من قتل الرئيس عبدالناصر؟

الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر وزوجته تحية

الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر وزوجته تحية

سامي النصف

لو كشف مسؤول روسي كبير، وبالتفاصيل، أن بلاده هي التي اغتالت الرئيس الأميركي جون كينيدي أو البريطاني وينستون تشرشل لقامت الدنيا ولم تقعد امام هذا الاعتراف المزلزل، وهذا حال الأمم الحية، في المقابل اعلن الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز قبل أيام ان اسرائيل قامت عام 1970 باغتيال الرئيس عبدالناصر إبان انعقاد القمة العربية بالقاهرة، لرفضه فكرة السلام معها، ولا يوجد على الإطلاق ما يدفع الرئيس شمعون بيريز وهو في هذا العمر (91 عاما) للكذب، كما انه لا يبحث في هذه الحقبة عن طموحات او اطماع في مناصب سياسية، وهو الذي سبق له ان تقلد رئاسة الوزارة عدة مرات، وتسلم حقائب وزارية مهمة كالخارجية والدفاع وقيادة الأركان.. إلخ.

****

وكان موت الرئيس عبدالناصر المفاجئ وهو في قمة نشاطه وفي سن مبكرة (52 عاما) قد أثار كثيرا من اللغط في حينه، وقد ذكر كبير اطباء الكرملين «يفغيني شازوف» وهو الذي اشرف على علاج عبدالناصر، انه لم يكن في حالة خطرة تبرر موته المبكر والمفاجئ، كما اتُّهم أطباؤه الخاصون ـ قبل اعتراف الرئيس بيريزـ بالإهمال الشديد الذي أدى للوفاة كونهم لم يفترضوا ان اعياءه المفاجئ اثناء توديع امير الكويت قد يكون بسبب انخفاض السكر، ومن ثم فإن علاجه يحتاج الى عصير برتقال فقط، كما ان افتراضهم بأنه أصيب بنوبة قلبية كان يحوج لأن ينقلوه بسيارة الاسعاف المجهزة لأقرب وحدة قلب لا ان يتم نقله لمنزله كما حدث في سيارة الرئاسة الخاصة.

****

وقبل بيريز ذكر الاستاذ محمد حسنين هيكل (91 عاما) ضمن برنامج «تجربة حياة» بث في سبتمبر 2010 ان الرئيس السادات أعد قهوة مسمومة لعبدالناصر وهي نظرية تبرر وتشرح وتؤكد أمورا كثيرة، منها ما قاله الرئيس بيريز لولا ثغرتان واضحتان في تلك الرواية: اولاهما عن عدم معقولية قيام نائب الرئيس السادات بعمل قهوة للرئيس بوجود شخصية مثل هيكل الذي يقل عمرا ومكانة ورتبة عن السادات، لذا فإن حدثت تلك الواقعة فأصابع الاتهام توجه لهيكل لا للسادات الذي كان في عز توافقه مع عبدالناصر الذي عينه نائبا للرئيس بينما كان الاستاذ هيكل في عز خلافه الحاد مع عبدالناصر الذي قرر التخلص منه عبر اجباره على قبول منصب وزير الإعلام ليسهل بعد ذلك إخراجه في أول تغيير وزاري.

****

وقد علم الأستاذ هيكل بمقاصد الرئيس عبدالناصر من توزيره لذا رفض المنصب في أغسطس 1970 الشهر الذي سبق وفاة عبدالناصر وأوعز لسكرتيرته الخاصة نوال النحلاوي بإقناع الاديب توفيق الحكيم بكتابة رسالة لعبدالناصر ترفض ذلك التعيين، وقد تم القبض على السكرتيرة الخاصة وأعلن ذلك في الصحف القاهرية مما اعطى دلالة واضحة للجميع على أن عبدالناصر قد رفع الغطاء والحماية عن صديقه هيكل، وقد يكون من المصادفات الغريبة ان الرئيس السادات كذلك بقي آمنا طوال فترة حكمه حتى انقلب على حليفه ضد مراكز القوى الناصرية، ونعني هيكل وأودعه السجن في سبتمبر 1981 ولم يأت شهر اكتوبر 1981 حتى كان السادات ضحية عملية اغتيال مازالت دوافعها وملابساتها تثير كثيرا من التساؤلات.

****

آخر محطة: عمليات وفاة الرؤساء عبدالناصر وبومدين وعرفات سيحسمها بشكل نهائي قيام لجنة من اطباء شرعيين دوليين محايدين بالكشف على جثامينهم، فإما انهم ماتوا موتا طبيعيا ويكذب كل ما عدا ذلك او يثبت موتهم بالسم ومن ثم يجب معرفة الفاعلين حفاظا على التاريخ وعلى.. المصداقية!

* نقلا عن “الأنباء”

www.alanba.com.kw/kottab/sami-alnisf/506980/21-10-2014

This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.