قبل سنوات مرت بى تلك الحادثة:
أثناء خروجى من الحدود السورية و اثناء انتظارى لجواز السفر تلاسن عريف مع مواطن سورى و قال له: “ابتعد من هنا و قف فى المكان الآخر” فرد عليه: ” لماذا؟ أنا فى انتظار جوازى ..” فخرج عليه العريف كالثور الهائج و سحبه من يده و أدخله فى المخفر الملاصق للجوازات و بدأ بالتلاسن و الإهانة فاختلست رؤية من شباك به فتحة صغيرة و بدأ الضابط يضرب السورى بالكف على خده .. و الله شعرت بالغثيان و لو كان بإمكانى مهاجمته لفعلت و لكن لا حيلة فى اليد, فكلاب السلطة كثر و خدودى سوف تكون مرمر نيرانهم القذرة …
و لكن بعد لحظات هجمت سيدة سورية حرة هى أخته و دفعت الباب و لعنت أبو سافلهم و سبتهم و بعدها عم هدوء …
و بعد انتقلنا للجانب الأردنى و ذهبت للجوازات و قدمت جوازى لختمه و كان العسكرى الأردنى جداً مؤدب و استقبلنى و ختم جوازى و قال لى أهلاً و سهلاً بك فى بلدك الأردن و شكرته و فى نفس اللحظة حضرت امرأة مع زوجها المرافق و قدمت جوازات السفر الدبلوماسية و قالت أنا عضواً فى البرلمان العراقى ((عضو)) و لم تقل “عضوة” و أعتقد عندما شاهدت وجهها الكريم هى وصفت نفسها وصفا صحيحاً! و كانت تحمل فى رقبتها حوالى طن من الذهب المنوع ولا أعلم كيف تستطيع نقله و لكن هى عضو و الحمد لله! و سألها العسكرى ” فى أى فندق تقيمون؟” فقالت: “طبعا فى الرويال” و هو أحد أغلى فنادق الأردن طبعاً من الصريفه الى الرويال.
فالنخبة الموجودة ولدت و ملعقة الخشب, عفواً الذهب فى فمهم.
هذا هو حال العراق و سوريا أشقاء الطين و التاريخ و القلم و الأغنية.
” أنهجمت الباميه شكد تُنفَخ”.