داعش و الطيار الاردني
لابد لدراسة تداعيات اعدام الطيار الاردني معاذ الكساسبة حرقا وهو حي من مراجعة دقيقة لشريط الفيديو الذي تم فيه عرض وقائع الاعدام
سبق لتنظيم الدولة ان اعدم عدد من الرهائن منهم صحفيون امريكان وفرنسي ويابانيين وكانت يكتفي بظهور الجلاد باللباس الاسود الافغاني ( اللباس الرسمي لعناصر القاعدة ) و القاء بيان مقتضب ومن ثم عملية قطع الرأس بعد مناشدة الضحية لحكام بلده بالكف عن محاربة تنظيم الدولة
شريط الفيديو الخاص بالطيار الاردني كان مختلفا من ناحية الاعداد والمونتاج و التصوير والاخراج كان فيلما وثائقيا انتهى بمقاطع وحشية هوليوودية محترفة الى حد دفع البعض للتشكيك بها
الشريط على مدى 23 دقيقة تناول الحرب على القاعدة في افغانستان و العراق ومن كلمة الطيار الاردني الاخيرة والتي تم تلقينه لها اشار الى الدول المتطورة بالحرب على القاعدة و الدولة الاسلامية ولم يستثني الشريط احد ولكنه اغفل الاشارة الى حكومة العراق وتواطئها مع الغزو الامريكي و ايضا لم يتناول النظام السوري والذي لعب دورا في مرحلة ما الكشف عن تلك الخلايا والمشاركه في التحقيق معها و احتجازها في معتقلاته
الجديد ان الطيار الاردني اشار الى ان المغرب يشارك بعدد من الطائرات بقصف تنظيم الدولة وهذا ما كانت المغرب قد نفته و طبيعي انه لقن تلك المعلومات وهي رسالة الى خلايا التنظيم النائمة بالمغرب لتعمل و تنشط كردة فعل
كل الرهائن كانت ترتدي لباس معتقلي وغوانتامو وهذا رسالة الى امريكا انها قتل الرهائن هو عملية انتقامية على ما فعله الامريكان في عناصر تنظيم القاعدة التنظيم الام لداعش
كتيبة الاعدام التي احاطت بالطيار الاردني كانت ترتدي لباسا عسكريا موحدا وليس الاسود و اللباس الافغاني الذي عرف به عناصر التنظيم كما ان القامات لفريق الاعدام هي قامات رياضية اشبه بفريق كوماندوز وهذا جديد على القاعدة وضع الطيار في قفص حديدي واختير مكان سبق ان تم قصفه من قوات التحالف
وهنا يبرز سؤال محير
المنطقة العراقية السورية وبالاخص مناطق نشاط داعش مرصودة 24 /24 ساعة وعملية النقل والتجهيز في وضح النهار لاشك انها استغرقت زمنا كافيا لتدخل قوات التحالف سواء قبل الاعدام او اثناء الاعدام او حتى بعده وكأن هذا الفيلم أعد في صحراء نيفادا بعيد عن تكهنات و مراقبة التحالف للارض ؟؟؟
الاعدام بحرق الطيار حيا مخالفا لشريعه الاسلامية ولصريح الحديث النبوي و هنالك ابحاث كثيرة تناولت هذا الجانب لاداعي هنا للتطرق اليها يكفي ان نشير الى انها عملية قصاص لا يقرها الشرع ولذلك لم نجد شيخا يقرأ الايات المتعلقة بالقصاص كما جرت عليه العادة
هذا يؤكد ان من قام بالاعدام هو الفريق العسكري البعثي المنضوي تحت لواء تنظيم الدولة والذي ينسق لها عملياتها العسكرية
تنظيم الدولة لم يكن الطيار بحوزته يبدو ان الجناح البعثي استلمه و اختطفه من عناصر تنظيم الدولة بدعوى ان هذا الاسير ضابط ويجب ان يتم استجوابه من خلال عسكريين متخصصين
والدليل ان الدولة كانت تفاوض الحكومة الاردنية على مبادلة الرهينة الياباني بالمعتقله ساجدة الرويشاي لدى الاردن وهذا ما افشل عملية المقايضة
تنظيم الدولة الاسلامية الجناح البعثي العراقي ليس معنيا بعملية المقايضة مع المعتقله ساجدة بقدر ما هو حريص على ايذاء حكومة المملكة لموقفها العدائي من التنظيم و تعاونها مع الامريكان بغزو العراق وهذا يبدو جليا من خلال التركيز على دور الاردن و دور الملك عبد الله الثاني ملك الاردن
وهي رسالة حاقدة ناقمة منتقمة واضحة من عنوان الشريط شفاء الصدور
بعد هذه القراءة المتأنية لشريط الفيديو نخلص للنتائج التالية :
– سيطرة الجناح البعثي العراقي السابق على القرار في تنظيم الدولة
– اتوقع ان تنظيم الدولة التقليدي كان مع المقايضة و تحرير بعض المعتقلين لدى الاردن بل كان يمكنه ان يطلب اكثر من المعتقلين في السجون الامريكية لاتمام عملية المقايضة
– اصبح واضحا ان الايديلوجية العسكرية للتنظيم لم تعد اسلامية كما يدعون بل هي بعثية محضة
– خسر التنظيم بعض من كان مغرر بهم و يتعاطفون معه بدعوى انه يمثل الاسلام بعد ان ارتكب مخالفة واضحة لفقه القتال في الاسلام
– اذا صح ان الامارات انسحبت من المشاركه بقوات التحالف فهذا هو النجاح الوحيد لتنظيم الدولة مع انه لا يؤثر على سير العمليات فمشاركة الامارات جزء يمكن الاستغناء عنه والامارات تخشى من ردود الفعل في داخله مما يزعزع امنها فلقد كانت طيلة العقدين الماضيين تشتري وعد القاعدة كي لا تقوم القاعدة باي عمل داخل الامارات
– من الصعب بعد عملية الاعدام ان تخرج الاردن من المشاركة بعمليات التحالف خصوصا وام الرد جاء سريعا باعدام المعتقلين من عناصر القاعدة لديها
