الرحلة الى دمشق كان لها توقيتين:حفلة فيروز وعرض البولشوي في معرض دمشق،وتمضية بعض الوقت في فندق بلودان الكبير بعد أغلاق المدارس،عدا ذلك كان غير وارد وخصيصا في الشتاء.
في ذات مساء شتوي جاءت أمي لتخبرنا بأننا سوف نسافر الى دمشق في الصباح،لقد حصلنا على الأذن بزيارة أبي في سجن المزة،كانت المرة الأولى التي أرى فيها الثلج والذي أرتبط بذاكرتي حتى اليوم بزيارة أبي،وقفنا نحن الأطفال ،وكنا وقتها ثلاثة،وراء قضبان حديدية ننتظر قدوم ابي تسبقه ضحكته الرنانة،وكم كان مفاجئا لنا ظهوره الصامت،وهزاله،كانت حصيلة الرحلة أكثر إيلاما من الغياب،
مر عقد من الزمن،ما زالت سوريا بين السجنين،سجن القمع،وسجن الخوف.
Roula Roukbi