للمرة الخامسة ارفض ان احضر اعياد الفطر .. في اول ثلاثة سنوات كنت اسافر ليلة العيد خارج المملكة والعودة في اليوم الخامس .. لكن هذه المرّة اخترت ان اعمل في مكتبي بتكليف فرحت به من قبل رئيسي ومكافأة مجزية للغاية (وكنت اضحك مع زميلي الذي سيغمل معي وتقريبا لا يُحب مظاهر العيد واقول له (تبويس العيد مايجيب فلوس!) (هههه) اشارة الى كثرة المصافحة والقبلات الكثيرة والمبالغ فيها.فتخيّل انّك تدخل مجلس كبير وعريض فيه اكثر من خمسين رجلاً تدور عليهم وتسلّم ـ ويوم ان لا تسلّم يأتيك من يعرفك يسلم عليك ويعتب انّك لم تسلم عليه وتبدأه بالتهنئة (مضحك للغاية )
شخصياً اعتبر العيد اكبر تجمّع نفاق اجتماعي بالسعوديّة ، ورغم بعض الذكريات الجميلة في هذا العيد الاّ انّه اصبح لا طعم له ولا جمال وهذا ما يشعر به حتى اشخاص مسلمين في محيطي القريب .، لذلك نسبة من سيسافرون خارج المملكة وتركوا الإجتماع الأسري يوم العيد نسبة كبيرة جداً وبالمستقبل القريب لن تجد اصلاً عيداً بسبب استغلال الناس للإجازة ليسافروا ويهربوا من هذا البلد الكئيب ..سجنهم الكبير.
عائلتي لا زالت محافظة على تقاليد هذا العيد في منزل الجد الكبير ، حيث يقومون بإفتراش الطريق امام المنزل ووضع صحون من المفطحات والكبسات والحلا وعلى امتداد عشرين متر ويأت الجيران ومعهم اطباقهم ويضعهوها في السفرة وكل من يمر في الشارع يتوقف ويلقي التحيّة ويقدم التهاني والتبريكات ويترجّل من سيّارته ليتناول الفطور ثم يكمل طريقة.( طبعا لحم وبالصبح اي معده وكبد تملكون يا مسلمين؟)وعندما ينتهون من الفطور يهجمون على اطباق واصناف من الشوكولاته الفاخرة وآخر النهار تجلس معه ويقول لك (معدتي مدري وش فيها توجعني)
ومن ذكريات العيد بالطفوله ان كان مصدر دخلنا السريع فالجميع يُقدّم لنا العيديّة النقديّة، فما ان ينتهي اليوم الاّ وفي جيوبنا ورقات كثيرة من فئة الريال والخمسة ريالات وعشرة لتصبح بالنهاية مبلغ يفوق 500 ريال وهو مببلع بالنسبة لطفل في الإبتدائية كبير جداً كما لو انه امتلك الالاف.ولا مانع من مصادرة الأم للعيديّة وتعطي ابنها 10 ريال فقط وهو مبسوط بها! ( انها براءة الطفوله)
من طرائف هذا العيد ان شخص كنت تجلس معه قبل نصف ساعة ثم تتقابلان مرة أخرى وتسلمان على بعضكما وكأنكما منذ سنوات لم تشاهدان بعض في مشهد مصطنع جداً جداً.
ومن ذكريات العيد الحرص على شراء المفرقعات او الألعاب الناريّة فلا تسمع الا صوتها يدب في ارجاء الحيّ بأكمله وعلى امتداد اليوم .
الكثير من الذكريات لولا خوفي ان اطيل عليكم لكتبتها كلّها..