طلال عبدالله الخوري 22\2\2016 مفكر حر
بعد خمس سنوات من القتل والتدمير لم تفهم المعارضة السورية الرسمية كم هو حجم لاعبيها من الوزن الصغير, وغير مرئيين في حجم الصراع العالمي على السلطة والمال والنفوذ الدائر بين المخابرات الاميركية ” السي اي ايه” والمخابرات الروسية ” الكي جي بي”, فمن سيلتفت لك اذا كان من يمثل القضية السورية رسميا هم عبارة عن عملاء يقبضون من مخابرات إقليمية , سعودية تركية ايرانية,هي ذاتها لا وزن لها في خضم هذا الصراع ومجرد محميات تابعة للقوى العظمي الاميركية والروسية.
فنظام عائلة الاسد في سوريا هو عميل مباشر للمخابرات الروسية الكي جي بي, بينما المعارضة السورية هي عميل غير مباشر للمخابرات الاميركية السي اي ايه, لذلك ستمر مصالح الثورة السورية من خلال فلتر المصالح التركية والسعودية والايرانية, التي ستضع مصالح دولها الخاصة فوق مصالح السوريين..
لقد حاولنا منذ خمس سنوات افهام المعارضة السورية هذه المسألة الحيوية من خلال مقالاتنا, ولكنهم لا يقرأون ولا يهتمون, والقضية بالنسبة لهم هي مجرد استرزاق من الممولين, وطالما انهم يدفعون بسخاء فسيبقون متغولين على القضية السورية يتاجرون بدماء اهلنا ومستقبل ابنائنا.
كاتب المقال يشهد بأن المخابرات الأميركية حاولت جاهدة جعل المعارضة السورية لاعب من الحجم الكبير وان تكون تابعة لها بشكل مباشر, ولكن خونة المعارضة السورية الرسمية رفضوا واصروا ان يبقوا لاعبين صغار يسترزقون على المضمون من مموليهم, فماذا تريد ان تفعل لك اميركا اكثر من ذلك اذا كانت المعارضة السورية الرسمية الرخيصة مصرة ان تكون لاعب صغير بايدي الصغار.
اول محاولة اميركية لجعل المعارضة السورية من الوزن الثقيل كانت عندما شكلت مجموعة الدول الداعمة لسورية من اهم خمسين دولة مؤثرة في العالم, وقامت بنزع الشرعية عن النظام الاسدي وجعلت المعارضة هي الممثل الوحيد للشعب السوري مع وضع ” ال” التعريف قبل كلمة الممثل, تحت رغبة المعارضة السورية في البيان الختامي, ولكن المعارضة لم تفهم ولم تستفد من هذه الخطوة الاميركية الجليلية للشعب السوري لتخليصة من حكم الاسد الاستبدادي, وأبت إلا ان تبقى لاعباً صغيراً يسترزق من اللاعبين الصغار ” اي الاتراك والسعوديين “, وقد فضح تصرفهم هذا السفير الاميركي السابق في دمشق روبيرت فورد, وقام حينها كاتب المقال بنشر مقال حول هذا الموضوع هذا رابطه: فورد استقال بسبب خيانة المعارضة السورية
ماذ تستطيع ان تفعل اميركا للمعارضة السورية اكثر مما فعلته, اذا كانت المعارضة تصر على ان تبقى لاعب صغير غير مباشر يسترزق من المخابرات الاقليمية؟
لكي تصبح المعارضة السورية لاعب معتبر له وزنه على الساحة, فيجب ان تجتمع المعارضة السورية السياسية والمسلحة بما فيها جيش الاسلام والنصرة, وتقول لأميركا هذه هي المصالح الوطنية للشعب السوري ونريد مساعدتك بتحقيقها, وينتزعوا منها اتفاقية تضمن المصالح العليا للشعب السوري, وذلك على مبدأ تبادل المصالح بين الشعبين السوري والاميركي, وطبعا سيكون هناك تحالف مع المصالح السعودية والتركية ولكن من خلال المصالح العليا للشعب السوري وليس كما في السابق من خلال الاولية للمصالح السعودية وتركيا, وبغير هذا فان دماء السوريين ستستمر هدراً, ومستقبل ابناء سورية على المحك
نزكي لكم قراءة ايضاً: فورد يفضح المعارضة السورية والسعودية وقطر والاردن
بعد فورد, إغناتيوس أيضاً يثبت خيانة المعارضة السورية
فورد يضع النقاط على الحروف المعارضة السياسية السورية حقها ضراطة لا نفوذ لها على المسلحين الدجالين