أصبحت أتحاشى قراءة ما يُصِرُّ أصحابه على تسميته شعراً، لكثرة الرضوض، والخدوش، التي تصيبني حين يجنح قطار الشعر عن سكة الإبداع، بعد أول أربعة أو خمس كلمات.
مشكلة ” الشاعر ” -السائق – ومصيبتنا نحن القُرّاء المساكين، هي أن الخدوش والجروح لا تطاله، لأنه معزول ومُحصّن في كابينه الأوهام التي حبسه فيها جمهور من المصفقين المنافقين الذين ساهموا في تضليل أنصاف الأُدباء، وأرباع الكُتَّاب، وفراطة ” الشعراء “، فأرضعوهم وهم التميُّز صافياً .
الشعر يا اخوان، حيوان برّي جموح، لا يطوعه أي عابر..
اللغة يا سادة مادة شديدة الإنفجار، تتربص بكل من يتجرأ على اللعب بفتيل الحروف،
فتُحيل معظمهم حُطاماً، و لا يسلم منها إلاّ القلّة القليلة، بحكم الموهبة ..
الموهبة، ليس إلاّ ..!.
أدهم عامر Adham Amer