تناول العميد هشام ( بختيار) جسماً مفلطحاً وأخذ يضربني بشدة ولؤم على ركبتي ويكيل السباب والشتائم بلغة فاحشة مليئة بالرذيلة: يا كلب، يا حيوان، أنت حشرة، سأمعسك بقدمي.. يا ابن (الشرموطة) سأفعل وأترك بأخواتك وأمك. ويعيد الضرب.. وأنا أكرر الإجابة ذاتها. كان اللواء علي دوبا يلكمني ويركلني بقدميه (نزكي لكم : ما لا تعرفونــــه عن آل الاســـد 11العمـــاد علي دوبــــا) .. وقال: والله يا كلب، يا ابن الشرموطة إذا ما اعترفت لأحضر زوجتك، ها الشرموطة وأعريها هون وأفعل فيها.. أصبت بدوار شديد وشعرت برغبة شديدة في تقيؤ كل محتوياتي في وجه هذا الوحش. غبت عن الوعي مرة أخرى.. وصحوت لأجد نفسي ممدداً على الأرض.. وقد ربطوا بأصابع يدي ورجلي سلكين كهربائين.. وبدأ التيار يسري في جسدي وأنا ممدد على أرض مبللة بالماء.. العميد بختيار يقف عند رأسي واللواء علي دوبا يجلس علي كرسي. للحظات قليلة استطعت مشاهدته من خلال فرجة تحت عصبة العينين السوداء لأني كنت في وضعية استلقاء كاملة. كان يرتدي بنطالاً سكرياً حريرياً.. يضع رجلاً على رجل وفي فمه سيكار ضخم.. ويحمل في يده كأساً من الويسكي. هذا ما شاهدته حقاً وأنا أرتعد من سريان التيار الكهربائي في جسدي والألم يمزق كل خلية في جسمي وبشكل خاص دماغي. كانوا يقفون للحظات يعيدون السؤال.. ثم يسكبون الماء على جسدي، ويعودون لتمرير التيار الكهربائي.
مقتطفات من شهادة نشرت بعدة لغات للمرحوم الصحفي رضا حداد الذي أصيب بسرطان الدم. هذا المرض الذي أودى به بعد ثمانية أشهر من خروجه من السجن الذي قضي فيه خمسة عشر عاماً بين 1980 و1995 بتهمة مناهضة الثورة.
منقول