فى برنامج «الصدمة» المذاع على قناة إم بى سى مصر شاهدت حلقة عن الطائفية فى بعض الدول العربية وهى العراق ولبنان ومصر كنماذج لحال العرب مع هذه اللعنة التى تحيط بنا جميعا الآن أكثر من وقت آخر ،وفكرة الحلقة أن يقوم ممثلان بدور بائع ومشتر فى محل ما ويرفض البائع (الممثل الأول) بيع السلعة للمشترى (الممثل الثاني) بحجة أنه مخالف له فى الدين – كما حدث فى مصر – أو المذهب كما جرى فى العراق ولبنان وتقوم الكاميرات الخفية بتسجيل رد فعل الناس العاديين تجاه هذا المشهد الطائفي؟!.
وقد لاحظت أنه رغم رفض الناس بشكل عام لسلوك البائع فى الدول الثلاث فإنه كانت أقل ردود الأفعال فى العراق حيث علق البعض على استحياء بأنه لا يجوز معاملة الناس على أساس طائفى، واتهم آخر الصهاينة والأمريكان بالتسبب فى هذه الفرقة، بينما فى لبنان كان الرفض أيضا للبعض لكن معظمه كان صمتا، وشخص واحد رفض الشراء متضامنا مع المشترى المطرود، أما فى مصر فكانت ردود الأفعال أقوى والاشتباك مع البائع لفظيا لإثنائه عن هذا السلوك حتى أن منتقبة قالت للبائع إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصانا على الأقباط، كما هددته أخرى بتصوير ذلك ورفعه على الفيس بوك واليوتيوب لفضحه بينما قال آخر أنت تأتى فعلا لم يعرفه المصريون من قبل؟! وحدث ذلك أيضا عندما تبادل الممثلان أدوارهما أى أصبح البائع قبطيا والمشترى مسلما.
.. المثير والذى بينه هذا البرنامج أنه دائما ما تكون ردود أفعال النساء أكثر جرأة وشجاعة من الرجال وأن الناس -فى عمومها- بفطرتها ترفض الطائفية وأيضا ترفض الظلم والقهر.
*نقلاً عن صحيفة “الأهرام”