كل المحللين يجمعون على أن العملية الارهابية التي استهدفت فرنسا اليوم حول (ملعب باريس) هي على درجة عالية من التنظيم العالي الاستراتيجي الذي يطال أهدافا متعددة في زمن واحد والذي يتطلب سنوات من الاعداد والتحضير …الأمر الذي يستبعد الداعشية واحتمال ردة فعلها على مشاركة فرنسا بقوات التحالف الدولية التي بدأت منذ فترة ليست طويلة ،حيث لا تتيح الوقت الطويل للتخطيط لهذه العملية المعقدة التي تضرب حوالي ستة أو سبعة أهداف متزامنة، وداعش بكل الأحوال لم تقدم حتى الآن بعمليات ذات بعد استراتيجي معقد في ضرب أهداف عديدة في وقت واحد، وما يتطلبه ذلك من تقنية أمنية وعملياتية معقدة لا تملكها داعش !!!!
إذن بقي احتمالان ( الأسدية والقاعدية ) القادرتان على القيام بمثل هذه العمليات التي جرت في باريس، وهما (الأسدية ونموذج اغتيال الحريري) ، و(القاعدة ونموذج الحادي عشر من سبتمبر )، لأن عملية باريس اليوم ترتقي إلى هذا المستوى الاستراتيجي المعقد والمحضر له لسنوات أمنيا وارهلبيا ……
القاعدة قادرة فنيا وتقنيا على القيام بمثل هذه العملية، لكن حضور القاعدة يبدو باهتا وثانويا أمام درجة حضور داعش في الحدث السوري والعراقي، وما يشكله هذا الحدث من قوة استقطاب لكل عناصر العنف والمواجهة في العالم ، سيما أن الأسدية هي التي استدعت الداعشية كعدو (مفيد ومجدي ) في التعبئة دوليا ، ليحل محل ثورة الشباب السوري المتطلع إلى الحرية والكرامة ، ومدى الإحراج الدولي للأسدية إذ تقتل شعبها ، فكان لا بد من داعش التي ساهمت المخابرات السورية في صناعتها إبان الاحتلال الأمريكي للعراق ….
لقد تحدث الخبراء الأمريكيون يومها، بأن النظام الأسدي قسم الجهاديين حسب درجة اختبارهم إلى ثلاثة أقسام : قسم يرسلونه إلى العراق ليقاتل، وقسم أرسلوه ليخبروا الأمريكان عنه من باب الظهور أمام الأمريكان بمظهر التعاون الأمني، والقسم الثالث الأكبر احتفظوا به احتياطا للتوظيف الأمني المحلي كأداة للمهمات الارهابية (الأسدية ) كما جرى في نهر البارد في لبنان …
هذا الجزء المتبقي من (السلفية الجهادية ) لدى النظام الأسدي هو الذي أطلق النظام سراحه من السجون بعد أن قرر أن يحول الثورة من ثورة شعبية مدنية ديموقراطية سلمية ، إلى مواجهة مسلحة أهلية طائفية مع (عدو ارهابي أصولي ) مرفوض عالميا باسم استهداف النظام (العلماني) الممانع والمقاوم في سوريا….ومع الأسف أن الغرب وأمريكا وإسرائيل صادقت وسكتت على هذه المهزلة الأسدية …بل وسكتت على الأصولية (الطائفية الشيعية لحزب الله مدعوما من إيران أن يغزو سوريا) ، ليجعل من الأصولية الطائفية المضادة (داعش أو القاعدة ) وكأنها ممثلة (الاسلام الاكثري السني )…
وعلى هذا فإن الأسدية كلفت المفتي السني (أحمد حسون ) أن يهدد الغرب الأوربي والأمريكي بارسال الاستشهاديين للقيام بعمليات انتحارية في قلب أوربا وأمريكا ، وذلك منذ أكثر من سنتين، وهي الفترة الضرورية اللازمة لتنفيذ عملية معقدة مثلما حدث اليوم في باريس ، حيث تذكر بالعملية المعقدة التي قام يها الجهاديون (الحزب اللاتيون بالتعاون مع النظام الأسدي والإيراني) في لبنان في اغتيال الحريري وموكبه بالعشرات …
إذن الجريمة الدموية البشعة ضد باريس عاصمة النور والحرية اليوم، تشبه الأسدية والحزب الطائفي الشيعي الإيراني الخبير أكثر مما تشبه القاعدة وداعش …سيما أن الإعلام الغربي جاهز كي لا يشاهد ارهاب النظام وبراميله وتهجيره لشعبه وتدمير سوريا ، بل هو جاهز فقط لتقبل جرائم النظام الأسدي على أنها هي جرائم داعش كما يحاول أن ينظر إلى الهجرة السورية على أنها بسبب داعش التي لم تقتل من الشعب السوري خمسة بالمئة مما قتلته الأسدية !!! بل واستعداد الاعلام الغربي المتعاطف مع (العلمانية العدمانية الطائفية الأسدية )، إلى نسبة جرائم أسدية لداعش، هي أكبر من داعش وامكانياتها كالجريمة الوحشية الفظيعة اليوم في باريس التي نفذتها الأسدية كما هدد مفتي الأسدية (حسون)
مواضيع ذات صلة: فيديو المفتي حسون عميل الكي جي بي يهدد اوروبا بالعمليات الاستشهادية