كنا معاً بدواً وكرداً وأبناء مدن وريف نتحاور من أجل سورية ونتبارى في حبها.
التقيت بصديقي البدوي الوسيم ابن البوكمال.
حدثني عن ربعه وخلانه وكم هو مشتاق لرائحة البادية ورائحة دمشق.
حدثني عن ‘خرمة’ الردادة ‘الندابة’ التي كانت تشارك في الجنازات والتي قالت يوماً في ندب شيخ قبيلة قُتِل واسمه ‘تركي’:
عُزّوا الخيل عُزّوها حليب النوق واسقوها.
الخيل الل ما حمت تركي على الفدان شدّوها.
السيوف الل ما حمت تركي مناجل سوس سوّوها.
الرجال الل ما حمت تركي مع النسوان عُدّوها.
قلت له: ماذا تحب في دمشق؟
قال: كلّ شيء وبالأخص شوارعها العتيقة وجدالنا مع التجار فيها كي لا يغبنونا حقّنا.
قلت: من أنتم؟
قال: نحن الشوايا
قلت: البعض يظن أنّ الشوايا بدو ليس معروفاً أصلهم.
قال: للتصحيح، كل البدو الذين يرعون الغنم ‘الشاة’ هم شوايا. إخواننا من شمَّر وعْنزة هم الذين أطلقوا علينا هذا اللقب للتباهي بأنهم يرعون الجِمال.
قلت: لكن الغنم هم الثروة الحقيقية في سورية. على كل الشاوي في الشام هو الذي كان يوزع الماء للبساتين ويحدد حصة كل منها. ولكن اعذر جهلي، ما هو لقب البدو غير معروفي الأصل؟
قال: عَوَج دخان.
أعترف أني أسمعها لأول مرة…
قلت: قلت لي أنك تحب أن تتزوج دمشقية؟
قال: نعم.
قلت: هل ستتدمشق؟
قال: هي ستتصَحْوَر وأنا سأتدمشق.
قلت: البركة فيكما، أتيتنا دمشقياً قبل أن تتدمشق.
أفديك سوريا..