مصادر: هاتف الأسد تواصل مع المشتبه في تنفيذهم اغتيال الحريري

assadselfyالدفاع في {لاهاي} قال إن الادعاء يعتزم توجيه الاتهام إلى الرئيس السوري

بيروت: «الشرق الأوسط»

تابع فريق الدفاع عن المتهمين في قضية اغتيال الرئيس السابق للحكومة اللبنانية رفيق الحريري ورفاقه، الكشف عما حرص الادعاء على عدم الإدلاء به حتى الآن، في المحكمة التي تجري وقائعها في مقر المحكمة بهولندا، ملمحا إلى إمكانية توجيه الاتهام المباشر إلى الرئيس السوري بشار الأسد وعدد من معاونيه في هذه الجريمة، بعد أن غاب ذكر النظام السوري عن القرار الاتهامي والجلسات التي عقدتها المحكمة حتى الآن.
وقالت مصادر لبنانية متابعة لملف المحكمة لـ«الشرق الأوسط» إن فريق الدفاع خسر معركتين خلال اليومين الماضيين، من خلال محاولته الإضاءة على الدور السوري في ملف الادعاء، لمنع «الإفادات السياسية» للنائب اللبناني مروان حمادة، الذي تعرض لمحاولة اغتيال قبل أشهر من اغتيال الحريري، ففشل في منع إفادة حمادة، وكشف في الوقت نفسه عن اتجاه لدى المحكمة لإبراز دور الرئيس السوري بشار الأسد في هذه القضية، من خلال الكشف عن وجود هاتفه الخاص في «الشبكة الخضراء»، التي يعوّل الادعاء على ارتباطها بالجريمة، من خلال تحليل مسار الاتصالات الهاتفية.
وأوضحت المصادر أن فريق الدفاع الذي يمتلك صورة عما يمتلكه الادعاء، فضح ما قد يكون اتجاها للإعلان بشكل مباشر عن اسم الأسد ومعاونيه، بعدما اقتصرت الأسماء على مسؤولين في «حزب الله» اللبناني، الذين يمثلهم فريق الدفاع بتكليف من المحكمة.
وبعد أن كانت المحامية دوروتيه لوفرابيه دوإيلان كشفت عن «علاقة بين هواتف الشبكة الخضراء و(حزب الله) وبشار الأسد»، أتى دور محامي الدفاع عن مصطفى بدر الدين الذي سأل في جلسة الأمس بشكل واضح، عما إذا كان سيصدر قرار اتهام ضد بشار الأسد ورستم غزالة في التآمر ضد رفيق الحريري ومتى..؟
ورفضت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان أمس طلب فريق الدفاع عدم الاستماع إلى النائب مروان حمادة و15 شخصية أخرى مقربة من الحريري يريد الادعاء سماع إفاداتهم، للإحاطة بالظروف التي عاشها الحريري قبيل عملية اغتياله في 14 فبراير (شباط) 2005، وما تلاها. وفي حين كان فريق الدفاع يرى أن هذه الشهادات «سياسية» ولا يجوز الاعتماد عليها، أيدت المحكمة أمس طلب الادعاء الاستماع إلى هؤلاء، وفي مقدمتهم حمادة الذي سيمثل أمامها بعد غد (الاثنين).
وكان لافتا ملاقاة وزير الداخلية نهاد المشنوق، أمس، المحكمة، بتأكيده: «سنسمع شهادات من المحكمة الدولية من أصعب ما يمكن علينا سماعها، ونتمنى أن نتمكن من احتوائها في الداخل، من دون أن تتسبب بأزمات جديدة، لأنني اليوم كنت أقرأ أن الرئيس بشار الأسد كان خطه المباشر على اتصال مع أرقام المتهمين باغتيال الشهيد رفيق الحريري».
وكانت جلسة غرفة البداية في المحكمة الخاصة باغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري شهدت تطورا لافتا، أول من أمس، تمثّل بإقدام فريق الدفاع عن المتهم حسن حبيب مرعي، على الكشف بأن اسم الرئيس السوري بشار الأسد ظهر في وثائق التحقيق من خلال رقم هاتفه المباشر من ضمن الهواتف التي جرى التواصل معها من قبل المجموعة المتهمة بتنفيذ الجريمة.
وقالت المحامية دوروتيه لوفرابيه دوإيلان، إن «هناك علاقة بين هواتف الشبكة الخضراء و(حزب الله) والأسد».
وقال الادعاء العام إن هناك فعلا غيابا للدوافع الشخصية لدى المتهمين بتنفيذ الجريمة، لأنهم تحركوا في سياق سياسي يقود إلى سوريا عموما، وإلى بشار الأسد خصوصا، الذي له قصة في تهديد الحريري، وفي دفعه إلى إفلاس صحيفة «النهار»، التي كانت تناصبه العداء، وفي استيائه من مخطط الحريري للانتصار في الانتخابات النيابية التي كانت مقررة في مايو (أيار) من عام 2005. لكن الدفاع رفض البحث في الدوافع السياسية للاغتيال، على اعتبار أن ذلك لم يُذكر في قرار الاتهام.

This entry was posted in ربيع سوريا, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.