في بداية الحركة الماركسية كتب مفكرها لينين عن ظاهرة «مرض اليسارية الطفولي» تحدث فيه عن المزايدين عليه في أقصى يسار الحركة الشيوعية ممن يتطرفون بالمواقف فيرفضون دخول البرلمانات كما قام حزبه بذلك في 1905 و1917 وأن تلك الطفولية تضر بالشيوعية أكثر مما يضرها ألد أعدائها، وقد صدقت نبوءته بعد 6 عقود حيث انحسرت الشيوعية عن بلدان مؤثرة كفرنسا وألمانيا وإيطاليا بسبب الأفعال الطفولية الجاهلة لمنظمات شيوعية متطرفة تنتهج العنف وسفك الدماء كحال منظمات بادر ماينهوف والألوية الحمراء.. إلخ.
***
بالمثل هناك ما يمكن تسميته بـ «مرض الإسلام السياسي الطفولي» أخذ به الإسلام السياسي الشيعي خلال حقبة الثمانينيات حين اتجه لخطف الطائرات والتفجيرات، وقد أضرت تلك الأعمال به وبإيران التي اتهمت بأنها التي تقف خلفه، حتى تعافى الإسلام السياسي الشيعي من ذلك المرض وبدأ بعد ذلك ـ لا قبله ـ بالتمدد والتوسع.
***
وفي بداية التسعينيات أصيب الإسلام السياسي السني ممثلا بـ«بن لادن» وتنظيم القاعدة بالمرض الطفولي الخطير، وبدأت أعماله الإرهابية الدموية التي أضرت بالإسلام، والغريب انه بدلا من الشفاء واختفاء المرض، توسع وتمدد وانتشر في مشارق الأرض ومغاربها حتى وصل الى قمة أعراضه المرضية المدمرة بنشوء تنظيم داعش المشبوه.
***
وزاد الطين بلة ان حركة إسلامية كحال الإخوان المسلمين تحولت باختيارها من العمل السياسي الصحي العاقل إلى مرحلة خطيرة من «مرض الإسلام السياسي الطفولي» على يد تنظيمها الدولي وأفرعها السورية والليبية واليمنية والمصرية، وقبل ذلك فرعها الجزائري بعد تبني الفكر القطبي التكفيري السافك للدماء والتخلي عن الفكر العاقل الذي رفع شعارا حكيما هو «دعاة لا قضاة».
***
آخر محطة: 1 ـ لا علاج لمرض الإسلام السياسي الطفولي الخطير إلا بالتوعية والمحاربة الفكرية والأمنية من خارج التنظيم، والإصلاح وعزل القيادات الموبوءة والمريضة من الداخل.
2 ـ من المفارقات الغريبة والعجيبة.. ان بعض القيادات الاخوانية المصابة بمرض الإسلام السياسي الطفولي.. تقارب سنها التسعين عاما!
نقلاً عن صحيفة “الأنباء”