من يرتب تفاصيل الرحيل؟ تهاجر البيوت، تحمل أصحابها على ظهرها وتسير بهم، يتمهلون ولا تتمهل.
من يفكك تماسك التراب ويحيله هواء في طي التناثر؟ قبضة من ذاكرة، ورائحة من شوق، والغياب جوال يحصي وجوه المحتضرين..
للمدن التائهة التي أضاعت وجهها مذ تخلى أهلها عن عادة غسل وجوههم بحكاياها، للريح المدمرة وللعبث الممنوح طاقة لا قدرة للوقت على احتمالها…
آخر المساحات وأول طعم للجوء، خاتمة السكينة وبداية الموت على سكة المفارق الغريبة…
يا مخيم !!! قد تزوجت البلاد ، والبلاد أرملة ومطلقة ومهجورة وظمآنة…
هي البلاد حيث لا بلاد.. ونشتاق ونتوه ، وتبقى الحكاية قبضة من ذاكرة ووجه يغتسل بماء الرحيل.
سلوى زكزك : أديبة وكاتبة سورية