عندما جلست أمام موظف قسم اللجوء السياسى بسفارة نيوزيلندا كى يسألنى بضعه أسئله لماذا أطلب اللجوء لبلده بحجه الاضطهاد رغم إن كل المسئولين المصريين من أكبرهم لأصغرهم يصرحون في الإعلام الغربى إننا دولة مدنية لا تفرق بين مواطنيها على أى أساس !!!
قلت للموظف مستر فيليب كلارك كى هل عندك وقت لتسمع ؟؟؟
فأجاب الرجل طبعا ماهى مبرراتك لطلب اللجوء و إتهام دولتك بالاضطهاد الممنهج لك و لمن هم مثلك ؟؟
قلت . حسنا فلتستمع يا سيدى الحكاية .
فأنا كمسلم أشعر إنى مواطن من الدرجة العاشرة فالدولة تتخذ من الدين المسيحى دين لها بحجة إنه دين الأغلبية .
و تنص المادة الثانية إن تعاليم الدين المسيحى هى مصدر التشريع الرئيسى .
يضحكون علينا في الإعلام و يقولون إننا إخوه لا فرق بين مسلم و مسيحى و لكن كل هذا هراء .
فالرئيس المسيحى لا يعرفنا إلا في عيد الفطر فقط يقطع صلاتنا حين يزور الأزهر ليهنئنا بيعيدنا لمده 15 دقيقة وسط ترحيب حار من شيوخ الدين و تصفيق الحاضرين و بعد تبادل عبارات المجاملة يأخذ بعضه و يمشى قد تقول هذا رائع . نعم رائع لفته سنوية مكرره و لكن لا فائده منها . فهذا العيد فقط هو الذى تأخذ الدولة أجازة فيه رغم إنه كما قلت العيد الصغير و ليس منه بل من الرئيس المسيحى الأسبق الذى للأسف ثورنا عليه !!! أما عيدنا الكبير لا تعترف به الدولة كأجازة للدولة فقط نحن نأخذ أجازة و باقى الشعب يعمل رغم إننا نأخذ كل أعيادهم أجازة رسمية !
كل يوم أحد تدق أجراس الكنائس و تدق حتى تشعر إنك سوف تصاب بالطرش بسبب كثره الكنائس و قربها من بعض و تداخل أصوات الأجراس فيما بينها ثم نسمع صوت الكاهن يلقى عظه الأحد على المؤمنين في الميكروفونات المثبته أعلى أبراج الكنائس تتهم أتباع دينى بالكفر و الضلال و إننا كمسلمين لا ندين بشيئ ديننا محرف و قرآننا كتبه الشيوخ على مدى قرون و ليس منزل من عند الله و إننا كفار نستحق اللعن و يحثون أتباعهم على ألا يصادقونا و إننا لن نرضى عنهم حتى و لو إتبعوا ديننا !!!
حتى التلفزيون الحكومى و القنوات الفضائية تنقل قداس الأحد كل إسبوع مباشره على الهواء و تلفزيون الدولة بعد قداس الأحد يخصصون ساعة كامله لكاهن متوفى له شهرة كبيرة يعيدون فيه تفسيرة الخاص للإنجيل . أما ديننا لا يوجد برنامج واحد عنه في الإعلام و لو حتى 5 دقائق رغم كثرة البرامج الدينية المسيحية في كل المحطات الحكومية و الخاصة حتى قنوات المنوعات . !!
و أتذكر هنا شيئ مهم عندما يخرج شخص مسلم من الإسلام ليعتنق المسيحية يهلل الإعلام المكتوب و المرئى و تفرد لهذا الشخص مساحات واسعة للإحتفاء به و تستنفر أجهزة الدولة الرسمية لتغير بيانات هذا الشخص خلال إسبوع على الأكثر ! أما إذا حدث العكس و خرج مسيحى من الدين و دخل الإسلام تقوم الساعه من تكفيره لإهدار دمه و رفع قضايا لا تعد و لا تحصى عليه و يصبح منبوذ خائف مختبئ و يخرس الإعلام عن معاناته و تتعنت أجهزة الدولة في تغيير بياناته و ممكن أن تستمر سنوات و تأخذ الحكومة وقتها المثل الشعبى ( موت يا حمار ) مبدأ لها كى لا تغير بياناته إلا بطلوع الروح !
