مسؤولية (الأخوان المسلمين) عن تأجيل انتصار الثورة السورية، وثورات الربيع العربي !!!
إن حمى التعصب الايديولوجي الحزبوي تعمي عيون المتعصبين الذين لا يرون (حميات الهوس القومي الفارسي-الطائفي ) لدى إيران …فلا يفهمون أننا ندافع عن مفهوم تقارب مصر والسعودية كـ (منظومة العربية) ليس بدلالة المنظور العربي القومي المتهافت المتلاشي والمتهالك، بل بدلالة الهوس القومي الإيراني بمحتواه الطائفي الشيعي ) ضد عدو سهل كالعرب بعد أن شاغب الإيرانيون على إسرائيل عن طريق حزب اللات اللبناني الإيراني، ومن ثم تبادلوا الاعتراف مع إسرائيل التي أمنت الحماية لظهرحزب اللات عندما وجه سكاكينه إلى رقاب الشعب السوري…
وذلك بأن جعل الإيرانيون من أنفسهم قوة اقليمية مهمة على عدو عربي متهالك بعد الاسقاط الفعلي لعداوة سرائيل حتى ولو كذبا، وذلك بعد أن انتزعت اعترافا أمريكيا ،إسرائيليا بدورها الاقليمي على حساب العدو العربي (الرجل المريض ) لعصرنا الراهن، وإطلاق يدها بجثة هذا الرجل تقطيعا وتقتيتا، ليزداد العرب استرحاما لأمريكا وإسرائيل ، وإلى المزيد من تحويل ميزانياتهم للتسلح بدون فائدة، لأنه ليس لديه جيوش لتقاتل بهذا السلاح ،إلا الجيوش المقاتلة ضد شعوبها ، كالجيش الطائفي الأسدي …
ومن هنا كان تأييدنا للموقف الخليجي في استعادة مصر… ليس من منظورات فكرية (ايديولوجية قومية )، بل من ضرورات الدفاع عن الذات (كيانيا -عضويا عن الرجل المريض المتهالك )…أي ليس وهما عقائديا على الطريقة البعثية القومية، أو مذهبيا على الطريقة الأخوانية الحزبية التي حورت معركة الحريات لثورات الربيع العربي الشابة إلى مشاريع سلطوية حزبوية اخوانية ..!
أي أننا .. من موقع المسؤولية الوطنية والاستراتيجية نقدر أهمية الدور المصري والسعودي (جيولوليتكيا لمقاومة الهلاك العضوي للأمة، وليس قوميا بالمراهنة على المشروع القومي العربي الذي تعفن وتأسن …فلا يزاودن علينا أحد علينا …بمسألة سقوط الأوهام الايديولوجية لدينا منذ ربع قرن ..أوهام النضالية القومية أو اليسارية أو الإسلامية التي غدت عاصمتها اليوم طهران، وقوتها الطليعية (حزب اللات) التي يلتف حولها جميع هذه التيارات الايديولوجية الزائفة (القومية واليسارية والإسلامية …الشيعية بل والسنية القومية والمذهبية !!! )
أي أننا ندعو من خلال تفاهم (مصر والسعودية ) بالانفتاح الضروري والاستراتيجي على تركيا الديموقراطية، إلى وحدة الموقف (العضوي –الكياني) على الأقل وليس بالضرورة السياسي الموحد، في الرد على الهوس الايديولوجي القومي المسعورإيرانيا والمغطى أمريكيا وإسرائيليا …والمتابعون يعرفون أننا من أوائل من انتقد الفكر الايديولجي (القومي واليساري والإسلامي السياسي !!!)
لكن ردود الفعل على مقالنا السابق ،أظهر التقبل لنقد الايديولوجيا القومية واليسارية ..لكنه أثبت أنه غير قادر على فهم شرعية نقد الأخوانية التي قادتنا إلى كل هذه الكوارث على مصائر أحلام شعوبنا بالحرية ..
