضا كان متشنج في بعض الاحيان و كل ظني انه لم يكن في مكان يحسد عليه ومن جهة اخرى في صفنا المعارض بعضنا كان يريد فقط تسجيل نقاط فردية ناسيا أنها مباراة جماعية، مما استفز الجعفري و ازعجنا و لكن الفارق بيننا هو انه هو عبر عنه باسلوبه الواضح لانه يملك حرية هذا حيث انه من الطرف الأخر اما نحن فصمتنا و التزمنا بالمباراة الجماعية التي في النهاية و رغم كل شيء تجاوزت الافراد الذين لم يحترموا العمل الجماعي و الحقيقة هذه كارثة المعارضة السورية بعض اشخاصها يرفضون العمل و العمل الجماعي يريدون فقط التحدث في الاعلام و يتكلمون اكثر مما يفعلون و لا يتسمون بثقافة النتيجة حيث الاهداف فردية…ولكن رغم كل هذا في النهاية نحن سجلنا نقاط تحتاج لتقييم اخر من طرف الاعلام و تحتاج لتثمين من قبل الشعب السوري ..
اما عندما يستعمل الجعفري عبارة انه يعتبر نفسه احرز “اختراق” في صف المعارضة فهذا محزن جدا و مؤسف و هو ليس كلام بناء و اطالبه بسحبه رسميا .. لانه جلس معنا كسوري موظف عند دولة نحن حاليا نرفض ممارسات و اسلوب الموظفين فيها و استبدادهم و هذا حقنا, و نعتبر بانهم حاليا موظفون عندنا كشعب سوري و لهم واجبات تجاهنا هم حاليا يتجاهلوها .. نحن نعتبر باننا ابناء هذا البلد و لنا جميعا الحق باصلاح كل شيء فيه و الحفاظ عليه . اما ان كان يعتبرنا عدو و يريد اختراقه فهذا ينسف فكرة اننا قدمنا لحضور لقاء سوري سوري لا غرباء بيننا باحترام لانتمائنا .. نحن اخوة تصارعوا تذابحوا لكننا متفقون على انهم, اي من يستبدوا بالباطل ينتمون لذات الام سوريا …
لذا فكلمة اختراق معيبة بحقه و لا تطولنا فمنذ متى الايجابية البنائة تعد اختراق؟
نحن لا يمكن ان يخترقنا احد سيد جعفري لاننا لا يمكن ان نكون موالين لطرفك و لا لاي طرف اخر .. نحن ولائنا لسوريا و لذا لا نحيد عن الموضوعية بالتعامل و معيارها سوريتنا.. و سوريتنا موضوعية. و الا لما كنا دفعنا و تدين بعضنا للحضور و الجلوس معك و لو كنا كغيرنا نقبض و نعيش من مال الغرباء لما حضرنا لموسكو مراهنون على الحل السلمي و انت خير من يعلم ما يجري خلف الكواليس.
فان كان توافقنا الذي بذلنا جهد للوصول اليه انت تعتبره ” اختراق ” اي ” خيانة منا ” لكوننا معارضون فانت بهذا الكلام تنسف كل الجهود الجادة و لكن في ذات الوقت تناقض ذاتك حيث انك تقول بانك تثمن النتيجة التي وصلنا لها .. اعني  تثمن ما تعتبره خيانة؟
فارجو منك التراجع و سحب هذه الكلمة رسميا بناء على طلب رسمي باسم من حضروا احترما لوطنيتهم و كلهم وطنيون و ارجو منك ان تثمن الذي حصل جديا و ان تجتهد بمسؤولية لكي تعي اهمية بناء الثقة..

About لمى الأتاسي

كاتب سورية ليبرالية معارضة لنظام الاسد الاستبدادي تعيش في المنفى بفرنسا
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.