اولا : معجزة عظيمة
قبل 30 يونيو اتصلت بعدد من المعنيين بالسياسة والمهتمين بالشأن المصري ان كان في مصر او في الخارج لينقلوا لي تصورهم في حكم الجماعة الاسلامية السئ , وسالتهم عن رؤيتهم الاستباقية لمسنقبل مصر في ظل عهد فاسد واسود لم يأتي مثله علي مصر, الا ايام الهكسوس في التاريخ المصري القديم والحكم العثماني في العصر الحديث وقبلهم المماليك العبيد , واجمعوا ان الاخوان المسلمين سيقبعوا في حكم مصر الي زمن بعيد لايعلم مداه الا الله وحده, ولافكاك منه الا بمعجزة الهية , وان كان البعض الاكثر تفاؤلا اشاروا ان حكم الاخوان لن يقل عن 30 سنة ,ومبرراتهم في ذلك ان الاخوان تنظيم قوي وعددهم كبير وغطاؤهم اسرائيلي وظهيرهم امريكي وتمويلهم قطري , وميليشياتهم حمساوية وجهادية اضافة الي جماعتهم المسلحة , للتصدي لكل معارض لهم في وقت اللزوم ,فمن المستحيل ان يترك الاخوان الحكم الا علي جثامين المصريين واشلاء المعارضين وحرب اهلية يسبح في دماءها الشعب المصري ..
ولكن حدثت المعجزة في وقت قياسي يسارع الزمن بل اسرع منه حيث تم خلع الرئيس الاخواني وحبسه وجاري القبض علي كل رؤوس النظام الاخواني والزج بهم في غياهب السجون تمهيدا لمحاكمتهم وانتهي عهدهم الاسود ,واصبح في حكم العدم بعد ان زرعوا في نفوس المصريين كراهية مقيتة بسبب ظلمهم وفسادهم ,بل يؤكد كثير من المحللين السياسيين ان هذا العمل المعجزي هو ضربة قاضية علي رأس الحية الاخوانية ستؤدي حتما الي نهايتهم عالميا الي الابد .
انها معجزة دهرية مكتملة الاركان ادهشت العالم وحيرت الدول القوية الحليفة لهم حتي صارت هذه البلاد تترنح من شدة الضربة علي رؤوسهم ويتضاربون في بياناتهم ولا يستقرون علي رأي .
واذا كانت المعجزة هو العمل الخارق( يقول الفيلسوف اغسطينوس ان المعجزة ليس شيئا “يعارض الطبيعة” ولكن شيء عارض فقط الى “ما هو معروف من الطبيعة”) فهو اذا معجزة لان ماتم هو عارض لما هو معروف عن الطبيعة ان يسقط هذا الصرح الكبير المدجج باعتي الترسانات امام شعب اعزل وفي وقت قياسي وزمن خيالي .
ثانيا : اعجاز مبهر
ماقام به الشعب المصري من انتفاضة شعبية بارادة حرة كانت مضرب الامثال واعجاز ابهر العقول فلم يحدث في التاريخ الحديث او القديم في مصر او بلاد العالم ان يخرج اكثر من 33 مليون مصري علي قلب رجل واحد في هدير هز الجبال في قوة الزلزال الذي حطم حصون الاخوان ومعاقل الشر والطغيان
ولم يتخاذل قواته المسلحة بقيادة قائد نبيل ملأت الوطنية قلبه وسكنت مصر فؤاده وفي جرأة نادرة وشجاعة باسلة حمي الشعب وارادته من بطش حاكم متجبر ونظام مجرم وترسانة شيطانية واصبح الجيش والشعب يدا واحدة وحققوا المراد وبلغوا الهدف باقتلاع الفساد ورموزه وقضوا علي شرورهم واكاذيبهم
ان التاريخ المصري سيكتب بمداد من النور علي صفحاته هذا العمل الاعجازي لارادة الشعب المصري وسيكون بمثابة حلقة متصلة ومكملة للفراعنة العظام الذين اسسوا اعظم حضارة في التاريخ .
ثالث: عجز ذريع
الاخوان ظلوا يحلمون بحكم مصر منذ 85 عاما وعندما قفزوا علي الحكم فشلوا فشلا ذريعا حيث اختزلوا الشعب المصري في جماعتهم ومن خلال هذه الجماعة قبضوا علي زمام الامور ادعوا ان لهم الشرعية بصناديق اموات النفوس التي باعت ضميرها من اجل رشوي عينية او مادية قدمت لهم كقربان علي روح الرئيس الميت ضميريا واخلاقيا بواسطة ثلة من القضاة الفاسدين , وعندما ارتقوا الي سدة الحكم بديمقراطية مزيفة اسرعوا الي رمي الديمقراطية ومبادءها في اقرب سلة مهملات وكشفوا عن وجههم الديكتاتوري الديني الفاشي , فهم يحكمون بالوكالة عن الله ومن خلال فتاوي اصحاب المباخر
نشروا الفساد والفوضي وساروا علي درب النازية حيث وزعوا مناصب الدولة مفاصلها علي اعضاء الاخوان وهم دون الكفاءة او العلم اوالادارة لم يهتموا بالصناعة او التجارة او السياحة …الخ وكان جل همهم البقاء علي الكرسي الحكم عن طريق رئيس احمق ومن خلال مكتب ارشاد صهيوني, واداروا حكم اعظم البلاد , ساعيين الي هدم الحضارة المصرية الخالدة وحولوا مصر الي مجرد امارة اسلامية شبيهه بقطر الحقيرة التي تأسست منذ حوالي مائة عام بموجب اتفاقية سايكس بيكو , وغضوا النظر عن هدم الاهرامات وابو الهول وتحجيب التماثيل الفرعونية وصمتوا عن اتهام الحضارة المصرية بالعفنة وطززوا مصر…الخ كانهم يحكمون جمهورية الموز وليس اعظم حضارة في التاريخ واول نظام حكومي في العالم .
لقد دب الفساد في كل مفاصل الدولة واشاعوا الفوضي في ارجاء الوطن وعبثوا بمقدرات مصر لصالح جماعتهم وبطانتهم واخوانهم الحمساويين الارهابيين واستقووا بدون استحياء بالغرباء ليحموهم من االشعب المصري ويحرضوهم علي قتل ابناء الوطن .
لقد عجزوا تماما عن ادارة الحكم ولحق عجزهم كل مرافق الدولة حتي صارت الدولة شبه اطلال كما يقول نزار قباني
لم يَعُد ثمّةَ أطلال لكي نبكي عليها
كيف تبكي أمَّةٌ
أخَذوا منها المدامع؟؟
انها معجزة الارادة المصرية واعجاز القوات المسلحة وعجز وفشل الجماعة الاسلامية .
لطيف شاكر
اعلامي بامريكا