– اصبح المناخ مهيء شعبيا لتمارس الاردن اقسى انواع الضغط والاعتقال مع المتعاطفين لتنظيم الدولة وهذه خسارة كبيرة للتنظيم و للمتعاطفين معه
– النظام السوري ربح نقاط في تجييش المجتمع الدولي اكثر لمحاربة الارهاب والتعاون معه كونه ضحية لهذا التنظيم وهو يعمل على محاربته
– سبق ان رفض الملك عبد الله ان تشارك الاردن باي قوات بريه لمحاربه تنظيم الدولة ولكن الان اصبح يملك المبرر و الدعم الشعبي للثأر و لمواجهة التنظيم جوا و برا
لاشك سيكون هنالك تصعيد دولي واقليمي ضد تنظيم الدولة ربما تشارك الاردن وتركيا بتحرك بري وبغطاء دولي وسيدفع تنظيم الدولة ثمنا باهظا لعملية الاعدام هذه قد تصيب منه مقتلا
– بعد ان يتلقى التنظيم ضربات قاصمة سيكون مهددا للانقسام و لصراع داخلي نتيجة تبعات تلك العملية التي لاشك انها لا تلقى اجماعا داخل تنظيم الدولة
هذه العملية دقت مسمارا كبيرا في نعش تنظيم الدولة ان لم يكن اكثر
-
بحث موقع مفكر حر
-
أحدث المقالات
-
- #سورية الثورة وتحديات المرحلة.. وخطر #ملالي_طهرانبقلم مفكر حر
- #خامنئي يتخبط في مستنقع الهزيمة الفاضحة في #سوريابقلم مفكر حر
- العد التنازلي والمصير المتوقع لنظام الكهنة في #إيران؛ رأس الأفعى في إيران؟بقلم مفكر حر
- #ملالي_طهران وحُلم إمبراطورية #ولاية_الفقيه في المنطقة؟بقلم مفكر حر
- بصيص ضوء على كتاب موجز تاريخ الأدب الآشوري الحديثبقلم آدم دانيال هومه
- آشور بانيبال يوقد جذوة الشمسبقلم آدم دانيال هومه
- المرأة العراقية لا يختزل دورها بثلة من الفاشينيستاتبقلم مفكر حر
- أفكار شاردة من هنا هناك/60بقلم مفكر حر
- اصل الحياةبقلم صباح ابراهيم
- سوء الظّن و كارثة الحكم على المظاهر…بقلم مفكر حر
- مشاعل الطهارة والخلاصبقلم آدم دانيال هومه
- كلمة #السفير_البابوي خلال اللقاء الذي جمع #رؤوساء_الطوائف_المسيحية مع #المبعوث_الأممي.بقلم مفكر حر
- #تركيا تُسقِط #الأسد؛ وتقطع أذرع #الملالي في #سوريا و #لبنان…!!! وماذا بعدك يا سوريا؟بقلم مفكر حر
- نشاط #الموساد_الإسرائيلي في #إيرانبقلم صباح ابراهيم
- #الثورة_السورية وضرورات المرحلةبقلم مفكر حر
- هل تعديل قانون الأحوال الشخصية يعالج المشاكل الاجتماعية أم يعقدها.. وأين القيم الأخلاق من هذه التعديلات ………..؟بقلم مفكر حر
- تلغراف: تأثير #الدومينو علی #ملالي_إيران وتحولات السياسة الغربيةبقلم حسن محمودي
- الميلاد آتٍبقلم مفكر حر
- قوانين البشر تلغي الشريعة الإسلاميةبقلم صباح ابراهيم
- ستبقى سراًبقلم عصمت شاهين دو سكي
- #سورية الثورة وتحديات المرحلة.. وخطر #ملالي_طهران
أحدث التعليقات
- عبد يهوه on اسم الله الأعظم في القرآن بالسريانية יהוה\ܝܗܘܗ سنابات لؤي الشريف
- عبد يهوه on اسم الله الأعظم في القرآن بالسريانية יהוה\ܝܗܘܗ سنابات لؤي الشريف
- منصور سناطي on من نحن
- مفكر حر on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- معتز العتيبي on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- James Derani on ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **
- جابر on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- صباح ابراهيم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **
- الفيروذي اسبيق on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- س . السندي on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- عبد الحفيظ كنعان on يا عيد عذراً فأهل الحيِّ قد راحوا.. عبد الحفيظ كنعان
- محمد القرشي الهاشمي on ** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسية
- صباح ابراهيم on ** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **
- س . السندي on الفيلم الألماني ” حمى الأسرة”
- Sene on اختلاف القرآن مع التوراة والإنجيل
- شراحبيل الكرتوس on اسطورة الإسراء والمعراج
- Ali on قرارات سياسية تاريخية خاطئة اتخذها #المسلمون اثرت على ما يجري اليوم في #سوريا و #العالم_العربي
- ابو ازهر الشامي on الرد على مقال شامل عبد العزيز هل هناك دين مسالم ؟
- س . السندي on ** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
- مسلم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- الحكيم العليم الفهيم on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- المهدي القادم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- Joseph Sopholaus (Bou Charaa) on تقاسيم على أوتار الريح
- س . السندي on النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
- س . السندي on اوبنهايمر