طلال عبدالله الخوري 21\8\2016 © مفكر حر
استطاع المعارض العراقي الشيعي أحمد جلبي ان يقنع الأميركان عن طريق علاقته بدونالد رامسفيلد وزير الدفاع بحكومة جورج دبليو بوش جينيور, بغزو العراق, وغلف لهم العملية بمعسول الكلام والوعود, وان مهمتهم تنحصر بإسقاط النظام, وبعدها سيهب الشعب العراقي عن بكرة ابيه, من السنة قبل الشيعة الذي عانوا من استبداد نظام صدام حسين الوحشي ويستقبلهم بالورود, وسينتقل العراق بسلاسة من الحكم الديكتاتوري الى الديمقراطي الحر, وسيتحفظ الشعب بمعروف مساعدة اميركا لهم ما حيي … وبالفعل قامت اميركا بالجزء المطلوب منها واسقطت النظام بسرعة قياسية وبإقتدار لا مثيل له بتاريخ الحروب, وعندما جاء دور الجلبي ورفاقه بتنفيذ جانبهم من الاتفاق, انقلب عليه الايرانيون وتحالفوا مع الروس ونظام الاسد الذي هو عملياً الفرع السوري للمخابرات الروسية “الكي جي بي” واستخدموا القاعدة والجهاديين الاسلاميين من كل حدب وصوب وجندوا مخابرات صدام حسين, واغرقوا الجيش الامريكي بمستنقع العراق, مما اضطره على الانسحاب ذليلا نادماً على تصديقه لصعلوك معارض مثل الجلبي, لا وزن له يذكر على الساحة العراقية, وانما الكلمة كانت لرجال الدين الشيعة المرتبطين مع نظام الولي الفقيه مثل نوري المالكي وجماعته في حزب التحرير.. واقسمت بعدها اميركا على ان لا تدخل اي حرب اخرى, وانما ان تقود العالم من الخلف وهذه كانت فلسفة سياسة اوباما الذي وصل سدة الرئاسة بعد بوش… بعد انطلاق شعلة الربيع العربي في مصر والسطو عليها من قبل الاخوان المسلمين, أراد رئيس تركيا الاخواني “رجب طيب أردوغان” ان يستثمر ما قام به الاخوان في مصر ليحقق حلمه بان يصبح زعيماً اخوانيا اسلاميا للمسلمين في العالم, تراوده في ذلك حلم الخلافة العثمانية البائدة, وقام بعرض فكرته على الرئيس الاميركي باراك اوباما, ولكن بعد ان غلفها مثل الجلبي بمعسول الكلام, وعلى انه قادر بان يقود المنطقة العربية والاسلامية الشرق اوسطية عن طريق قيادته لجماعة الاخوان المسلمين وجعل هذه المنطقة متطورة اقتصاديا وسياسيا وديمقراطيا كما هو النموذج التركي العلماني الديمقراطي (طبعا لم يفصح عن احلامه بالخلافة العثمانية) .. اعجبت هذه الفكرة اميركا لأنها باتت تخجل من دعم وتبني الانظمة الاستبدادية العربية في مصر ودول الخليح؟؟ والنموذج التركي العلماني بحكومة منتخبة دمقراطياً من الاسلاميين هو حل مثالي لهذه المنطقة الاسلامية.. وقالوا له: اذا ما هو المطلوب من اميركا؟ فقال لهم اول خطوة ان يصل الاخوان المسلمون الى الحكم بمصر, وبعدها سيصلون في تونس وليبيا وسوريا والعراق واليمن والسعودية والخليج وستصبح المنطقة كلها تتبع النموذج التركي الناجح,.. فقالوا له: لك هذا بس ورجينا شطارتك ولنشوف شو رح يطلع معك ما تعمل معنا مثل الجلبي فانت على الاقل رئيس دولة تركيا وليس مثل الجلبي مجرد معارض صعلوك.. ولا مانع لدينا من ان نلحق الكذاب الى الباب كما يقول المثل العربي.. وبعد ان وصلت المعلومات الاستخباراتية الاميركية بأن المجلس الاعلى للقوات المسلحة المصرية, الذي كان يدير البلاد بعد خلع مبارك, على وشك اعلان اللواء أحمد شفيق فائزا بالانتخابات الرئاسية, قامت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بالاتصال برئاسة المجلس وقالت لهم ” يا اولاد الستين وسخة امر غير قابل للمناقشة الفائز بالانتخابات هو محمد مرسي بغض النظر عن ماهية نتائج انتخاباتكم الصورية التي لا نشترها بقشرة بصلة..