من شان الله اقتلوني ودعوني ارتاح

روزا ياسين حسنrev1

قبل أسبوعين التقيت في داريا بشاب كان الناجي الوحيد من مجزرة، راح ضحيتها 63 شهيداً، في أحد الأقبية الكثيرة هناك، والتي شهدت كل منها مجزرتها الخاصة!
كان يبدو في عالم آخر.. وجهه المشوه بالرصاصة التي نهشت نصفه ينطق بالذاكرة القاتلة..
صرخ:
“يا ريتني متّ معهم.. يا ريتني.. مازال الصوت في رأسي.. من شان الله اقتلوني ودعوني ارتاح.. لا أستطيع النوم. كلما نمت أسمع صوت صراخ أبي أو حشرجات أخوي.. من شان الله.. اسمع صوت إطلاق الرصاص في رأسي أينما التفتّ..”
ذلك الشاب ابتعد عن الموت ملليمترات قليلة، ولكنها جعلته يزحف خارج القبو قبل أن يعود القتلة ليتأكدوا من موت الجميع في القبو برصاصة أخرى في كل رأس..
ميلليمترات قليلة هي المسافة التي تفصل السوريين عن الموت أيضاً، ميلليمترات قليلة أيضاً تفصلهم عن الحرية..

This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.