سامر أديب: فيسبوك
زهران علوش .. قائد (سرية الإسلام) ثم (لواء الإسلام) ثم أخيراً (جيش الإسلام) الذي أُعلن عن ولادته أمس … هو قريبي وإبن مدينتي ، والده هو الشيخ عبد الله علوش وهو رجل دين سلفي من رموز السلفية في سوريا ، يعيش والده ووالدته في السعودية ، وهو درس في سوريا والسعودية ، متزوج من ثلاثة نساء ، أعتقل قبل الثورة بثلاث سنوات بتهمة حيازة أسلحة وجدها الأمن في سيارته ، ثم تم إطلاق سراحه بعد ثلاث أشهر تقريباً من بداية الثورة السورية حيث كان النظام يسترضي الشعب ببعض الإصلاحات الشكلية ، فتمت محاكمته لأول مرة منذ إعتقاله حيث وكّلت عائلته محامياً قديراً ليتم إطلاق سراحه في نهاية المحاكمة .
أسس (سرية الإسلام) ثم (لواء الإسلام ) والذي يعتبر الفصيل العسكري الأكثر قوة وإنتشاراً وشعبية في ريف دمشق ، يتميز اللواء بالإنضباط العسكري والسلوكي مقارنة بباقي فصائل المعارضة المسلحة الاخرى ، يعتنق زهران علوش الفكر السلفي الجهادي ويدعو إلى دولة الخلافة كما أنه يعارض النظام الجمهوري والنظام الديمقراطي ، ففي مقابلة معه على قناة الجزيرة في برنامج ( لقاء اليوم ) مع المذيع تيسير علوني (رابط المقابلة في نهاية المقال ) ، سأله تيسير علوني عن رؤيته لشكل الدولة التي يطمح إليها فقال أنه يطمح إلى دولة يسودها العدل ، فقال له تيسير علوني يأن هذا كلام عام وطلب منه أن يحدد شكل الدولة بشكل أكثر تفصيلاً ، وهل هو يؤيد نظام جمهوري أو نظام ملكي دستوري أو نظام ديمقراطي على سبيل المثال .. فقال زهران علوش: رأينا النظام الجمهوري في عهد الأسد ورأينا كيف أن الديمقراطية هي حكم الأقوى (!!!)، فرد عليه تيسير علوني مستغرباً أنت تتكلم عن ديمقراطية بشار الأسد ولكن هناك ديمقراطيات في أوروبا توفر العيش الكريم لأبنائها ، فعاد زهران علوش إلى الكلام العام عن أنه مع دولة إسلامية عادلة ، ثم تجنب الإجابة بصراحة عن رأيه بإشراك الأقليات الدينية في الحكم لدى سؤال المذيع عن ذلك ..
لكن ما تجنب الإجابة عنه في هذا اللقاء أوضحه في أحد خطبه المنشورة على اليوتيوب حيث دعا إلى إقامة دولة الخلافة الإسلامية ، ودولة الخلافة التي يدعو لها هي دولة الخلافة الأموية وليس الخلافة الراشدية! ، رغم أن الدولة الأموية كان الحكم فيها وراثيا وكان هناك كثير من الشوائب في الحكم مثل الترف والبذخ ، ولكن يبدو من خلال الخطبة أن دافعه لذلك هو الرد على الشيعة الذين يحاولون منع عودة الدولة الأموية حسب كلامه ، وفي خطبته هذه (رابط الخطبة في الأسفل) يهاجم الشيعة بأشد العبارات والمفردات الطائفية التي يستخدمها عادة كارهوا الشيعة ، وفي الحقيقة فإن غالبية الخطبة الطويلة هي عبارة عن هجوم وشتم للشيعة ، حيث يدعو في خطبته إلى تطهير بلاد الشام من (الرافضة المجوس الأنجاس) مع الإشارة إلى أنه يصف جيش النظام السوري في خطبه بأنه (جيش الإحتلال النصيري)
ما أخلص إليه مما سبق هو أن هناك أوهام كثيرة موجودة عند الكثير من المعارضين السوريين ومنها أن المعارضة المسلحة لن تتدخل في السياسة بعد سقوط النظام وسترمي أسلحتها بمجرد أن يسقط النظام ، الحقيقة أن هذا الوهم تكذبه أقوال وأفعال معظم قادة فصائل المعارضة المسلحة (ما عدا بعض المنشقين عن الجيش السوري) ، ومن خلال كلام زهران علوش يتوضح ذلك جلياً ، وللإشارة فخلال مقابلته على قناة الجزيرة المذكورة آنفاً يسأله المذيع (هل لديكم طموح سياسي في المستقبل) ، فيجيب زهران علوش بوضوح ( نعم لدينا طموح سياسي في المستقبل ) .. والدور السياسي الذي تسعى له معظم الفصائل المسلحة في سوريا هو الإشراف على إقامة دولة إسلامية سلفية تعود بالبلد للماضي بدل التقدم إلى الأمام ..
أودُّ في النهاية أن ألقي الضوء على بعض أفكار زهران علوش ، فهو مثلا يقول في مشاركة له على صفحته في الفيسبوك أن هناك محاولة قذرة لفرض قيادة (علمانية) على البلد من الخارج ، وهو يشير في كلامه إلى الإئتلاف الوطني السوري ، مع أنه في الحقيقة معظم أعضاء الإئتلاف هم من الإسلاميين (المعتدلين) أما العلمانيين فهم أقلية فيه ، برأيي المشكلة الحقيقية أن هناك محاولة لفرض قيادة سلفية على البلد هي غريبة على تاريخه وتراثه .
وفي مشاركة أخرى يهاجم دعاة الديمقراطية بقوله أن الديمقراطية تؤدي إلى إفتراق الناس إلى فرق وأحزاب مما يؤدي إلى التناحر والإقتتال فيما بينهم، والحقيقة أن الديمقراطية تنظم إختلاف وإفتراق الناس من خلال الأحزاب والإنتخابات ، وأما إفتراقهم وإختلافهم هو طبيعة بشرية لا يمكن منعها ، أما الدولة الإسلامية السلفية الموعودة فهي وصفة أكيدة للإقتتال والإحتراب فهي إيديولوجية شمولية لن يقبل بها الكثير من أبناء سوريا كما أن هناك إحتمالا كبيراً أن يقتتل حاملوا هذا المشروع أنفسهم فيما بينهم كما حدث في أفغانستان وغيرها ، والحقيقة لا يوجد جماعة حاولت تطبيق نموذج الدولة السلفية الأصولية في بلد ما إلا وابتلي هذا البلد بالإقتتال الداخلي والخراب ويبدو أن سوريا تمضي للأسف في هذا الإتجاه .
لقاء زهران علوش على قناة الجزيرة
( كلمة زهران للأمة ) والتي يدعو فيها إلى دولة الخلاقة الأموية