(اقصد بالملهى هنا ذلك التراث الفنى الموجود منذ بداية البشرية و ليس “الملهى” بالمفهوم الحالى له الآن)
التغيير سمة الحياة و لكن بالتدريج, إما التغيير المخطط له سمة التطوير للأفضل, أو التغيير المخطط له الى الأسوأ فهو مؤامرة …
مصر أم الدنيا, عندما يذكر اسم مصر يذكر الأدب, الفن, السينما, الفنانيين , الملاهى, حفلات الغناء و السياحية, الأهرامات, الجامعات, المطابع, المكتبات, واخيراً سيادة الرئيس …
مصر منذ كانت اسمها “ارض طيبه” الاسم القديم لها, و”مصر” هو الاسم العربى لها بعد ان خلصها العرب من الحكم الرومانى القاسى المستعبد. فالفن و الأدب و الآثار هى سمات مصر ام الدنيا و كما يحلو ان يسميها العرب “الشقيقة الكبرى”, كناية عنها كأرض العطاء.
قبل خمسون سنة تغيرت معالم مصر كلياً و مع سيطرة ثقافة جديدة, نُقلت مصر من الفن والأدب الى اللا فن و انحدار الأدب.
فى مصر اليوم ظاهرتين, الأولى انخفاض المستوى الفنى و الأدبى و احتلال فن التفاهة السوقى, فن الجمهور عاوز كده فظهرت الأغانى السريعة التى ليس لها طعم او لون او رائحة و ظهر جيل فنى ضعيف لضعف الإقتصاد, فالتدهور الإقتصادى الذى ادنى بالفن و الأدب ليصبح سلعة مطروحة فى السوق كأى ساعة تجارية, مثل الخضار أو الأطعمة المجمدة أو الفاسدة التى إبتُلّى بها الشعب المصرى. نلاحظ ذلك فى فترة الرئيس جمال عبد الناصر و من خلال المفهوم الإشتراكى الشكلى ظهرت ظاهرة الغلاء و افتقار المواد الغذائية, ودخل المجتمع فى دوامة المعدة و التفكير فى توفير احتياجات المعدة و فساد الجهاز الإدارى و المدرسى و انحدار المدارس العامة, وأصبحت ظاهرة الدروس الخصوصية الصفة الغالبة كنمط تعليمى. إذن اقتصاد منهك و آداب ضحلة و فن هابط و حروب كانت نتيجتها كلها خسارة و الفوز الوحيد كان فى وسائل الإعلام, ففى تلك الفترة ظهرت الأجنده, حركات التيارات الرجعية العربية و السلفية التابعة و تغيرت مصر فبدلاً من الصالونات الفكرية و الأدبية و الجمعيات النسائية, ظهرت تيارات تتكلم عن السفور و عدم السفور ثم تدرج هذا الحديث و ظهر الحجاب بشكله الحالى و بدأ صراع اعمق و هو النقاب و إذا أستمر الوضع بهذا التدرج سوف يظهر تيار يطالب المرأة حتى بعدم الكلام إلا فى اوقات الصلاة و إقامة الحجر عليها فى بيت الزوجية, المعتقلات الأُسرية.
اليوم بعد وصول التيار الدينى السياسى المسمى حركة “الوجوه الجافة” و التشبه بإنسان اليانتردال أو جاوه, نجد مطار القاهرة الدولى قد عج بالفنانين و الفنانات و الأدباء و الكتاب و المخرجين و رواد المسرح والسينما يشترون تذاكر ذهاب بدون إياب. و السؤال أين سيذهب عرب السواحل الشرقية العربية و هل يتجرأ الأجانب القدوم لزيارة الآثار الحضارية علماً بأن الآثار تحولت لبشر يسير فى الطرقات ! لقد تَقلّبت الصور القديمة لكثير من رجال الدين المصريين القدماء و لم اجد إلا نادراً نسائهم يرتدون الحجاب و حتى فى الريف!
هذا التحول سيقود البلاد للآتى:
· إعدام الفن و الشعراء.
· إغلاق وسائل الترفيه الغير بريئة و البريئة.
· تعطيل السينما و المسرح والفنون الجميلة كلياً.
· اختفاء الغناء و المغنيين.
· ضمور حركة الصناعة الفنية و الانتقال الى الخارج و هذا بدوره سوف يضر بالاقتصاد المصرى بشكل خطير جداً لكونه رافد اقتصاد جيد.
· غلق مَحلات الملابس (الموضة)
· إغلاق نوادى مصر المشهورة و منع السباحة.
· إغلاق صالونات الحلاقة الحريمى لكونها (مواقع الرذيلة).
· اختفاء الأغنية المصرية و الفلكلور المصرى.
· إغلاق المكتبات التى تبيع كتب غير دينية.
· منع الاختلاط فى الجامعات و المدارس العامة.
· تلغى الحياة الليلية.
· منع السفر بدون محرم.
· سوف يمنع كل انواع الرياضات النسائية على مراحل.
· يمنع المعلمون الرجال من التدريس للنساء و كذلك الأطباء.
· الحجر على الكنائس فى المستقبل و الطلب من المسيحيين ترك ديانتهم للدخول فى الدين الإسلامى للتهيئة لعملية دولة قبطية للأقباط.
· يمنع زيارة الآثار لكونها ضمن مفهوم الأصنام و زيارة القبور.
· يجلد كل من يفطر فى رمضان.
· منع التجول فى اوقات الصلاة.
· الصلاة فى المداس و الجامعات و المعاهد والشركات و المؤسسات و الوزارات الحكومية يصبح قانونياً.
إنها والله الكنيسة فى العصور الوسطى!!
هذا التيار الجديد الذى وصل للحكم دق اخطر مسمار فى نعش مصر أم الدنيا!
الشعب المصرى من الشعوب التى تعشق وطنها و ارضها كثيراً و السر كلهم مصريين و أرضهم ثقافتها مائية.