وذلك بسبب إصرار الأخوانية المسعور على تصدر مشهد ثورات الربيع العربي ومحاولة اقصاء الجميع بالاعتماد على الأنظمة العربية والاسلامية المؤيدة للاخوان، أو الغربية (الأمريكية ) التي تريد أن تلعب على الموروث الثقافي الطائفي، لتفجير حروب الفوضى (الخلاقة ) التي تعيد انتاج حروب داعش والغبراء والملل والنحل، من خلال الفضاءات الطائفية التي أشاعتها موجة الظلام ( الطائفية الشيعية الإيرانية بدءا من شيطانها الأكبر (الخميني )، ومعادلاتها الطائفية السنية التي تمتد إلى الأخوان الذين هم الشجرة الأم لجميع فروعها (السنية )، بما فيها داعش وأخواتها ومشتقاتها،كونها ترضع من صدر الاسلام السياسي الأخواني …
فحشدت الحركات الأخوانية ووجهها الآخر الداعشي، واستنفرت الجميع (أعداء وأصدقاء : في الداخل الوطني والقومي، والخارج الدولي والعالمي) ضد أطماعها السلطوية الشرهة التي أقصت قوى الثورة المدنية الديموقراطية الشبابية، بدءا من مصر… وصولا إلى سوريا …
وذلك وفق أو بالتطابق مع ما خططت له الأسدية، بالحديث منذ الأيام الأولى السلمية للثورة : (عن الارهاب الكوني (الاسلامي السلفي الجهادي) فصدق الأخوان بعد شهور من قيام الثورة، الكذبة الأسدية ومسألة اخوانية ثورات الربيع الديموقراطي، فانقضوا على الحراك الديموقراطي السلمي، باحتلال تمثيل المعارضة السلمية واقصاء الشباب في مصر لأخونة الثورة، ومن ثم إقصاء التمثيل الديموقراطي المستقل في سوريا منذ مؤتمر (أنطاليا )، الذي استولى عليه الأخوان وعلى تمثيله، لكونه منعقدا في تركيا ..
حيث أصبحوا من حينها، هم القوى الممثلة لخيار( الحل السياسي والحوار مع النظام الأسدي) كتتويج لخطهم في تعليق معارضتهم منذ ما قبل الثورة .. بل وبدؤوا منذ لحظتها تشكيل واحياء مصطلح ( الجهاد)، وايقاظ القوى (الجهادية النائمة) لتشكيل القطب الآخر (الحربي المسلح ) بوهم محاصرة النظام الأسدي ( بين سلميتهم الأخوانية … وجهاديتهم المسلحة) التي انتهت في المآل إلى داعش …
حيث تم إغلاق الفضاء السياسي السوري، بين اعتدالهم السياسي الحواري مع الأسدية ، أو الحرب الداعشية )، التي أعطت الفرصة الحاسمة في إعلان المضمر المسكوت عنه دوليا تجاه نظام العصابات الطائفية الأسدية .. لإعلان حربه الدولية الضروس علنا وبدون خجل ضد ثورة شعبنا الذبيح على يد الأسدية وبغطاء شرعي دولي، وراح التحالف الدولي يقاتل مع العصابات الأسدية ضد ثورة شعبنا باسم (الحرب على الارهاب ) ..
.
وقد آن الأوان للأخوان أن يعترفوا بأخطائهم، منذ إعلانهم (تعليق معارضتهم ) قبل الثورة …ومن ثم الدفع بها (تسليحيا وجهاديا ومن ثم افساديا )، مع دخولهم المتأخر إلى صفوف الثورة، ومن ثم اعطاء الفرصة السياسية والإعلامية لانتصار الأسدية سياسيا وتأجيل نصر الشعب ثوريا، بعد تحويل الثورة السورية من ثورة شعب من أجل الحرية، إلى حرب طائفية يخوضها النظام الأسدي ضد الشعب السوري باسم الحرب ضد ( داعش) …
وذلك ليتم تأجيل مشروع الحرية وطنيا سوريا وعربيا وإسلاميا إلى أجل غير مسمى ….وهي مسؤولية الأخوان بالدرجة الأولى الذين يستخدمون صداقة الموقف التركي المناصر للثورة السورية بحق وصدق، وذلك لالتقاء المصالح الشعبية الديموقراطية التركية والسورية ..
إذ يستخدم الأخوان ذلك في استقوائهم السياسي على القوى الثورية السورية المدنية الديموقراطية، والقوى الليبرالية العلمانية الحداثية المستقلة …لصبغ ثورات الربيع الشبابي نحو الحرية والقيم العالمية للديموقراطية وحقوق الانسان والمواطنة والعدالة والمساواة ….بصبغة ماضوية سلفية من جهة، أو عنفية جهادية دموية ارهابية من جهة أخرى، تعطي المزيد من الحجج والذرائع للمجتمع الدولي بل و العربي، بإدارة ظهره لثورات الشعب السوري والعربي من أجل الحرية، ومن ثم الدعم الباطن بل والظاهر للنظام الأسدي بكل صفاقة وفجور..