طلال عبدالله الخوري 24\11\2014 مفكر دوت اروج
خبرين مترابطين قرأتهما عناويناً هذا الصباح, ولم اتعن قراءة المحتوى لأن ” المكتوب يقرأ من عنوانه” كما يقال, فهما بلاشك مسمارين دقهما الغرب بنعش الولي الفقيه وروسيا وبالتالي بنظام عائلة الاسد الاجرامية كتحصيل حاصل.
الخبر الأول يقول تمديد المفاوضات النووية الايرانية مع الغرب, والثاني خفض سعر النفط الى أدنى مستوى له منذ عقود.
طبعاً من مصلحة الغرب تمديد المفاوضات النووية الى ما لا نهاية, لانه طالما ان المفاوضات جارية فمن اول شروطها ان يتوقف البرنامج النووي الإيراني وتستمر العقوبات والعزلة على ايران ويمكن ان تزيد خلالها, وهذا ما يريده الغرب واميركا وإسرائيل.
عندما هاجم رئيس الوزراء الأسرائيلي ” بنيامين نتنياهو” صائحاً مزبداً مرعداً حكومة “اوباما” لموافقتها أصلاً على التفاوض النووي مع نظام الولي الفقيه الثيوقراطي الثعلبي بخداعه, أجابه اوباما بهدوء وثقة :” فماذا نخسر؟ طالما أن العقوبات ستستمر, والأكثر من هذ فإن البرنامج النووي سيتوقف خلال فترة المفاوضات, فعلى الأقل سنربح الزمن اللذي سيتوقف به البرنامج النووي؟” فعندها صمت نتنياهو.
طبعاً الخبر الثاني يعني وببساطة أن الغرب أخفض سعر النفط ليلحق المزيد من الدمار للإقتصاد الإيراني والروسي, وهذا يعني مسمار آخر في نعش كلا من النظامين وبالتالي مسمار في نعش نظام عائلة الاسد الإجرامية في سوريا كتحصيل حاصل.
طبعا كلنا قرأنا التسريبات الصحفية في ” النيويورك تايمز” و” الواشنطن بوست” والتي تقول بأن الضربة الإسرائيلية للبرنامج النووي الايراني ستكون قبل نهاية الفترة الرئاسية الاميركية الثانية ل”أوباما” وهو الوقت المثالي لتمرير مثل هذه العمليات في السياسة الاميركية, لأنها فترة انتقالية بقيادة دفة الرئاسة, بحيث لا تؤثر انتخابيا على الرئيس القادم جمهوريا كان ام دمقراطيا, فكل مرشح وحسب توجهاته الحزبية سيستثمرها في برنامجه الانتخابي سلباً ام إيجاباً.
هذه التسريبات تعني بأن الضربة قد تم إقرارها والتخطيط لها وأن الطيارون بتدربون علي تنفيذها منذ سنوات, ويقومون بتنفيذها كل يوم على طريقة ” السموليشين” الحاسوبية اي “المحاكاة البيانية” كما ترجمناها للعربية في محاضراتنا بجامعة دمشق في مقرر ” الذكاء الإصطناعي ” لطلاب الدراسات العليا, طبعا الى جانب المحاكاة الآفتراضية على الكومبيوتر يقومون بتنفيذها عمليا على اهداف اصطناعية في مكان ما يتم تجهيزه ليكون مشابها للاهداف الحقيقية في ايران وذلك لضمان نجاح الضربة ولا مجال هنا للخطأ في أمور تتعلق بمفاعلات نووية.
كل ما هو مطلوب من المعارضة السورية ببساطة ان يهتموا بمصالح الشعب السوري ولو لمرة واحدة بدلا ان يعملوا خيانةً بمصلحة واهداف دولة “القاعدة” الاسلامية التي اكل الدهر عليها وشرب, او مصلحة دول الخليج وتركيا, ويستفيدوا بحنكة مما يجري على الأرض وان ينتزعوا اتفاقية مع أميركا تضمن الاكثر إمكانا من المصالح الوطنية للشعب السوري من اسقاط لنظام الاسد وبناء سوريا وضمها للتطور وللركب الحضاري.