و إذا أردنا بناء جامع لنتعبد فيه بقرية أو مدينة تقوم الدنيا و لا تجلس من بعض المسيحيين رفضا لبناء الجامع بحجة إنه يؤذى مشاعرهم الرقيقة ! و عمل مستفز لهم !!! و عندما نلجئ للأمن يتواطئ الأمن بشكل فاضح مع هؤلاء الإرهابيين و يعقد ما يسمى جلسات عرفية لنصل لحل ليقوم المسيحيين بفرض شروطهم لبناء الجامع و يضغط علينا الأمن بشدة لنوافق على هذه الشروط حقنا لإندلاع فتنه طائفية !!!! و أيضا لأن عدم موافقتنا تعنى عدم بناء الجامع من الأساس !
و يشترط المسيحيين عده شروط تكون كالآتى :
1 أن لا تزيد مساحة الجامع عن 400 متر
2 أن يبنى بلا مئذنة
3 أن لا يكتب على مبنى الجامع إنه جامع
4 ألا يعلق أى ميكرفون على مبنى الجامع
5 قبه الجامع لا نضع فوقها هلال أو على جسم الجامع حتى و لو منحوت
و يجبرنا الأمن على الموافقة على تلك الشروط التعسفية و ما أدراك مع الأمن في بلد من بلدان العالم الثالث المتخلف ؟!
و إذا لا قدر الله أحب مسلم مسيحية و هذا وارد و طبيعى فمشاعر الحب لا تخضع لأى حسابات طائفية مقيته نجد إن هذا الشاب المسكين مهدد بالقتل و يتجمهر المسيحيون و يحرقون منازل و محلات المسلمين و يتدخل الآمن و يعقد جلسات عرفية فيكون الحكم تهجير قسرى لكل الأسر المسلمة من القرية أو الحى و لا مجال لنا للرفض و إلا تقوم مذابح بعدما يقف الأمن بجانب الطرف الميسحى دائما و أبدا .
و عندما طلب الرئيس المسيحى بتجديد تفسير التعاليم المسيحية لتناسب العصر فرحنا كثيرا و لكن يا فرحة ما تمت خدها الغراب و طار رفض آباء الكاتدرائية هذه الدعوة جمله و تفصيلا فما كان من الرئيس إلا التراجع عن هذه الدعوة و كأنها لم تكن و أصبحت الكاتدرائية ترفع القضايا ضد بعض المسيحيين التنويرين الذين إنتقدوا هذه التفاسير و طالبوا بإلغائها لأنها تشوه الدين و سماحته و قد تم فعلا وقف هؤلاء التويريين و حبسهم بتهمه إزدراء الدين المسيحى بحكم المحكمة التى تستمد قوانينها العوار من تعاليم المسيحية ! و المضحك المبكى فعلا إن بابا الكنيسة غندما سافر لألمانيا لإلقاء خطاب أمام البرلمان الألمانى قال نفس الكلام الذى كان يردده التنويرى الذى حبسه بحجه إزدراء الدين !!!! إنهم خبثاء خطاب الخارج مختلف تماما عن خطاب الداخل العنصرى البغيض .
و الأكثر إيلاما إن وزارة التعليم عينت ناظره مدرسة مسلمة في أحد قرى الصعيد فرفضت البنات المسيحيات هذا القرار !!! و إعتصمن في فناء المدرسة تعبيرا عن إزدرائهم كيف تكون ناظرتهم مسلمة !! فتراجعت الوزارة مذعورة و إستجابت لطلب الطالبات المؤمنات المسيحيات !!!
حتى رئيس جامعة القاهرة المسيحى أعترف إن قسم النساء و الولاده بكلية الطب لا يقبل الطلاب المسلمين في القسم لأن إزاى طبيب مسلم يرى جسد إمرأة مسيحية ؟؟ بس لا مشكله أن يرى الطبيب المسيحى جسد إمرأة مسلمة ؟ !!!!!!!
و كلما ترى جامع كبير يكون في الأغلب قديم بنى في العهد الملكى تجدهم يبنون كنيسة بجانبه أكبر منه و يكون برجها أطول من مئذنه الجامع !!! فالقانون يسمح ببناء كنيسة بجانب الجامع و لكنه لا يسمح ببناء جامع بجانب كنيسة !!!!
أما منهج اللغة العربية في التعليم من إبتدائى لثانوى مليئ بآيات من الإنجيل و عليا كمسلم دراستها و حفظها و الإمتحان فيها للنجاح .
أما التاريخ فمنهجه الدراسى لا وجود لنا فيه أصلا و كأننا هبطنا من الفضاء لا أحد يدرس الحقبه المسلمة في تاريخ مصر إلا قشور و حتى هذه القشور يتم تأنيسها و قصقصتها حتى لا تزعج الطلاب المسيحيين و تستفزهم .
