1
عشقتك مع انطلاقة الفجر
تهت في صبابة الحب
رسمت طريقي بالنار
أنشأت من صراخ الأطفال حواجزا
تفجر الخبر
فما عاد للمبتدأ ضرورة
بحثت عن معاني التجلي
بحثت طويلا عن ذاتي
غرقت بوجوه المحتلين
وفقدت أسباب الانتحار
عدت…
عدت لأجل عينيك
نهر يزغرد في دمي
طفل ينشئ المتاريس
يشعل الإطارات
يفجر الغضب الدفين
يصرع الماضي
يبني جسورا للغد
لأجل عينيك
عدت من رحم المأساة
صنعت لغة من الحجارة
بثثتها مع الأثير
حملتها عشقي
حملتها غضبي المتنامي
موجة وراء موجة..
بحرا وراء بحر…
طوفانا وراء طوفان..
2
هل يعرف بعض الثوار
أن جديلة حسناء
أقوى من هراوة محتل؟
3
هل يعرف بعض الثوار
ان حجارة طفل
اقوى من خطبة ثورية؟
4
هل يعرف بعض الثوار
ان زغرودة أم شهيد
تعادل جحفلا مسلح؟
5
ابي من قرية في أعالي الجليل
يوم تسللت إلى أطلالها
خنقتني الدموع
واعتراني يأس قاتل
لولا عينيك
لفقدت بوصلتي
لولا عينيك
لتهت في مأساتي
وعصف بي الضياع
ومزقني القهر
لولا عينيك
لفقدت لغة الكلام
وغمرني الصمت
وضعت في العدم
يوم وقفت مرة أخرى
فوق أطلال قرية أبي
ورأيت انسياب الطبيعة الخلاب
تيقنت ان سر الجمال
ينبع من هنا
وددت تقبيل الوهاد
وددت معانقة الروابي
تمنيت ان أتحول إلى حجر
في أرض بلادي
إلى تراب في حقولها
إلى نبتة خضراء في جبالها
لم اصدق ان وطني الجريح
يفيض بهذا الجمال والابهة
انحنيت
أخذت بكفي حفنة تراب
تنشقتها
ضغطتها بقوة إلى صدري
ونثرتها مع الريح
لعلها تحملها إلى المنافي
حيث الشوق والحنين
لرائحة تراب الوطن
6
عشقتك مع انطلاقة الفجر
تهت في صبابة الوجد
عصفت بي نيران العشق
عشقت وديانك
عشقت جبالك
عشقت ترابك
عشقت نباتك
عشقت حزنك
عشقت فرحك
عشقت خشونتك
ولأجل عينيك
صنعت لغة الحجارة
7
خرجت من ذهول الضياع
الى ذهول التحدي
خرجت من رتابة الضياع
الى رتابة الانفجار
رحلت إلى وراء المنطق
بكل ما أملك من منطق
شاهدت هبوط الزمن
أوصدت الباب على الماضي
ورفعت اسمك
علما يحلق في الفضاء
8
طوبى للمقهورين
طوبى للمقموعين
انتم ملح الوطن
انتم رافعي رايته
طوبى للثاكلين أحبائهم
انتم ملح الأرض
ان فسد ملحكم
بماذا يملح؟
انتم زغرودة الأرض
حين تعانق الأرض عشاقها
طوبى لهم
يخرجون كالمارد من قمقمهم
9
– ما بالك حزينا؟
– حائر بين حبيبتين
– تنازل عن واحدة
– كيف؟
– إختر الأفضل..
– لا يمكن تجزأتهما
– صرت فيلسوفا ولم نعد نفهمك
– أنا سكران بحبهما
– السكر رجس من عمل الشيطان
– عاش الشيطان
****
يعتريني اغتراب
يتوه فكري
يتشتت وعيي
وتنطلق صرخة مزعجة:
– حاجز
نقف على ارض وطننا مذلين
وجبة الصباح الأولى
في الطريق الى المدرسة
وجبة لن تهضمها معدنا
مهما عبر عليها الزمن
10
طوبى للأطفال الودعاء
قاذفي وداعتهم حجارة
في وجه الشيطان
طوبى لهم مردة صغار
أمام جبروت القهر
والأعقاب الوحشية
طوبى لهم
لأنهم يملكون الحب
وسيرثون الأرض!!
