الكونغرس الاميركي مبارح كان على موعد مع القيصر.. الشرطي السوري الشريف اللي رفض مماراسات النظام و قدّم شهادة مدعومة بعشرات الألاف من الصور لإحدى عشر الف معتقل قضو بالتعذيب و التجويع في المعسكرات النازية العلوية امام لجنة حقوقية مختصة بالكونغرس..
ردود الافعال اليوم على الصحف الأميركية الكبيرة تفاوتت بين المندهش و المصعوق و الغير مصدّق لوحشية الصور اللي انعرضت ، و كأن الثورة السورية و ممارسات النظام خلال اربع سنوات عم يصيروا في كوكب اخر من مجرة تبعد ملايين الاميال عن الارض ، علماً انو يومياً و من اكتر من تلات سنين عندنا بالأعلام الثوري المحلي صور و ممارسات أفظع من هالصور اللي انكشف عنها مبارح..
بالعودة لقضية فلسطين، ستين سنة و القضية عم تتأرجح بين اللف و الدوران و تبويس الشوارب و الخيانة و الخسّة ، و العالم كل العالم عم يتفرّج على أطفال فلسطين اللي عم يندبحوا بصمت يومياً بدون ابداء اي ردة فعل..
لّما فهم الفلسطيني انو حملات العلاقات العامة لإثارة الرأي العام الدولي بالتزامن و التوازي مع الكفاح المسلح هوّة الحل، صرنا نشوف و نسمع لهجة دولية جديدة بإدانة الظالم و الوقوف مع المظلوم..
اعلامنا الثوري السوري كلو موجه للداخل.. صفحاتنا الثورية ما حدا بيقراها الا نحنا.. إغاثة و عون اللاجئين صارت بحاجة لحكومات مو لمجموعة من الأفراد و الهيئات اللي بمساعدتهون ذات طابع النيّة الحسنة عم تحسّن واقع اللاجىء لساعات من دون إنهاء معاناتو..
دعوتي لكل قوى المعارضة ، من ائتلاف و هيئة تنسيق و جمعيات حقوقية و إنسانية و اصحاب المبادرات الفردية، بتوفير الملايين اللي عم تنصرف على المؤتمرات و الاجتماعات و على المعونات الموجهة الى الداخل و المحيط السوري و توجيه كل الجهد في حملة علاقات عامة تستهدف تغيير الرأي العام الدولي للضغط على الحكومات..
مليون دولار عم تطلع روحنا لجمعها لأغاثة اللاجئين و اللي ما عم تكفّي لإطعام عشر آلاف لاجىء وجبة شوربة عدس ليوم واحد فقط ، فيها نفس المليون تأسس و ترخّص لمحطة تلفزيونية و إذاعية و جريدة ناطقين باللغة الانكليزية و موجّهة للرأي العام الدولي..
و بدل البكاء على أطفالنا و نشر صورهون على اعلامنا المحلي لاستهلاك عواطفنا اللي اهترت من اربع سنين، حان الوقت لنفهم انو العالم لا يهمه عواطفنا، و لا بكاء الملايين من أمهاتنا.. فمظاهرة من عشر أميركان امام البيت الأبيض تأثروا و تعاطفوا مع قضيتنا، اهم لحكومة اميركا و غيرها من دموع ملايين السوريين و دماءهم..
مواضيع ذات صلة:
قائمة بكل الصور المسربة لضحايا التعذيب في السجون السورية التي وثقتها شركة كارتر راك