من هم اولاد الكلب الحقيقيون

dogmilkمن يدهس كلبا حتى ولو كان سائبا في بلاد الكفار يتعرض للسجن لمدة لاتقل عن سنة كبيسة.

تصوروا سائقا يفقد حريته سنة كاملة لأنه دهس كلبا وتصوروا ايضا ماذا يترتب على ذلك من بلاوي لهذا السائق المسكين.

اما قلتم لكم انهم كفار واولاد كلب.

في عراقنا من يفجر ناسا يتسوقون في سوق الخضار يخرج مثل الشعرة من العجين لان وراءه كتلة متنفذة شيعية كانت او سنية.

ولكن هذه المرة برز” كاوبوي الحمايات” الذين يعانون من جوع السلطة ليمارسوها على اولاد الخايبة.

فبعد ان تعرض عقيد مرور واحد افراد شرطته الى الضرب المبرح من قبل حماية وزير حقوق الانسان بسبب تأخر مرور موكبه الظافر في احد الشوارع العامة تعرض امس عدد من الصحفيين الى الضرب من قبل حماية اخرى داخل المنطقة الخضراء ونقل بعضهم الى المستشفى وهم في حالة حرجة.

لابد ان رئيس الجمهورية سمع بهذا الخبر وسيكون امام خيارين اما ان يحيل هؤلاء الى القضاء او يستقيل ليفتح محلا لبيع الفلافل الحارة.

ونفس القول ينطبق على السيد العبادي رئيس مجلس الوزراء الذي يبدو انه لم يتخذ اي اجراء ضد حماية وزير حقوق الانسان حتى هذه اللحظة وكأن لسان حاله يقول:ارجوكم انا مشغول باحداث الموصل ولا وقت لي للتفكير بما حدث للصحفيين.

* الصحفي سنان السبع من قناة السومرية كسرت يده.

* مصور قناة الغدير احمد الزيدي في حالة حرجة بعد اصابته في الرأس والكلية.

* شهود عيان وإعلاميون اكدوا أن معظم الصحافيين المتواجدين بالمؤتمر الخاص بمناقشة البطاقة الجديدة تعرضوا للضرب أو الإهانات اللفظية بحضور مستشار الأمن الوطني الفياض.

وبدأت المشادات بعد اعتراض أحد الصحافيين على مغادرتهم المؤتمر بعد انتهاء الوقت المخصص لهم، حتى تدخل الشخصيات الحاضرة فيه إلى جلسة غير معلنة، ومن تلك الشخصيات وزير الداخلية محمد الغبان، والمتحدث باسم الداخلية سعد معن، إضافة إلى الفياض، ومع اعتراض الصحافي على طلب الخروج بصوت مرتفع، بدأت عناصر الحماية بعمليات ضرب وسب لكل الصحافيين المتواجدين.

ومن السخرية ان هناك بيانا صادرا عن وزارة الداخلية العراقية يشدد فيه رئيس مجلس الوزراء العراقي، حيدر العبادي على التزام وزارات ومؤسسات الدولة كافة باحترام عمل الصحافيين والمراسلين لأنهم يؤدون واجبا وطنيا ومهنيا، وضرورة محاسبة أي مقصر أو متسبب بالاعتداء عليهم.

ماذا ستفعل ايها العبادي لو ان هذه الحمايات لم تسمع كلامك وضربته عرض الحائط؟ هل ستسكت كما فعلت مع حماية وزير حقوق الانسان ام ستقول ان هؤلاء الصحفيين جزء من القطيع ولايسوى ان نفكر بهم.

اتحاد المراسلين العراقيين قال في بيان: في الوقت الذي نتطلع فيه لاحترام الحريات الصحافية في التعبير والحصول على المعلومة في ظل استهانة واستهزاء سياسي بكل مفاصل الصحافة والصحافيين، تعود اليوم إلى الواجهة من جديد عمليات الاعتداء على السلطة الرابعة والعاملين بها ومن يؤمن بوجوب حريتها، لكن على ما يبدو فإن حمايات الوزراء والشخصيات السياسية تنظر من وجهة أخرى تناسبها هي فقط، واليوم يعودون بالاعتداء على المراسلين والمصورين العراقيين”.

ماذا يعني ان يلجأ البعض الى القوة لأسكات الاخرين؟.

يعني بالتأكيد انهم مرضى وبحاجة الى علاج سريع للتخلص من داء اظهار القوة بحجة او بدونها.

او انهم يشعرون انهم فوق القانون وهو احتمال وارد في ظل الانفلات الامني وعدم وجود قانون رادع.

او انهم يشعرون دائما بان لهم الحق في اظهار قوتهم وتخويف اولاد الملحة لأي سبب كان دون الشعور بادنى مسؤولية تجاه الاخرين.

او انهم يشعرون بالدونية وعلاجها بالنسبة لهم اظهارات مهاراتهم في الملاكمة.

ان هذه الامراض كلها مجتمعة فيهم والا ماهو تبرير ضرب صحفيين دخلوا المنطقة الخضراء بتصريح رسمي ولا يحملون الا اقلامهم وكاميراتهم وليس عبوات مفخخة.

اذا لم يتخذ البرلمان اجراءا سريعا ضد هؤلاء فسيكون برلمانا اعضاؤه مصابين بالخرس ويعلقون لافتة على صدورهم كتب فيها”انا شعلية نارهم تاكل حطبهم،الدولار احسن منهم بكثير،ليش دوخة الراس، كلها باقي ثلاث سنوات ونطلع على التقاعد ونرجع الى بلادنا في المهجر ونستلم من هناك الاعانات الاجتماعية”.

ترى من هو ابن الكلب الحقيقي؟.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.