الشرق الاوسط
تحدث عن سيناريوهين داميين في حال سقوط الأسد أو انتصاره
واشنطن: إريك شميدت ومارك مازيت*
حذر نائب مدير وكالة مخابرات الدفاع الأميركية التابعة للبنتاغون، ديفيد شيد، من أن النزاع السوري قد يستمر «العديد والعديد من الأشهر وقد يمتد لسنوات عديدة»، مشيرا إلى أنه من المرجح أن تتفاقم الأوضاع، بغض النظر عن تنحي الرئيس السوري من عدمه.
وتعد هذه التصريحات من أقوى التحذيرات العلنية بشأن تدهور الحرب الأهلية في سوريا، وبدا وكأن شيد يلمح إلى عدم استجابة الولايات المتحدة وحلفائها للتدخل وإنهاء الصراع السوري.
وأشار شيد إلى أنه بالإضافة إلى دعم الجماعات العلمانية في المعارضة السورية – التي وعدت الإدارة الأميركية بإمدادها بالأسلحة والذخيرة – كان يتعين على الغرب مواجهة العناصر الإسلامية المتشددة، غير أنه لم يشر إلى كيفية القيام بذلك.
وفي كلمته أمام منتدى «آسبن» الأمني في كولورادو، قال شيد: «الحقيقة أن التغاضي عن هذه الجماعات يجعلها تنمو. وعلى مدى العامين الماضيين، نمت هذه الجماعات من حيث الحجم والقدرة والفعالية». وأشار شيد إلى وجود سيناريوهين مختلفين للوضع في سوريا في المستقبل، وكل منهما يتسم بالعنف والدموية، مضيفا أنه «لو نجح بشار الأسد في البقاء، فسيكون أكثر قسوة وسيكون محملا بإرث ثقيل من عشرات الآلاف من المدنيين الذين قتلوا تحت إمرته». أما السيناريو الثاني فسيكون داميا أيضا في حال سقوط أو مقتل الأسد، حيث سيكون هناك صراع سني – شيعي شديد، مضيفا أنه «لو خسر الأسد المعركة، فأعتقد أن الحرب الأهلية ستستمر لسنوات قادمة». وقال شيد إن العناصر الأكثر تشددا مثل «جبهة النصرة» ستحارب حينئذ من أجل السيطرة على أجزاء من البلاد، مضيفا أنهم «سوف يقاتلون للسيطرة على بعض المناطق، وسيظلون هناك لفترة طويلة».
وعرض شيد تقييما واقعيا حول قدرة أميركا على التفرقة بين مجموعات المعارضة التي قال إن عددها بلغ نحو 1.200 مجموعة. وأشار شيد، الذي عمل في جهاز الاستخبارات 31 عاما، إلى أن التدخلات المتواضعة لا يتوقع أن تحدث فارقا كبيرا في وقت يستعيد فيه جيش الأسد السيطرة على المناطق مجددا، بدعم من إيران وروسيا وحزب الله، ومعاناة المعارضة من انقسامات مريرة داخل صفوفها، واختلاط مقاتلين إسلاميين وعناصر من طالبان بين صفوف الثوار.
وأعرب عن قلقه من تزايد سقوط ضحايا من المدنيين، وتدفق اللاجئين والتفكك الداخلي، وأردف: «ما يقلقني هو أن ذلك قد يستمر لفترة طويلة. إنها حالة من الجمود».
وأوضح شيد أنه يشعر بالقلق لأن الثورة السورية، على عكس الثورات العربية الأخرى، كان من المرجح لها أن تنفجر لا أن يتم احتواؤها، وأن تدخل الأردن والعراق دوامة الصراع وعدم الاستقرار. وأعرب عن قلقه إزاء تناقض الأردن مع البيانات الشكلية المعتادة، للإدارة تقريبا بشأن الثقة في قدرة الملك عبد الله الثاني ملك الأردن، النأي ببلاده، واحدة من أقوى حلفاء أميركا في المنطقة، عن النزاع. وأعرب عن مخاوف من إمكانية تعزيز الجماعة التابعة لـ«القاعدة» من موقفها داخل العراق، بعد أن كانت قد تقوضت إلى حد كبير نتيجة زيادة عدد القوات الأميركية هناك في عام 2007. وقال: «سيعود تنظيم القاعدة في العراق أكثر قوة نتيجة لتجربته داخل سوريا».
* خدمة «نيويورك تايمز»