مليون و250 ألف ضرب 50000

iraqbigestthiefلاحاجة لمعرفة حاصل ضرب هذين الرقمين فانهما يسببان،عدا الغثيان،الاصابة بمرض الاسلاموفوبيا واذا نجح المصاب في التخلص منه فانه معرض للاصابة بالضغطفوبيا والسكريفوبيا اضافة الى الطرشفوبيا والتفكير بالانتحارفوبيا.
والغريب كما اكد احد الاختصاصيين في العلاج الطبيعي ان جميع هذه الامراض تصيب الناس بغض النظر عن معتقداتهم السياسية فهي تصيب الشيوعي بنفس النسبة التي يصاب بها البعثي ولافرق بين المصاب لابس العمامة البيضاء او السوداء.
ولكن قيل ان هناك استثناءات قليلة جدا واحيانا نادرة في اصابة اصحاب الكروش الذين يحملون نجوما براقة على اكتافهم اضافة الى اصحاب المسؤوليات في المنطقة الخضراء ذات المسوؤلية المحدودة.
لايذهب بكم الخيال بعيدا وتتهموا كاتب السطور بالثرثرة الفارغة او انه من جماعة ” اللي ماعنده شغل….”.
ظلت الحكومات العراقية المتعاقبة وعلى مر السنوات ترصد الاموال الطائلة لمجابهة امريكا في مجال بحوث الفضاء،لكنها لم تستطع ان تحقق نجاحا يذكر الا في هذه السنة بعد ان صرفت مليارات الدولارات التي لاتحصى ولاتعد.
يوم امس كشفت حكومتنا الموقرة عن وجود 50 الف فضائي في الجيش العراقي،وفي ليلة امس بالذات كانت ملاهي الكرادة والمنصور تعج بالمبتهجين بهذه المناسبة وقيل ان مسؤولي البيئة قد قدموا للمحتفلين بيرة شعير بدون كحول مع شمبانيا ذبح اسلامي.
هؤلاء الفضائيون لم يكونوا جبناء ابدا حين تركوا الجيش خلال احلك الاوقات ولم يكونوا من هؤلاء الذين يشتريهم البعض بالدولار وانما كانوا انبل من النبل نفسه بعد ان وجدوا ان وجودهم كجنود في هذا الجيش هو مسخرة المساخر.
لماذا؟.
لأن تسلسل اللصوصية في هذا الجيش يبدأمن رتبة ملازم ثم يصعد الدرج الى اعلى طابق. وانشأت فرق للتعامل مع الفضائيين حسب موقع الضابط الكبير وقربه من السلطة.
الضابط الصغير يبيع الاجازات بنصف ورقة واذا طالت فانه يبيعها بورقة كاملة. الضابط الاعلى يبيع كرسيه بالمزاد والشاري يحتل مكانه في الكرسي ليمارس صلاحية الرقابة على ” الميرة” .
ولكن الضابط الكبير والكبير جدا لايقبل بهذه السفاسف البسيطة وهو بهذه الرتبة العالية بل يسعى الى التفرد،فزوجته تريد ان تتبضع او تزور صديقاتها او …او وليس هناك غير الجندي الذي تحت امرة زوجها من يلبي طلباتها.
تخيلوا كم عدد ضباطنا الذين يحملون التيجان والاسياف المتقاطعة على اكتافهم؟. هذا هو احد الاسباب التي ضيعنا بها المرصل ففي الوقت الذي كان داعش يزحف نحو جسرها الذي يربط الرصافتين كان جنودنا يغسلون الصحون لزوجة القائد الهمام.
هذه هي بلوة ال 50 الف جندي فضائي.
اما بلوة المليون و250 الف متر مكعب من المياه الثقيلة والخفيفة فامرها عجب.
فهذه الكمية تتسرب الى دجلة كما تتسرب حية ابن دخيل الى الاطفال والشيوخ.
بلوة دجلة انه فقد مياهه العذبة ومراكبه السياحية واصبح سلط ملط وهو يرى معدته وقد فاضت بمياه المجاري.
لايستطيع الوقوف بوجه السيد قتيبة الجبوري وزير البيئة الذي دافع عن نفسه بالقاء اللوم على امانة العاصمة التي لم ترفع يدها احتجاجا رغم رسائل التحذير والانذار التي وجهت اليها.
وما بين الاثنين تنحني هامة دجلة ولم يعد الجواهري يغرد: يادجلة الخير يا أم البساتين.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.