نقطة انتهى..” ومن يستطيع مخالفة اوامر اميركا؟؟ وتم تغيير قرار الفائز بالانتخابات من شفيق الى مرسي بلمح البصر وتم اعلانه فائزا … ما الذي حصل الأن بعد وصول الاخوان للحكم في مصر؟ لقد تغيرت لهجة الاخوان كليا, فبعد ان كان الكلام عن دولة علمانية دمقراطية تتبع النموذج التركي, اصبح الحديث عن دولة دينية اسلامية على نمط الولي الفقيه الشيعي في ايران, واصبحوا يجادولن الاميركان ويقولن لهم في الغرف المغلقة:” كما قبلتم بالدولة الدينية الشيعية في ايران يجب ان تقبلوا بدولة دينية موازية سنية في العالم العربي!! “.. والاكثر من هذا يريدون ان يجعلوا تركيا تتبع النموذج الايراني بنسخة سنية, وليس العكس بان تتبع الدول العربية النموذج التركي!!.. هنا شعرت اميركا بخيبة الامل انها طعنت بالظهر مرتين فماذا تستفيد باستبدال نظام استبدادي باخر اسوء منه؟؟ الاولى جائت من جلبي العراق الشيعي, والثانية من الاخونجي التركي اردوغان السني!! والتي من اجل مشروعة النموذج التركي الدمقراطي تخلت عن حليفها القوي بالمؤسسة العسكرية المصرية, ودارت ظهرها لحلفائها بالخليج مقابل المشروع الاخواني الاسلامي… هنا صدمت دول الخليج بعد ان تم تسريب لها المشروع الاردوغاني الاخواني.. وجن جنون السعودية وجارتها الامارات .. وقامتا بتمويل العسكر مرة ثانية في مصر وقام السيسي بانقلابه المعروف … الان وبعد انطلاق شرارة الثورة السورية السلمية اراد الاخونجي اردوغان ان يعوض عن فشله في مصر بنجاح اخونجي اسلامي في سوريا, وقاموا مرة ثانية بسرقة الثورة السورية..وعرضوا على الاميركان بتغيير نظام الحكم في سوريا التابع للمخابرات الروسية, عدوهم الدود وليس حليفهم كما في مصر والخليج, بنظام دمقراطي اسلامي مشابه للنموذج التركي .. وهنا كان القبول الاميركي بفكرة اردوغان اسهل بكثير باعتبار ان سوريا حديقة خلفية للمخابرات الروسية ولن تخسر اي شئ بدعم هذا المشروع وانما الخاسر هنا هي روسيا وحلفائها.. وأيدنا نحن المشروع كعلمانيين سوريين في البداية, فلم يكن لدينا مانع ان تحكم سوريا بالنموذج التركي الناجح… ولكن مع تطور الثورة السلمية الدمقراطية الى جهاد اسلامي مسلح هدفه انشاء الدولة الاسلامية الاولى لدولة الرسول وفق تخيلاتهم الموجودة في قصصهم الدينية ولتي لم تحدث تاريخيا قط … هنا ايضا شعرنا بان اردوغان والاسلاميين السوريين طعنونا بظهورنا… وانقسم السوريون الى مؤيدين للدولة الاسلامية والى معارضين لها يريدون العيش بدولة مدنية علمانية ديمقراطية … مما سيؤدي بالنهاية الى تقسيم سوريا .. وهذا يكون كل ما جنيناه