من يلجأ لكاهن أو عراف أو مُنجم يكفر بشرع الله

مصطفى راشد
ورد إلى موقعنا على الإنترنت سؤال من السيدة – رشا شاهين تسأل فيه عن حكم الشرع فى العرافين اللذين يدعون فك السحر والمربوط والأعمال ورد الحبيب وعودة المطلقة لزوجها ومعرفة السارق وقراءة الفنجان وقراءة الطالع عن طريق الفلك والأبراج وأمور التجيم وماإلى ذلك من هذه الأمور وحكم من يسأل أو يذهب لعراف أو مُنجم ؟ وللإجابة على هذا السؤال نقول :-
بداية بتوفيقً من الله وإرشاده وسعيا للحق ورضوانه وطلبا للدعم من رسله وأحبائه ، نصلى ونسلم على كليم الله موسى عليه السلام ، وكل المحبة لكلمة الله المسيح له المجد فى الأعالى ، كما نصلى على نبى السلام والإسلام محمد ابن عبد الله ، ايضا نصلى ونسلم على سائر أنبياء الله لانفرق بين أحدً منهم —————————— اما بعد
فكل مايفعله الكهنة والعرافين والمُنجمين من إدعاء يفك السحر والمربوط وفك الأعمال ورد الحبيب وعودة المطلقة لزوجها ومعرفة السارق وقراءة الفنجان وقراءة الطالع عن طريق الفلك والأبراج وآمور التنجيم ومعرفة مايحدث مستقبلا ، هى كلها أمور تتعلق بالغيب ، والغيب لا يعلمه إلا الله وإن كان الله جل وعلا أعطى بعض أسرارها لأنبياءه كما قال تعالى فى سورة هود آية 49 (تلك من انباء الغيب نوحيها اليك ما كنت تعلمها انت ولا قومك من قبل هذا ) ولكنها لم تعطى لغير الأنبياء لقوله تعالى فى سورة البقرة آية 33 (قال الم اقل لكم اني اعلم غيب السماوات والارض واعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون ) وقوله تعالى فى سورة آل عمران آية 179 (وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء فامنوا بالله ورسله وان تؤمنوا وتتقوا فلكم اجر عظيم ) وقوله فى سورة المائدة آية 109 (يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا اجبتم قالوا لا علم لنا انك انت علام الغيوب ) وأيضا فى الأنعام آية 59 (وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو ) وغيرها العشرات من الآيات مثل 78و94و105 من سورة التوبة و123 من هود وايضا الرعد 9 والنحل 77 والكهف 26 والمؤمنون 92 والنمل 65والسجدة 6 وسبأ 48 وفاطر 38 والزمر 46 والحجرات 18 وغيرهم ، كما أن النبى محمد (ص) لم يكن يعلم الغيب إلا بما اذن له به الله كما ذكر ذلك بقوله تعالى فى سورة الأنعام آية 50 وهو يقول لسيدنا النبى (قل لا اقول لكم عندي خزائن الله ولا اعلم الغيب ) وايضا فى سورة الأعراف آية 188 قوله لسيدنا النبى (قل لا املك لنفسي نفعا ولا ضرا الا ما شاء الله ولو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء ان انا الا نذير وبشير لقوم يؤمنون ) ص ق
ايضا يكفر بشرع الله ولا تقبل له صلاة أربعين يوماً من يصدق أو يسأل أو يأتى لهؤلاء الكهنة أو المنجمين العرافين لقول سيدنا النبى (من أتى عرافاً فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة أربعين يوماً) ، رواه مسلم في صحيحه. 2 – وقوله (ص) ايضا (من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد) ، رواه أبو داود
لذا نحن نطالب الدولة بتجريم هذا العمل ووضع عقاب مشدد له لما فيه من نصب وإحتيال وإزدراء للشرع والدين .
هذا وعلى الله قصد السبيل وإبتغاء رضاه .———————————-
الشيخ د – مصطفى راشد عالم أزهرى أستاذ الشريعة ورئيس الاتحاد العالمى لعلماء الإسلام من أجل السلام وعضو نقابة المحامين وإتحاد الكتاب الأفريقى الأسيوى وسفير السلام العالمى للأمم المتحدة ورئيس منظمة الضمير العالمى لحقوق الإنسان
E – rashed_orbit@yahoo.com