معايير الارهاب

syriamilkingمعايير الارهاب
السؤال الذي مازلنا نختلف نحن والاخرون حوله بل و لعل الاخرون لم يتفقوا الى الان عليه هو تعريف الارهاب كيف نعرفنه و نصنفه وعلى اية قواعد نتهم به احدا او نبرأ الاخرون منه الاحصاءات رصدت في منطقتنا اكثر من 25 فصيلا اجمعوا على انها تمثل الارهاب تشكل التيارات الاسلامية المتشددة 95% من تلك الجماعات التي يفترض مواجهتها والقضاء عليها
ومن الطبيعي وفق ازدواجية المعايير الغربية ان نرى تناقضا كبيرا اثناء ارساء هذا التصنيف وكي لا نغوص في متاهات التصنيف و التبويب لنرصد حالة تناقض واضحة تبين اللغط في تعريف الارهاب فامريكا تضع مثلا جبهة النصرة على لائحة الارهاب مع بداية حراكها العسكري بالداخل السوري و التهمة كانت هنا ايديلوجية فقط ان النصرة تتبنى فكر القاعدة علما ان فصيل النصرة لم يقم بايه عملية تستهدف المصالح الامريكية في حينه بينما لا تصنف امريكا والمبعوث الاممي دي ميستورا حزب الله و وجوده في سوريا ارهابا وكأن امريكا والغرب تناسى في 18 ابريل 1983 عملية تفجير سفارة الولايات المتحدة في بيروتوالذي ادى الى سقوط 60 قتيلا بينهم 17 أمريكيا و 100 جريح، اضافة الى تفجير سيارة مفخخة في حاجز عسكري مشترك للمارينز والقوات الفرنسية في 23 أكتوبر 1983 والذي أدى إلى مصرع 58 جنديا فرنسيا و 241 من المارينز حيث تم اتهام عماد مغنية بتلك العمليات والكل يعلم دور و مكانة مغنية في حزب الله
هل الذاكرة الامريكية او الغربية معطلة ؟
هل تبني فكر القاعدة دون القيام باعمال مباشرة ضد المصالح الامريكية كاف للاتهام بالارهاب ؟؟؟؟ بينما عمليات مباشرة ضد المصالح الامريكية قام بها حزب الله حينها لتكون بوابته و ذريعته للاستئثار منفردا باحقية و شرعية المقاومة دون غيره غير كافية لوصمه بالارهاب وفق المفهوم الامريكي و الغربي ؟
اذن فللارهاب تعريف فضفاض تطلقه الدول والحكومات في حالة عدم الرضا على حركة او ايديلوجية تلك الجماعات بغض النظر اذا تم الضرر منها بشكل مباشر او غير مباشر
فممارسات النظام السوري وفق المعايير الانسانية والاخلاقية والحقوقية ارهاب دولة بكل معنى الكلمة و رعايته او احتضانه لميليشات كحزب الله واخرى ايرانية وعراقية شيعية هو رعاية للارهاب كما ان وجود تلك الميليشيات على الارض السورية بموافقة نظام غير شرعي لا يكسبها الشرعية
يكفي ان نقول أن مقاومة الاستبداد لا تعني الارهاب بغض النظر عن الفكر و المنهج طالما ان الفكر لتلك الجماعات لم يتجاوز الاطار التوحيدي لفصائلها كمنظومة عمل
كل الحراك السياسي و الثوري اقصائي بطبعه و هذه النزعة يفرضها واقع العمل خصوصا العسكري منها
المهم بأن لكل فعل ردة فعل فلايمكن أن يقاوم ارهاب الدولة باغصان الزيتون ولابد للقوى التي تتصدى لذلك الارهاب ان تتحصن بالعنف كي ترد الاذى عنها ونحن نعلم أن العنف يستجرد العنف و الدم يستثير الدم و الارهاب يخلق ارهاب مقاوما له ولايمكن ازالة ارهاب رد الفعل مالم تزيل ارهاب الفعل المسبب له

About جميل عمار -جواد أسود

كاتب سوري من حلب
This entry was posted in ربيع سوريا, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.