من بين “ثلاث” أنظمة عربية “مهزوم” و”مأزومين”. ترجح مراكز الرصد الأميركية كفة نظام المالكي بإعلان سلام شامل مع إسرائيل والإعتراف بها “دولة” والتعاون معها على كافة الأصعدة من دون العودة إلى المنظومتين “العربية” و”الإسلامية” التي ينتمي لها “العراق”.
شرط بقاء المالكي في السلطة وتوريث منصب رئاسة الحكومة لأحفاد أحفاده. وترجح المراكز أن الزيارة الخاطفة لرئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” إلى عمان ولقاءه “العاهل الأُردني” الذي دعاه على عجل لغرض مناقشة عدة قضايا، أهمها: عرض المالكي المودع في عهدة ملك الأُردن بانتظار موافقة إسرائيل عليه الخاص بعقد إتفاق سلام شامل وكامل مع إسرائيل من دون أية شروط وتوطين فلسطينيي الشتات في “الأنبار” أو “كركوك” وتجنيسهم، أي إخراجهم من محيط إسرائيل والأُردن وتخفيف العبء عليهما.
لغرض التغطية على نية المالكي تجنيس “مليوني” إيراني، وتغيير تركيبة وهوية العراق السكانية والديمُغرافية. كما ناقش نتنياهو وملك الأُردن كيفية إحتواء أو إبطال مفعول العمليات الجهادية التي ستنفذها حركتي “الجهاد الإسلامي” و”حماس” الفلسطينيتين ضد إسرائيل قريباً إنطلاقاً من قطاع “غزة” بعد إستئناف العلاقات بين منظمة حماس وإيران وإنهاء القطيعة بينهما على خلفية موقفهما من سورية. كما ناقش- نتنياهو والملك عبدالله- مسألة توحيد الجهود الأُردنية المصرية إثر إكتشاف أنفاق في الأراضي الأُردنية تمتد حتى فلسطين شبيهة بأنفاق غزة- مصر.
ونوهت مراكز الرصد في تقديرها لهذه التطورات بأنها ستحرج إدارة أوباما مع إسرائيل لأن العراق- جغرافية وحكومة- يعتبر ملكية أميركية لاتتحرك إلا وفق منهاج مبرمج يقدم سلفاً لواشنطن “أجندة” وهي توافق على بعض مضامينها وترفض التي تضر بمصالحها.
وبما أن المالكي في وضعٍ حرج على كافة المستويات- الداخلية والخارجية- لايسمح له بعقد مثل هكذا مواثيق واتفاقات مع بلد يعتبر العدو الأول للعرب والمسلمين من بعد “إيران” وأحياناً تتقدم هذه على تلك في سلم العداء، فإنه لن ينتج سوى نظام أشد وحشية وانهزامية وأكثر إعاقة.
نظام لن يختلف عن نظام “نيجيريا” الغنية أرضاً ونظاماً والفقيرة شعباً. يعني النظام في واد والشعب في وادٍ آخر. وقد ينتج لدينا هنا نظام شبيه للغاية بنظام “حسني مبارك” يستقوي بالسلام مع إسرائيل على شعبه المسحوق. وسيتم الإطاحة به عاجلاً أم آجلاً. وتوصي نشرة مراكز الرصد هذه “إسرائيل” بتوخي الحذر من فخ المالكي، وعدم إغتنام الفرصة مالم يكن هناك نظام متعافي يقود العراق.