روسيا لن تتراجع قيد انملة عن تبنيها الكامل ودعمها الاعمى لنظام القتل في سوريا، ان انتقاد ميخائيل بوغدانوف تلميحات بشار الاسد الى انه يريد الترشّح للرئاسة في السنة المقبلة، ليس اكثر من قشرة موز او كلام خادع، يلقى امام المعارضة لإقناعها بالذهاب الى مؤتمر جنيف للاستسلام!
موسكو تخطط لجعل المؤتمر منطلقاً لإعلان الحرب الشاملة على “الارهابيين”، فيما اعتبرت المعارضة السورية منذ اليوم الاول ارهابية، وانحازت الى النظام وتولت تغطية جرائمه سياسياً وعسكرياً، وهو ما ادى في النهاية الى ظهور “النصرة” و”داعش” واخواتهما !
ما قاله بوغدانوف كان واضحاً ، فهو عملياً ليس ضد تلميحات الاسد بالترشح، بل ضد التوقيت التي ظهرت فيه هذه التلميحات فقد قال بالحرف: “عشية المفاوضات نعتبر انه من الافضل عدم الادلاء بتصريحات من شأنها ان تثير استياء اي كان وتثير غضباً او ردوداً”.
اذا كان من المفهوم ان يسارع النظام الى الرد بأنه لا يمكن احداً ان يمنع الاسد من الترشح، فليس من المفهوم اطلاقاً ان تقوم السفارة الروسية في دمشق بالنفي بأسلوب موارب، حيث قالت ان موقف روسيا من مسألة حل الازمة السورية لم يطرأ عليه اي تغيير، وموسكو تبقى على اقتناع بأن مستقبل سوريا ومن يرأسها مسألة يجب ان يحلّها السوريون”.
كلام بوغدانوف لم ينطل على احد، فموسكو تريد تحويل مؤتمر جنيف مناسبة لاقامة كماشة من النظام والمعارضة المعتدلة، للإطباق على الارهابيين والتكفيريين الذين ولدوا من رحم سياسات موسكو والاسد، وكل ما عدا ذلك تفصيل، فقتل اكثر من 150 الفاً تفصيل، وتشريد اربعة ملايين سوري تفصيل، وتدمير سوريا بالسلاح الروسي تفصيل، الامر الوحيد المهم هو كيفية تطويق وحش الارهاب، الذي ولد من بطش النظام ومن فظاظة انحياز الروس الى القتل ووحشية تعامي الاميركيين عن القتل!
الدليل الجديد الذي يثبت استمرار هذه السياسات الاجرامية، صدور تقرير جديد من الامم المتحدة امس يؤكد تورط النظام السوري في جريمة الكيميائي في الغوطتين عبر استعماله مادة الهكسامين القاتلة، في حين يستمر الروس في المجادلة لتبرئة النظام من هذه الجريمة!
أكثر من هذا تتمادى روسيا في احتضان النظام والدفاع عنه الى درجة انها عرقلت امس بالتحديد، صدور بيان عن مجلس الامن قدمته اميركا، وهو يدين ارتفاع حدة الهجمات بالصواريخ والبراميل المتفجرة على المدنيين والاطفال في حلب، لكن موسكو لوحت بالفيتو مرة جديدة حماية للقتلة، في حين لم تجد اميركا غير التعبير عن خيبة الامل، وهذا اقصى ما تستطيعه ادارة اوباما، التي تمرغ صورة اميركا وحقوق الانسان في وحول سوريا الدامية!
نقلاً عن صحيفة “النهار اللبنانية”.