من مغامرة اردوغان والاخوان في سوريا وسرقتهم للثورة السورية التي كانت من اجل اسقاط الحكم الاستبدادي لعائلة الاسد والوصول الى دولة حرة كريمة تحترم حقوق الانسان والاقليات… الذي حدث بعد ذلك بأن روسيا وايران هبتا لمساعدة حليفهم نظام بشار الاسد بكل ما لديهم من قوة عسكرية وسياسية, بينما رفض اردوغان مساندة المعارضة السورية المسلحة ولو بجندي تركي واحد .. مما آدى الى سقوط اعداد هائلة من المدينين السوريين بينهم مئات الالاف من الاطفال وهنا تكمن خيانة اردوغان والاخوان المسلمين الثانية للشعب السوري بعد سرقتهم للثورة, فورطوهم بحرب دامت ست سنوات الى الان ولم يبد بعد نهاية النفق.. ولكن الخائن اردوغان وجماعته لم يكتفوا بهذا, وهاهو يضيف خيانة اخرى بتصالحه مع نظام الاسد وبوتين والولي الفقيه اللذين اجرموا بحق الشعب السوري من اجل ان يساعدوه على تحسين الاقتصاد التركي لكي يبقى على كرسي الحكم في الانتخابات القادمة, ولن يخدعنا بحجة رفض المشروع الكردي الانفصالي او الفدرالي, فهذا الحل كان متوفرا قبل ست سنين, فلماذا لم يقبل به؟؟ وكأن الدم السوري لا يساوي شيئا.. وكأن مصلحة الشعب السوري لا تهمه بقشرة بصلة… نعم اردوغان والاخوان المسلمين متورطون بتقسيم سوريا وبالدم السوري., وسيحاسبكم الشعب السوري ولو بعد حين.
خير الكلام … بعد التحية والسلام ؟
١: ماذكرته فيه الشيء الكثير من الصحة ، ولكنك نسيت الدور التخريبي لدول الخليج وخاصة السعودية والكويت بعد أنتهاء حرب القادسية اللعينة التي ورطوه فيها بضربهم عصفورين بحجر (العراق وإيران) وكانت هذه بداية اللعبة القذرة ، خاصة بعد إدراك دول الخليج أن قيامة العراق تعني نهايتهم ، ولهذا السبب لن تغفر أمريكا وإيران للسعودية ودول الخليج ولو بعد حين ؟
٢: ما قامت به أمريكا في العراق كان قلب الطاولة على سنته وشيعته لخيانتهم لهم مرتين ، مرة لقوفهم ضدها والأخرى لتأجيج الدولتين الاٍرهاب في العراق ضدها، والدولتين اليوم يحصدان ثمار خيانتهم ؟
٣: بالنسبة لاوباما عدو أمريكا الاول وعدو قيمها أراداً فعلا تمكين الاخوان المسلمين من المنطقة كلها مبتداً بمصر بالطريقة التي ذكرتها ، وبعد أن تعرت حقيقة نواياه قامت ال CIA والقيادة العسكرية بأعطاء رجلهم الجنرال السيسي الضوء الأخضر للأنقلاب عليهم ، وراينا كيف جن جنون السيد أوباما وربيبته السيدة كلنتون التي يستميت اليوم لإيصالها للبيت الأبيض لتمنع مسألته بعد أنتهاء مدته وحصانته ، وما حدث في تركيا كان الانتقام المعاكس حيث أفشل أوباما انقلاب القيادة العسكرية والCIA ؟
٤: وأخيراً …؟
محور الشر الغير واضح للعيان هو {أوباما كلنتون وإيران } ومعهم السعودية ألان سيمنعون باي ثمن فوز ترامب ، خاصة وأن روسيا مقتنعة أن من يدافعون عنهم لا يستحقون الحياة ، ويكفي قول نائب رئيس البرلمان الإيراني علي مطهري {كان أوباما فرصة إيران التي لن تتكرر } عدى عقود النفط السرية الإيرانية شرقا وغرباً ، سلام ؟
شكرا للزميل سربندار السندي على هذه المداخلة التي اضافت للمادة واغنتها