قرأتُ
(( قال الشيخ ربيع حفظه الله: “وإذا أراد المنحلون وأعداء الإسلام أن يعرفوا شيئاً عن منزلة المرأة في الإسلام فليمدوا أبصارهم إلى تشييع جنازتها والصلاة عليها ولعل ما يدهش الكفار والمنافقين أن يروا مئات الآلاف في المسجدين الشريفين تنتظم صفوفهم للصلاة على جنازة امرأة مؤمنة أو طفلتها . فهذه مزايا أعطاها الإسلام للمرأة المؤمنة يستحيل مثلها في أي ديانة محرفة أو مخترعة أو قوانين مزيفة مهما بالغت في تكريم المرأة كما تزعم ، بل الحضارة المعاصرة التي يقودها اليهود والنصارى قد مسخت المرأة مسخاً شنيعاً فجعلتها سلعة رخيصة وملعبه للرجال في ميادين العمل والأسواق ومعارض الأزياء والصحف والمجلات، فكم ترى في هذه الصحف من الصور النسائية الخليعة الفاضحة للنساء ليتلهى بهن الفجار ويستمتعوا بهذه المناظر الفاضحة المخزية ولعل الإحصائيات قد عجزت عن تسجيل حوادث الحمل والأولاد غير الشرعيين . كل هذا نتيجة للقوانين التي تدعي أنها أنصفت المرأة وأعطتها حقوقها ومنها الحرية والمساواة .” كتاب :(الحقوق والواجبات على الرجال والنساء في الإسلام))
استوقفتني هذه العبارة التي لخّصت رؤية هؤلاء الشيوخ والهدف من تلك الرؤية التي ركزت على حياة المرأة بعد موتها , وكيف يتم تشييعها والصلاة عليها ,فيا لها من منزلة وعطاءٍ سخي تمتعت به في موتها , نسوا حياتها وأرغموها وخدعوها بتلك الوعود الوهمية وجعلوها تنتظر موتها بفارغ الصبر لتخسر حياتها وتكون لهم لعبة صامتة بلا حياة ,فالتفتوا إلى موتها والصلاة على جنازتها , فهنيئاً لكِ الموت أيتها المؤمنة ,وتمتعي بموتكِ وعيشي الحياة في انتظار الممات فقط , تنتظرين هذه اللحظة الفارقة من حياتكِ التي ستفتح لكِ دروب الأمل والرجاء , انتظري الموت بفارغ الصبر ليتم تكريمكِ من قبل مئات الآلاف من المسجدين تنتظم صفوفهم للصلاة على جنازتكِ !, فكيف لا تستحقين مثل هذا التكريم بعد أن دفعتِ حياتكِ ثمناً لهذه اللحظات ؟
*********
كذلك هناك موقع إسلامي متخصص بفتاوى الشيوخ والدعاة قد لخص درسا للشيخ محمد ألعريفي يقول فيه في معرض رده على سؤال طرح عليه حول رأيه في النساء اللواتي يطالبن بحقوقهنّ حيث رد قائلا (( ان الإسلام كرم المرأة كما لم يكرمها أي دين آخر ومنحها أهم حق تطلبه وهو حقها في النكاح !,لذلك شرّع الله للرجل أربعة زوجات وهو ما يضمن به ان لا تبقى امرأة مسلمة واحدة بدون نكاح , وليس للمرأة بعد أي حاجة لأي حق آخر من تلك الحقوق الغربية والغريبة التي تريد بعض الفئات الضالة إدخالها علينا )) ,وهذه الفتوى امتدادا لفتوى جهاد النكاح المثيرة للجدل .
ليس للمرأة بعد أي حاجة لأي حق من تلك الحقوق الغربية !!, فالنكاح وفقط النكاح ما يجب أن تهتم به ,معتبرين حالها كحال أي حيوان لا يهتم بأمور دنياه شيء سوى أن ينُكح .
اسأل شيوخنا الذين لا زالوا يعيشون في القرون الوسطى والأزمان الغابرة عن السبب في كثرة حالات الزنا والخيانات في مجتمعاتنا الإسلامية طالما إن الحلول متواجدة به ؟
وما بال حلولكم التي لم تجدي شيء بعد ان فاحت الروائح النتنة لجرائم الزنا ليصل إلى زنا المحارم علاوة على حالات الاغتصاب التي يتسترون عليها وهي في تزايد مستمر وكذلك التستر على الأعداد الحقيقية من الأبناء الغير شرعيين ؟
الم تسألوا أنفسكم عن السبب في انعدام الجدوى من حلولكم التي حصرتموها في تعدد الزوجات وتحججتم في أن الحلول تكمن بها وهي الحل الوحيد لمرض الهوس الجنسي الذي يعاني منه جيل الشباب اليوم.!!, وهل هناك حلا اسمه وحيدا وغير قابل لأي تغيير بعد ان حلً العالم اكبر المعضلات ؟ فأي عالم اجتماع وأي عالم نفس هذا الذي اعتمد عليهما في تبرير هوسه وهوس بقية الرجال ؟
كما ان حث المجاهدين والعزاب بالزواج من أرامل الشهداء هو حل لمشكلة بمشكلة أدهى من سابقتها لأنها ستكون على حساب الزوجة الأولى , معتبرين هنا الزوجة الأولى لا شيء , اكسبا ير منتهية الصلاحية , فأين حقها بزوجها وأين سيكون الحساب لمشاعرها كونها إنسان ويحق له ما يحق لزوجها ؟ كونها قضت حياتها وشبابها في خدمة الزوج والأبناء .
صار الحديث عن تعدد الزوجات كثيرا من ناحية سلبياته بعد أن أثبتت التجارب بافتقاده لأي ايجابيات تُذكر, هو ضرورة من ضروريات نزوات الرجل وفساده فقط .
وباليتامى والعوانس يتحججون ولا ادري كيف لنسبة اليتامى ان تكون ثابتة بجميع المجتمعات وجميع الأزمنة ؟وكيف لنسبة الإناث ان تكون أكثر بجميع البلدان ؟ فالحل الأمثل هنا يستوجب الذهاب إلى جذر المشكلة ولا يكون علاجها بمشكلة اعقد من الأولى , بمعنى على هذه المجتمعات الغارقة بمشاكلها ان تفكر بالسبب لهذه الخسائر التي تتكبدها من جراء الحروب والدمار وسقوط العديد من الرجال في المعارك , هذا لو كانت الحجة من ناحية الأرامل واليتامى, أما الناحية الأخرى فعلى هذه المجتمعات التي توقفت عن التفكير إيجاد السبيل إلى خروج المرأة للعمل حالها حال الرجل وتوفير الحضانات اللائقة لتربية الأطفال لتتحرر من كافة القيود التي كُبلت بها عن قصد , وأيضا نحن في زمن ليس كما كان قبل قرون يعتمد على الغزوات والحروب .
المشكلة تكمن في عدم المساواة لا في الحقوق ولا في الواجبات والأمور انعكست جميعها وتاهت ضمن مفاهيم قديمة , فلو كان تعدد الزوجات حالة اقتضاها ذلك الظرف في زمن معين فهي اليوم ستكون بمثابة تسكين للألم بمضاد يزيد من خطورة ذلك المرض ويجعله ينتشر أسرع من السابق .