مهنة الطب وسوط الظلم
النبوغ عطاء آلهي يمنحه لمن يشاء من عباده تتحكم به عوامل عديدة في بروزه واظهاره
كالبيئة والمجتمع والعوامل الاقتصادية والشخصية , فأن توفرت منها ولو بشكل بسيط
تصبح منارا لمالكها وعلوا لحاملها وميزة لشخصيته ليختار طريقه في الحياة بعيدا عن المؤثرات
هذه المؤهلات ترتبط بحلقة لامناص منها في مراحل حياته وبزوغ نجمه وادراك عقله
وامثلة كثيرة نتلمسها ونعيش تجاربها في حياتنا اليومية , فالنبوغ والعقلية المتميزة غيركافية
اذا لم تتحصن بالمواظبة والتحصيل العلمي لتكون علامة مميزة لصاحبها وحامل لواء فخرها, برزالكثيرفي مجتمعنا من حاملي الاختصاصات العلمية وخاصة في مهنة الطب لما فيها
من تميز للقبول يعجز الكثير للتأهيل والقبول في مؤسساتها العلمية , و تحظى في بلدنا باهتمام واضح كما معمول به في بلدان العالم الاخر وعرف بلدنا بنوابغ المهنة والاختصاص بالعديد
من الاسماء اللامعة والمعروفة على مستوى البلد والعالم في التخصصات المختلفة للمهنة وبعد
عام1991تعرض الكثير منهم للخطف والقتل والابتزاز والتهديد نتيجة لانحدار المجتمع
حتى عام 2003 لتكون الاساليب اشرس والطرق اتعس راح ضحيتها الكثير منهم على يد المجرمين وبائعي الضميروبرزت معاناة اخرى اضيفت لمعاناتهم نتيجة لغياب سلطة القانون وضعف اداء الدولة بالمطالبات العشائرية والثار الشخصي نتيجة لاخطاء يقعون بها بغير قصد يذهب ضحيتها المرضى مما دفعهم لمغادرة البلد لحماية انفسهم من بطش الغدروالبحث عن
جومناسب لممارسة عملهم وسلامة عوائلهم و ارواحهم ,مما افرغ البلد من العقول واصحاب
الكفاءات العلمية والاختصاصات النادرة , انعكس سلبا على اداء هذه المهنة في بلد تعصف به الرياح , احدث شرخا في جدارالمهنة وفراغا لايمكن ملؤه من الاختصاصيين والجراحين
وذوي العقول العلمية من المشهود لهم بالمجد وقوة ومتانة فهمهم ورصانة عبقريتهم وعمق ادراكهم وسعةعلمهم سهل على الخريجين الجدد ليجلسوا بمقاعد ليست لهم ومكانات بعيدة عن
اختصاصهم ولاصحة ليافطاتهم ونشرات دعاياتهم انما هم تجاراعضاء جسد زادوا من علته
بجعلهم حقول تجارب لتشخيصهم ومختبرا لنوعية الادوية المتفق عليها سلفا مع اصحاب
الصيدليات المجاورة لعياداتهم همهم ليس بناء سمعة وانما بما تجمعه اياديهم من اموال لايستحقونها بسياط تلهب ظهورمرضاهم وتزيد علّة مراجعيهم , أن مانراه الان أساءة
لمهنة يحلم بتحصيلها الكثير لصعوبة دراستها ومتانة علمها وقدسية رسالتها وعظيم انسانيتها
ندعو الجهات المختصة لمعالجة ماوصلنا اليه من جشع وغياب علم وقيادة بدون فهم بما يلي :-
1- وضع رقابة دائمة بصلاحيات مطلقة لمعالجة هذه الظواهر والحالات التي سادت مجتمعنافي الفترة الاخيرة وتحديدا منذ سبع اعوام عجاف خلت.
2- عدم اعطاء الموافقة على فتح العيادات الخاصة الابعد مضي خمسة سنوات على تخرجه
واختباره من قبل اختصاصيين وابقائه تحت المراقبة والمتابعة لسنوات مع ادخاله دورات
مستمرة في مجال اختصاصه حتى لاتكون حياة الناس سهلة وجيوبهم مفتوحة.
3- اعادة تأهيل الخريجين حديثي العهد بالمهنة في اطار انشاء معهد وطني واقامة الدورات
التخصصية كل ضمن اختصاصه
4- تحديد اسعار الكشفيات على المرضى بما يتلائم ومكانة الطبيب العلمية .
5- مراقبة اسعار الادوية ومناشىء استيرادها وفرض رقابة على اصحاب المهنة وتحديد الاسعار للتلائم وحياة الكثير من الشعب المقهورلرفع الحيف والظلم عنهم او ايجاد البديل الحكومي لها وباسعار مدعومة للتخفيف عن كاهل المواطن .هذه واحدة اخرى مضافة لمصائب شعبي يتحمل ظهره وطئها وقساوة ثقلها وغلاء ثمنها,وفضاعة قساوتها .
صبيح الكعبي / كاتب واعلامي