****
طوبى لصانعي المجد
يتحدون الرصاص والفولاذ
بلحمهم
بدمهم
بأرواحهم
ويصنعون الفجر الآتي
فجر ملكوت الأرض
****
عشقتك مع بداية التاريخ
أغنية خضراء
حبا قاتلا
لا مفر منه
لأجل عينيك
عشقت لغة الحجارة
أشعلت الحرائق
أوقدت ألمي
حرقت صبري
وجاهرت بالحب
جاهرت بالحقد
جاهرت بالغضب
جاهرت بالانفجار
بشرت بميلاد الإعصار!!
11
ركبت المترو والطائرة والصاروخ
سرقت كل الألحان الخطرة
من الأوراس وكوبا
من كمبوديا وفيتنام
لأقدمها لطفل فقد أباه
وينتسب إلى خيمة مختفية في ظل بناية الأمم المتحدة
ليضع على أوزانها أغانيه
يطلقها في العرس الكبير
حين يستعيد شرف والده
التقيت بجندي
اعترف لي:
كما يربي الإنسان عنزة ليوم العيد
تربي الأم طفلها ليوم الحرب
أجبته:
تعلمت كل فنون الحرب
من البيانات العسكرية
وأصبحت خبيرا
بالهجومات الفجائية
وتدمير الطائرات
وعبور الحواجز المائية…
قاطعني:
لا يطولني الا وجع الرأس
من كلماتك المنصوبة كالفخ
سألته:
ماذا لو سقط ألف قتيل آخر؟
أجابني:
ستنشأ مجموعة أخرى من الأغاني
وتعقد الأمم المتحدة اجتماعا
وتتلو قرارا..
قلت:
وتشتم مغنية مسطولة أم العرب
ويتأخر موسم التزلج سنة أخرى
وينزل الثلج على أرواح الجنود في الصحراء
فغضب واتهمني بالعداء للدولة
****
خرجت من العتمة إلى الضوء مباشرة
كانت العتمة تحتل حتى الذرات الجوية
ومع ذلك رأيت طريقي واضحة!!
12
إذا عطشتم اشربوا البحر
وإذا جعتم كلوا الرمل
وإذا زاركم “اليانكي” ارقصوا السامبا
ولكن…
تمزقنا ونثرتنا الريح
لم يعد لنا ما نخسره
ضعنا في كل دروب الأرض
اجتزنا كل معابر الموت
صرنا لوحة في متحف
صرنا لونا
صرنا كلمة مسموعة
صرنا صوتا
صرنا كلمة مكتوبة
صرنا حرفا
****
سادني توتر شديد
لم يخلصني منه إلا نشيد الرجال:
اليوم قبل الغد
والآن قبل بعد
لنرفع لواء الشمس
لنخطو نحو العودة
لندفع ثمن العودة
دما يمتزج بالنهر
حبا يجمعنا بالأرض.
****
هلموا يا شعراء وكتاب
يا شحاذي الكلمة
اشحذوا لنا جسرا وكلمة
جسرا يروي للأجيال
حكاية عشق لا يموت
على لحن وقع الأقدام
الزاحفة نحو الغد
وكلمة انتماء للإنسان
نطرزها على لواء العودة
الزاحف فوق الهامات
المندفعة نحو الغد
****
هلموا يا أطفالا
باتوا أمس بلا طعام
شيلوا معاولكم الموروثة
عن آباء شهداء
فقد حان الوقت
ولواؤنا مشتاق للأيدي
والأرض يقتلها الشوق للساعد
المنفي وراء النهر
ووراء الصخر
ووراء الصحراء.
تحركوا..
وليكن…
فأسوأ مما كان
لن يكون!!
(الناصرة – 1988 – لم تنشر هذه النصوص سابقا ، بعضها أدخلته باطار نصوصي القصصية، ولم اعد لهذا اللون من النصوص لأسباب قد اوضحها لاحقا.)