طلال عبدالله الخوري
اعتذر للقراء الكرام عن هذا العنوان, ولكن كما تقول الحجة الفقهية:” الضرورات تبيح المحرمات”, فلم ار افضل من المثل السوري الشعبي, والذي يضرب اذا تمت معاملة الاسرة لأحد اعضائها بطريقة غير إنسانية, فهم ينسونه ايام السلم, وايام الاعياد والمناسبات, ويتذكرونه فقط ايام الحرب والمحن وعندما يكون لديهم مشاكل وبحاجة لمساعدته, فيتذمر هذا الفرد ويعاتب اسرته قائلاُ : انتم تعاملوني (كالأير) فلا تتذكرون بوجودي الا عند (النيك)؟
و للأسف هذه هي حالة المسيحيين العرب مع اهلهم وابناء جلدتهم من المسلمين؟
لم يكن يتذكر حسني مبارك بأن هناك اقباط يعيشون بمصر الا عندما يريد ان يخيفهم من المعارضة الأسلامية, وتخويف المجتع الدولي من تطرف المعارضة الاسلامية, لدرجة ان وزير داخليته الحبيب العدلي هو الذي كان يرسل الارهابيين والبلطجية لتفجير كنائس الاقباط برعاياها من اجل ان يخيف الاقباط من وصول الاسلاميين للحكم, وذلك لكي ينجح بتوريث السلطة لنجله جمال.
اي أن الاقباط لم يكونوا مواطنين لهم كامل حقوق المواطنة, يشاركون ببناء الوطن, بالنسبة لمبارك, وانما هم عبارة عن ورقة يستخدمها وقت الحاجة للمساومة بها فقط لا غير.
كذلك الأمر بالنسبة لبشار الاسد فهو لم يتذكر بأن هناك مسيحيون بسوريا, الا عندما ثار احرار سوريا مطالبين بالحرية والكرامة, فلصق تهمة السلفية المتطرفة بالثوار السوريين لكي يخيف المسيحيين من سعي الشعب السوري للحرية, ولكي يلعب على وتر الطائفية, اراد ان يفرض عليهم حمل السلاح لكي يقاتلوا ,الى جانبه, ضد اخوتهم بالوطن, والأكثر من هذا قام بشار المجرم بتعيين مسيحي, لاول مرة بتاريخ سوريا,كوزير للدفاع وهو داوود راجحة, من اجل ان يستخدمه كقفاز, لكي لا يلوث يديه مباشرة بدم الشعب السوري, ثم قام بقتله بتفجير مقر الامن حيث كانت خلية الازمة مجتمعة, وذلك من اجل ان يغتال صهره اصف شوكت والذي كان يخشى من غدره لانه كان يخشى جانبه ولم يكن يؤمن له كونه من الطائفة السنية.
أي ان المسيحيين ليسوا مواطنين سوريين من البشر, وانما هم عبارة عن ورقة يستخدمها بشار الاسد ويساوم بها, ويلعب ويتلاعب بها, من اجل تحقيق اهدافه الدنيئة بالتمسك بالسطلة والاستمرار بسرقة الاقتصاد السوري واستعباد الشعب.
ولكن لسوء الحظ, فان المعارضة السورية والتي من المنتظر ان تستلم قيادة البلاد بعد سقوط المجرم بشار الاسد, ليست بأفضل من بشار الاسد تجاه المسيحيين, فلم تتذكر هذه المعارضة بأن هناك عضو مسيحي بالمجلس الوطني الا عندما تم اتهام المعارضة بانها اسلامية, ووقع المجلس الوطني بمأزق تجاهله من المجتمع الدولي, بعد ان حلقت له وزيرة خارجية اميركا كلينتون, وقام المعارض رياض سيف بتشكيل كيان معارض جديد يلغي دور المجلس الوطني, عندها فقط تذكر هذا المجلس بان هناك عضو مسيحي, وقاموا بانتخابه رئيساُ للمجلس, وذلك لكي يبعدوا عن انفسهم شبهة بان الاسلاميين هم الذين يطغون على المجلس.؟؟
نرجو من إخوتنا بالوطن انا يعاملوا المسيحيين كمواطينين متساوين بالحقوق, وليس كأقلية من الذميين, تعاملونها (كلأير) في سراويلكم, ولا تتذكرونا الا عند (النيك) وفي الاوقات الحرجة.