هل اغتالت المخابرات الأردنية زهران علوش نهاية العام الماضي؟
كشف مصدر دبلوماسي في تصريحات خاصة لــ”عربي21″ أن السعودية صُدمت عندما تم اغتيال قائد جيش الإسلام في سوريا زهران علوش، مشيرا إلى أن المعلومات التي حصلت عليها الرياض تشير إلى وجود صلة للأردن في عملية الاغتيال، وهو ما أثار غضب المملكة التي توترت العلاقات لاحقا بينها وبين الأردن، ولكن بهدوء تام.
وكان علوش قد قتل مع اثنين من مرافقيه في غارة روسية يوم السادس والعشرين من كانون الأول/ ديسمبر الماضي استهدفت موقعا سريا لجيش الإسلام في الغوطة الشرقية، فيما شكل اغتياله ضربة قوية لقوات المعارضة السورية التي تقاوم نظام بشار الأسد، وسط توقعات بأن يكون اغتياله ناتجا عن معلومات استخباراتية تلقاها الروس من أجهزة أمنية عربية.
ويقول الدبلوماسي الذي تحدث لـ”عربي21″ إن “أجهزة الأمن الأردنية تعتقد بأن علوش استغل علاقته بالسعوديين لانتهاك السيادة الأردنية في أكثر من مرة من خلال اجتيازه وأتباعه الحدود من دون تنسيق للمرور إلى السعودية”.
وكانت تسريبات نشرتها وسائل إعلام بريطانية مؤخرا أظهرت بأن الملك الأردني عبد الله الثاني كشف لأعضاء كبار في الكونجرس الأمريكي بأن قوات أردنية خاصة تحارب في سوريا، وهي التي تمكنت من إحباط سيطرة قوات تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية على نقطة الوليد الحدودية.
وفي وقت سابق علمت “عربي21” من مصادر سورية مطلعة أن الإمارات تمول مشروعا أردنيا لبناء نحو 50 ألف مسكن في جنوب سوريا من أجل تهدئة الأوضاع، وتفكيك الفصائل المقاتلة في جنوب سوريا، والإبقاء على واحد فقط موال للأردن يحفظ الأمن في المنطقة، وهو ما يصب بالنهاية في خدمة النظام السوري.
وبحسب المعلومات التي تحدث بها المصدر الدبلوماسي لـ”عربي21″، فإن العلاقات السعودية الأردنية توترت تدريجياً خلال الشهور الأخيرة، وذلك بسبب أن الأردن بات أقرب في رؤيته للوضع في المنطقة إلى الإمارات ومصر، من الرؤية التي لدى كل من السعودية وقطر وتركيا، وخاصة تجاه الوضع في سوريا.
ويقول الدبلوماسي إن “التباين في الرؤى ظهر في عدة محطات وقضايا كان أبرزها الملف السوري، خاصةً مع التدخل الروسي هناك، ومن قبل في موقف الأردن من إطلاق التحالف العربي ضد الحوثيين في اليمن، حيث كانت الرؤية الأردنية تتمثل في أولوية محاربة تنظيم الدولة والقوى الإسلامية على محاربة الحوثيين”.
ويقول الدبلوماسي إن “أوساطا داخلية سعودية تنتابها حاليا شكوك حول طبيعة الدور الأردني في الملف السوري، وخاصة عقب توقيع مذكرة تفاهم سرية مع روسيا مطلع شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، إضافة إلى تحسن العلاقة الأمنية بين الأردن والنظام السوري مؤخرا، والتي تعززت بالزيارة التي قام بها علي مملوك إلى الأردن نهاية العام الماضي”.