” مشاهدات ترابية عند الحدود السورية الأردنية ”

قبل سنوات مرت بى تلك الحادثة:

أثناء خروجى من الحدود السورية و اثناء انتظارى لجواز السفر تلاسن عريف مع مواطن سورى و قال له: “ابتعد من هنا و قف فى المكان الآخر” فرد عليه: ” لماذا؟ أنا فى انتظار جوازى ..” فخرج عليه العريف كالثور الهائج و سحبه من يده و أدخله فى المخفر الملاصق للجوازات و بدأ بالتلاسن و الإهانة فاختلست رؤية من شباك به فتحة صغيرة و بدأ الضابط يضرب السورى بالكف على خده .. و الله شعرت بالغثيان و لو كان بإمكانى مهاجمته لفعلت و لكن لا حيلة فى اليد, فكلاب السلطة كثر و خدودى سوف تكون مرمر نيرانهم القذرة …

و لكن بعد لحظات هجمت سيدة سورية حرة هى أخته و دفعت الباب و لعنت أبو سافلهم و سبتهم و بعدها عم هدوء …

و بعد انتقلنا للجانب الأردنى و ذهبت للجوازات و قدمت جوازى لختمه و كان العسكرى الأردنى جداً مؤدب و استقبلنى و ختم جوازى و قال لى أهلاً و سهلاً بك فى بلدك الأردن و شكرته و فى نفس اللحظة حضرت امرأة مع زوجها المرافق و قدمت جوازات السفر الدبلوماسية و قالت أنا عضواً فى البرلمان العراقى ((عضو)) و لم تقل “عضوة” و أعتقد عندما شاهدت وجهها الكريم هى وصفت نفسها وصفا صحيحاً! و كانت تحمل فى رقبتها حوالى طن من الذهب المنوع ولا أعلم كيف تستطيع نقله و لكن هى عضو و الحمد لله! و سألها العسكرى ” فى أى فندق تقيمون؟” فقالت: “طبعا فى الرويال” و هو أحد أغلى فنادق الأردن طبعاً من الصريفه الى الرويال.

فالنخبة الموجودة ولدت و ملعقة الخشب, عفواً الذهب فى فمهم.

هذا هو حال العراق و سوريا أشقاء الطين و التاريخ و القلم و الأغنية.

” أنهجمت الباميه شكد تُنفَخ”.

About هيثم هاشم

ولد في العراق عام 1954 خريج علوم سياسية عمل كمدير لعدة شركات و مشاريع في العالم العربي مهتم بالفكر الانساني والشأن العربي و ازالة الوهم و الفهم الخاطئ و المقصود ضد الثقافة العربية و الاسلامية. يعتمد اسلوب المزج بين المعطيات التراثية و التطرق المرح للتأمل في السياق و اضهار المعاني الكامنة . يرى ان التراث و الفكر الانساني هو نهر متواصل و ان شعوب منطقتنا لها اثار و ا ضحة ولكنها مغيبة و مشوهة و يسعى لمعالجة هذا التمييز بتناول الصور من نواحي متعددة لرسم الصورة النهائية التي هي حالة مستمرة. يهدف الى تنوير الفكر و العقول من خلال دعوتهم الى ساحة النقاش ولاكن في نفس الوقت يحقنهم بجرعات من الارث الجميل الذي نسوه . تحياتي لك وشكرا تحياتي الى كل من يحب العراق العظيم والسلام عليكم
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.