محمد البدري
عندما تمتلئ( المقاهي) بالشباب وتشكو المكتبات من نقص الزبائن فلا تعجب لأنك في دولة عربية. وعندما تستضاف راقصة لتتحدث عن قضية الفلسطينيين فابتسم فأنت في دولة عربية. وعندما تدرس الابتدائي6 سنوات, والإعدادي3 سنوات ومثلها المرحلة الثانوية وأربع أو خمس سنوات في الجامعة. لتتخرج إلي الحياة ولا تجد عملا.. ولا تجيد اللغة ولا الحديث ولا الكتابة فلا تيأس ويكفي أنك في دولة عربية. وعندما يكون هناك ستة ملايين عامل أجنبي لا يتكلم العربية وثلاثة ملايين عاطل عربي يقول ان لسانه عربي مبين فأنت في دولة عربية. وعندما تذهب إلي تلك المنطقة في بلدك فلا تجد منهم من يتحدث العربية وتظن أنك تعديت الحدود حتي وصلت إلي دولة اجنبية فلا تعجب إذا اكتشفت أنك في أسواق دولة عربية من دول الخليج حيث كل البائعين أجانب. وعندما تقود(سيارتك الأمريكية) وتأكل( الهمبورجر الأمريكاني) وتشرب المياه الغازية الأمريكية ثم تطالب بمقاطعة المنتجات الأمريكية وتتظاهر ضد سياسة امريكا فلا بد أن تفخر لأنك في دولة عربية. و عندما لا تحصل علي الترقية في عملك إلا( بواسطة) ولا تحقق تقديرا في الجامعة إلا( بواسطة) ولا تجد الوظيفة إلا( بواسطة) ولا تنتقل إلا( بواسطة) ولا تحصل علي حقوقك إلا بواسطة.فلست في حاجة إلي استخراج بطاقة تثبت هويتك فإنك بالتأكيد في دولة عربية. وعندما يصل سعر زجاجة الماء لتر ونصف إلي ثلاثة جنيهات في دولة يخترقها من الجنوب إلي الشمال أشهر أنهار العالم بينما سعر أنبوبة البوتاجاز سعة80 لترا جنيهان ونصف جنيه, فأنت من المؤكد في دولة عربية. وعندما تنتهي المعركة الرئاسية في دولة بين مرشحين ينجح أحدهما فيصبح رئيسا ويخفق الآخر فيصبح متهما ومطلوبا ضبطه وإحضاره, فلا تعجب فهذه ديمقراطية البلاد العربية. وعندما يحارب رئيس دولة شعبه منذ15 شهرا ويرسل طائراته لتقصف المدن وتلقي عليها قنابلها ويصبح رجاء الوسطاء وقف القتال في أجازة عيد الأضحي, فلا تبتسم ولا تفخر بل اذرف الدموع واشعر بالخجل لأنك شريك في الجريمة بالهوية العربية التي تحملها!
بداية تحياتي لك ياعزيزي محمد البدري وتعليقي ؟
لعنة ألله على من كان السببا
وعلى الذي غزا بلداننا وبإسم ألله حاربا
وسيبقى هذا حال أوطاننا ومرحبا
مادام الجهل المقدس ميراثهم والبطل من قتل وإستقحبا