منظمة التحرير وبيع السوريين واللاجئين

د.ابراهيم حماميsyegirlorphants

يبدو أن “البزنس” أولوية قصوى لدى المجموعة المتحكمة بمنظمة التحرير الفلسطينية حتى وإن كان الثمن المتاجرة وبيع اللاجئين الفلسطينيين…

حتى وإن كان الثمن الدوس على دماء شعب ثار بالملايين ضد نظام مجرم!

تاريخياً كانت العلاقة بين النظام السوري ونظام منظمة التحرير الفلسطينية متوترة ومتفجرة ومتأزمة، لكن الحال تغير بعد بداية الثورة السورية ربيع العام 2011…

بقدرة قادر وبدون مقدمات بدأت الزيارات والوفود تتقاطر على دمشق من محمود عبّاس إلى زكريا الآغا إلى أحمد المجدلاني وليس انتهاءً بعبّاس زكي…

وفي كل مرة كانت منظمة التحرير تتبنى الخطاب الرسمي السوري بكليّته وتروّج له مقابل الحصول على بعض العقارات لحركة فتح أو المباني هنا وهناك أو ممتلكات أخرى دون تقديم اي شيء على الاطلاق لتخفيف الوضع المأساوي للاجئين الفلسطينيين في سوريا، خاصة في مخيم اليرموك…

هذا الأسبوع تطور الأمر لأكثر من سياسة الترويج والبيع…

لقد تحولت منظمة التحرير وسلطة رام الله لممارسة “التشبيح” الرسمي لصالح سفاح دمشق…

زكريا الآغا وتحت مسمى وفد اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية التقى وزير داخلية النظام في دمشق، ليخرج ويصرّح بكلام يشيب له رأس الصغير!!-

أصدر الآغا ومنظمته وحركته صك براءة للنظام المجرم عن كل جرائمه بحق مخيم اليرموك، وبرأه تماماً من كل أفعاله، بل وأشاد بموقفه ودوره في التسهيل على اللاجئين الفلسطينيين…

نعم هكذا وبلا مبالغات أو رتوش، وهذا نص ما قاله طبقاً لما وزعته دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير (نصاً):

“إن المجموعات المسلحة تزيد من معاناة الفلسطينيين جراء رفضها جميع المبادرات التي تقضي بانسحاب المسلحين من المخيم وعودة أهله بأمن وسلام مبينا أن سورية أكدت منذ بداية الأزمة على ضرورة تحييد المخيمات وعدم زج الفلسطينيين بالأحداث الجارية في سورية لكي تبقى بوصلتهم الحقيقية وتوجههم الرئيسي نحو قضيتهم الفلسطينية واستعادة حقوقهم المغتصبة وفي مقدمتها حقهم في العودة إلى ديارهم.

“سورية قدمت كل التسهيلات وما تستطيعه لتخفيف معاناة اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات السورية واتخذت كل الاجراءات التي من شأنها إيصال المساعدات إليهم في أماكن وجودهم مؤكدا أن حماية اللاجئين الفلسطينيين ومخيماتهم تتجسد في انسحاب المسلحين وسلاحهم من هذه المخيمات وعودة أهلها إليها بحماية ورعاية الحكومة السورية”.

علماً بأن جميع الوفود التي بعثها عبّاس وحركته ومنظمته لم تلتق مع أي أحد من داخل المخيم ولم تطلع على ما يجري ولم تقدم أي شيء على الاطلاق سوى ممارسة التجارة والبزنس مع كل زيارة…

ألهذا الحد وصل الأمر بهؤلاء؟

ألهذه الدرجة باتت المتاجرة بقضايانا علنية؟

ناهيك عن إدارة الظهر لملايين الشعب السوري التي ثارت ضد النظام المجرم!

الآن فقط أحبت فتح ومنظمة التحرير النظام السوري؟

الآن فقط أصبحوا أحب الأحباب؟

الآن وقد سالت دماء الشعب السوري ومعه أبناء الشعب الفلسطيني في سوريا أنهارا طلباً للحرية؟

للتذكير فقط ولمن يتحدث باسم اللاجئين فقد أصدرت السلطات اللبنانية في نفس يوم زيارة الآغا لداخلية النظام المجرم في الشام قراراً بمنع دخول اي فلسطيني من سوريا من أراضيها مهما كان وضعه القانوني ومن أي مكان في العالم…-

هل سمعت فتح والمنظمة بذلك؟

هل تحركت أو فعلت اي شيء؟

هل يعنيهم الأمر؟

أم أن غياب العقارات والبزنس والدماء سبباً كافياً لل”تطنيش”؟

لا نقول إلا: ليس للسقوط قاع….

وهؤلاء باتوا للسقوط عنوان!

لا نامت أعين الجبناء

This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.