أما حصة الدين فعلينا كمسلمين أن نخرج من الفصل و البحث عن مكان لنأخذ فيه درس الدين الخاص بنا حتى و لو كانت غرفه حارس المدرسة و الحجة إننا عددنا قليل فبالتالى لا يهم فالمسيحيين لهم الأفضلية في فصل مريح لآخذ حصه الدين الخاص بهم .
الأغرب فعلا إن محطات المترو بنوا فيها كنائس صغيرة ليصلوا فيها و تصدح الأجراس في محطات المترو تعلن عن وقت الصلاة !!!!
أما الجيش الوطنى الذى المفروض يكون محايد عند تنفيذ أى مشرع كرصف طريق أو بناء كوبرى يضع على جسم الكوبرى آيات من الإنجيل !!
و منذ إنقلاب يوليو 1952 لم يصل مسلم واحد لرئاسة الوزراء بل حتى المسلمين نسبتهم كوزراء ضئيله جدا فإما يكون وزير دولة بلا حقيبة أو وزير وزاره من الوزرات الغير سيادية .
حتى مذيعات التلفزيون الرسمى لا أتذكر مذيعة مسلمة واحدة بين جيش المذيعات سوى واحدة فقط كانت تقدم برنامج بإسم 5 سياحة !!!
و نفس الشيئ يتكرر في كوره القدم لا يوجد لاعب مسلم سوى شخص واحد في كل أندية الدولة و كأن المسلمين لا يملكون مهارة اللعب !!
أما بئا جماعات التطرف المسيحية فحدث و لا حرج
جماعة الإخوان المسيحيين و التى تتخذ شعار المسيحية هى الحل و سيفين و الإنجيل بالوسط و كانت الدولة تتحالف معهم في الماضى ثم حدث الخلاف الشهير بينهم الذى آدى لقطيعه الآن .
و لكن هذا لا يمنع من وجود تنظيمات أخرى إرهابية تكفرنا و تريد فنائنا مع إننا أبناء مصر الأصليين مثل
الجهاد المسيحى . أنصار التعاليم . و أخطرهم الصليبيون و الذين أصبحوا حلفاء للرئيس و أصبحوا هم و الكاتدرائية من يديرون البلد و الرئيس لا يرفض لهم طلبا و سمح بإنشاء أحزاب تمثلهم دينية رغم أن الدستور يمنع ذلك !!!
هل أكمل كلامى حضرتك و لا أكتفيت بما قلت و أقتنعت إنى مضطهد في بلدى رغم إنى أنتمى لأكبر أقليه موجوده فى البلد فما بالك بإخوتى اليهود و البهائيين و الشيعه و الملحدين ؟؟؟
و لماذا تريد السفر لبلدنا تحديدا ؟؟
لأنكم دولة علمانية لا تفرق و لا تنظر لمعتقدى فأنا أريد أن أعيش في مجتمع متعدد الكل فيه متساوى لا أفضلية لأحد على أحد أمام القانون و الدستور .
مسح مستر فيليب دمعه من عينيه قائلا ( لا أعرف كيف تعيشون في هكذا دولة متخلفة سوف أمنحك صفة لاجئ سياسى و لكن هذا ليس الحل يا عزيزى )
قلت له و ما الحل إذا ؟؟
قال : إنشروا الفكر العلمانى بينكم كشعب حاربوا هذا التطرف لا تيأسوا علوا صوتكم برفض الدولة الدينية الخبيثة التى تعيشون فيها لا تيأسوا ولا تستمعوا لكلام المهرطقين من الشيوخ و الآباء فالعلمانية هى الحل لتبنوا دولتكم . العلمانية فقط هى من تحقق لكم العدالة و الحرية و المساواه . فلو تركتها أنت اليوم و غيرك غدا من يبقى لنشر القيم العلمانية فى المجتمع فأنتم تتركوها لقمه سائغة للمتطرفين المهوسين بالدين
قلت له لقد سئمت مادام الرئاسة مقتنعه بهذا الوضع المزرى فلا أمل في التغيير يجب أن يكون الأساس علمانى ليتعلمن البناء إذ كيف يكون المجتمع علمانى و أساسه دينى فاشى ؟
نظر لى مستر فيليب ثم ختم بالموافقة على أوراقى كلاجئ في نيوزيلندا أخيرااااا سوف أحس بآدميتى و أحس بكيانى و أحس إنى واحد صحيح في بلدى الحبيبة نيوزيلندا .