من رواية ميكرو ميجاس لفولتير

لقد زار الأرض رجل من كوكب الجبار طوله 500000 قدم يتناسب مع حجم الكوكب وهو بطريقه من الفضاء التقط رجل من زحل طوله 9000 قدم وعندما كانا يسيران فوق البحر المتوسط بلل الأول كعبيه بالماء وسال رفيقه الذي من زحل : كم عدد الحواس عندكم ?اجاب 72 وكم سنة تعمرون?قال اننا لانكاد نولد حتى نموت عمرنا قصير لا يتجاوز 15000 سنة.
ثم رفعا لعملاق سفينة من البحر ووضعها على ظفر ابهامه محدثا الكثير من الاضطراب والهياج بين ركاب السفينة واخذ القس في السفينة بارسال التعاويذ والبحارة في دعاء وصلوات بينما الفلاسفة باشروا بتفسير الحادث الذي افسد قانون الجاذبية
وانحنى الرجل الاتي من كوكب الجبار كسحابة قائلا لهم: انتم يا صغار الاذكياء يا ذرات الاذكياء يامن احب الله ان يضع فيكم علمه وقوته لاشك ان سعادتكم على هذه الأرض رائعة بتجردكم عن المادة لذلك ينبغي ان تمضوا حياتكم في السعادة والسرور والفكر والتامل وهي منبع الروح الحقيقية
اجابه احد الفلاسفة عن ظهر السفينة : لدينا الكثير من المادة ونرتكب الكثير من الأذى ويجب ان تعرف ان هناك عشرات الألوف من بني جنسنا يلبسون البرانيط يقتلون عددا مماثلا من مخلوقات مثلهم يلبسون العمائم عدا عن ان جماعة العمائم يذبحون بعضهم وهذه هي حالة سكان الأرض منذ فجر التاريخ
اندهش رجل الجبار وصاح: افكر ان اخطو خطوتين او ثلاث واسحق هؤلاء القتلة المحتالين جميعهم تحت قدميي
فيرد الفيلسوف : لاتزعج نفسك فهم جادون تماما في سحق انفسهم وبعد 100 عام لم يبقى من هؤلاء البائسين جزء من مئة بالإضافة ان العقاب يجب ان لا ينزل بهم بل بالمتوحشين القعدة الكسالى الذين يصدرون الأوامر من قصورهم بقتل ملايين الناس وبعد ذلك يشكرون ربهم على نجاحهم.
من رواية ميكرو ميجاس لفولتير( بتصرف) رشيد شلوف