على مدى عامين، أثار الصعود السريع للأمير محمد بن سلمان حديثا عن توترات ومنافسة بينه وبين الأمير محمد بن نايف. ولكن البعض يرى أن كل ذلك انتهى الأربعاء عندما توحد آل سعود علنا حول بن سلمان عقب تعيينه وليا للعهد بموجب أمر ملكي.
سيكون ملك السعودية القادم الأول من جيل أحفاد المؤسس عبد العزيز بن سعود، ولا توجد قواعد رسمية تحدد كيفية اختيار خليفة من بين أحفاد الملك عبد العزيز وهم بالعشرات.
ويتحدث كثيرون عن أن انتقال السلطة لن ينتظر وفاة الملك سلمان بل قد يتم وهو على قيد الحياة.
وقال محلل الشؤون العربية المقيم في لندن مأمون فندي “هناك احتمال كبير جدا أن الملك يريد أن يرى انتقالا وهو على قيد الحياة. يجري وضع خطة كبيرة للانتقال”.
من يمكن أن ينافس ولي العهد؟
يعتبر البعض أن إزاحة الأمير محمد بن نايف من طابور الخلافة يهمش أقوى عضو في أحد أقوى الأفرع الذي يضم أبناء الشقيق الأكبر للملك سلمان الأمير نايف الذي أدار وزارة الداخلية السعودية لعقود وكان وليا للعهد عندما توفي عام 2012.
وقال الخبير في شؤون الخليج بجامعة تكساس أيه آند إم غريغوري غوس “نعرف أن هناك تبرما ونعرف أن هناك استياء لكن حتى الآن يصطف الجميع”. وأضاف أنه لا يرى حتى الآن أي مؤشر على “أزمة” عائلية.
تضمن الأمر الملكي الصادر الأربعاء سحب منصب وزير الداخلية من محمد بن نايف، ولكنه عين مكانه أحد أحفاد نايف، عبد العزيز بن سعود بن نايف، وعمره 33 عاما لتبقى قوات الأمن الداخلية في أيدي فرع نايف.
لكن محللين يقولون إن وزير الداخلية الجديد الذي لا يملك خبرة حكومية تذكر ولديه شبكات شخصية قليلة سيبقى على الأرجح مدينا بالفضل للملك وولي العهد.
أما الأمراء الآخرون الذين يمكن النظر إليهم كمنافسين فهم متعب بن عبد الله ابن الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز وخالد بن سلطان وهو ابن ولي عهد سابق ومقرن بن عبد العزيز أصغر أمير على قيد الحياة من أبناء الملك المؤسس، وقد أعفي من ولاية العهد في 2015.
قال مراقب سعودي طلب عدم نشر اسمه “اللعبة انتهت لأن محمد بن نايف هو من كان يمكن أن يقاوم. لكن ما دام قبل فلا معنى لاعتراض خالد بن سلطان أو متعب بن عبد الله”.
ومع قيام الملك سلمان بإبعاد منافسين محتملين لابنه بالاستعانة بخبراء تكنوقراط ليحلوا محل كبار الأمراء في الحكومة أصبح الأمير متعب آخر عضو كبير من الأسرة المالكة بالحكومة لا يرتبط بعلاقة وثيقة بالملك أو بابنه.
ويرأس متعب الحرس الوطني المؤلف من 100 ألف فرد لكن دبلوماسيا غربيا كبيرا قال إن محمد بن سلمان سيدمج على الأرجح الحرس الوطني في وزارة الداخلية ليهمش متعب فعليا.
ولا مجال لمعرفة طبيعة ما جرى وراء الكواليس قبل قرار هيئة البيعة يوم الأربعاء.
وأقرت الهيئة المؤلفة من ممثلين عن فروع أسرة أبناء الملك عبد العزيز تولية محمد بن سلمان منصب ولي العهد بموافقة 30 ومعارضة ثلاثة أعضاء. ويبدو أنه جرت مكافأة معظم الفروع القوية في الأسرة بمناصب كبيرة.
وقال المراقب السعودي “لا أحد ممن قالوا نعم خرج من الغرفة خالي الوفاض”.
وعلاوة على احتفاظ فرع نايف بوزارة الداخلية أصبح أمراء من فرعي الملك فيصل والملك فهد مستشارين في الديوان الملكي.
المطلوب من بن سلمان
ويقول محللون إنه للحفاظ على السيطرة، يتعين على الأمير محمد بن سلمان تنفيذ وعوده بالإصلاحات الداخلية التي تهدف إلى التخلي عن الاعتماد على النفط وأيضا ترتيب السياسة الخارجية للمملكة التي تشمل حربا مكلفة في اليمن وتوترات متزايدة مع إيران خصم المملكة اللدود وأخيرا قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر.
وقال غوس “إذا نظر إليه على أنه يؤدي عمله بشكل جيد فسيكون من الصعب بشدة تعبئة الرأي العام ضده”.
ويعتبر البعض أن على بن سلمان أيضا الحفاظ على شعبيته بين الناس وجماعات المصالح الرئيسية. فقد أثار الأمير الشاب بتصريحات سابقة له غضب رجال دين محافظين وزعماء قبائل في الوقت الذي أثار فيه قلق بعض رجال الأعمال.
المصدر: رويترز